ثورة جياع تختمر وغاضبون يشعلون الشوارع بالنار ومطالبات بتحرك دولي لإنقاذ اليمن

2018-10-02 06:17:47 أخبار اليوم- تقرير


أثار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية ردود أفعال ساخطة لدى الشعب اليمني وسط توقعات باندلاع ثورة جياع قد تجعل الحكومة الشرعية بوضع لا تحسد عليه لهذا يطالب ناشطين بضرورة التحرك الجاد لإنقاذها.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بصورة غير مسبوقة في الأسواق خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لتدهور العملية الوطنية أمام العملات الأجنبية، والتي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها، إذ بلغت قيمة الدولار الواحد حتى أمس 800 ريال يمني، و200 للريال السعودي.
• 11 مليون يواجهون خطر المجاعة..
وتشير الإحصائيات إلى أن 3.5 مليون شخص مرشحين قريبا للحاق بثمانية ملايين آخرين يواجهون بالفعل خطر المجاعة.
وأدى انهيار قيمة العملة المحلية، الذي دفع إلى ارتفاع حاد في الأسعار، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعتبرها الأمم المتحدة "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وقالت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، إن "انهيار قيمة العملة اليمنية قد يعرض أكثر من 3 ملايين شخص للمجاعة".
وأضافت المنظمة أن 550 ألف شخص نزحوا من الحديدة منذ مطلع يونيو الماضي، بسبب المعارك التي تشهدها المحافظة منذ يونيو الماضي بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي وبين مليشيات الحوثي.
• الأمم المتحدة تطالب بإجراءات عاجلة..
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الاثنين، إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف تفاقم تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال غريفيث، في حوار مع بي بي سي خلال وجوده في نيويورك، إنه شعر بالتشجيع من الاستجابة الدولية لتحذير الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق، مضيفا أنها "ركزت العقول على الحاجة الملحة لمحادثات سلام".
وفي الشهر الماضي، انهارت مفاوضات للتوصل لاتفاق سلام في اليمن في جنيف بعدما رفض الحوثيون المشاركة.
ولكن غريفيث أكد على أنه يأمل في أن يتمكن من عقد اجتماع آخر في غضون أسابيع.
• غضب يشعل الشوارع بالنار..
وشهدت عدد من المدن الجنوبية تظاهرات حاشدة احتجاجا على انهيار العملة الوطنية أمام العملات الاجنبية..
وأغلقت معظم المحلات التجارية أمس أبوابها بمدينة سيئون جنوب شرقي البلاد، تجاوبا مع العصيان المدني الذي أطلقه شباب الغضب.
ولم تتأثر الطرقات والشوارع بأعمال حرق الإطارات وإغلاقها أمام المارة في عصيان الأمس مثل الاحتجاجات السابقة.
وتواصلت بسيئون أمس الاحتجاجات الشعبية، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما يدخل إضراب المعلمين أسبوعه الثالث وسط صمت حكومي.
ونظم شباب أطلقوا على أنفسهم شباب الغضب ،أمس احتجاجات أمام المجمع الحكومي بسيئون، الذي غاب معظم موظفيه على الدوام الرسمي.
ويطالب المحتجون، السلطات المحلية بإيجاد حلول إسعافية لتحسين الوضع المعيشي للمواطن جراء انهيار العملة الوطنية ، إضافة الى توفير المشتقات النفطية بأسعار معقولة كون محافظة حضرموت تنتج قرابة 80 % من الإنتاج النفطي للجمهورية.
وتوقفت الدراسة بالمدارس الحكومية فقط تجاوبا مع إضراب أعلنته لجنة "أنا المعلم" منذ ثلاثة أسابيع، فيما تستمر الدراسة بالمدارس الخاصة.
وأشار مدراء عدد من المدارس الخاصة إلى أن كلفة مواصلات نقل الطلاب الباهظة، قد تدفعهم إلى توقيف الدراسة إذا استمرت أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها .
ويتخوف أولياء الأمور من ضياع السنة الدراسية الحالية على أبناءهم في حال استمرار إضراب المعلمين .
ووصل سعر البترول الذي يظهر ويختفي بين فترة وأخرى ويتطلب الحصول عليه الانتظار في طوابير بالمحطات الحكومية 405 ريال للتر وفي المحطات التجارية 520 ريالاً للتر الواحد.
وبموازاة ذلك شهدت السلع الغذائية ارتفاعا بنسب تقارب 70 %.
وتحولت معظم الأسر بحضرموت إلى اقتصار الوجبات الرئيسية على مادة القمح مع القليل من الأرز الذي يعتبر الوجبة الرئيسية لسكان حضرموت.
ويرجع المواطنون التحول إلى القمح كون سعره مناسب مقارنه مع كيس الأرز الذي وصل المتوسط منه الى18 ألف - 25 ألف ريال ، إلى جانب أن معظم الأسر تحتفظ وتخزن بالبيوت القمح المحلي لكميات تغطي العام كاملا ، ووصل سعر كيس القمح المحلي في موسم الحصاد الماضي 8 ألف – 12 ألف ريال.
ووسط هذه الارتفاعات التي توصف بالمتسارعة في انهيار العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية اضطر تجار الجملة وبعض المحلات التجارية إلى البيع بالعملة السعودية أو ما يعادل الصرف أمس المقدر بـ ( 205) ريال.
وفي سياق متصل تظاهر- صباح أمس الاثنين- أبناء مديرية لودر بمحافظة أبين جنوبي البلاد بالتزامن مع عصيان مدني شامل اثر تدهور الوضع المعيشي نتيجة لانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وتفاقم الوضع الاقتصادي الذي ينذر بكارثة وخيمة.
وجابت المسيرة الشوارع مردده الشعارات والهتافات الغاضبة والمنددة بتردي الوضع المعيشي المخيف والغير مسبوق والذي بات ينذر بمجاعة وشيكة بسبب التهاوي للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية وفقدانها أكثر من ثلثي قيمتها ..
وحمل المتظاهرون الحكومة الشرعية والتحالف العربي مسؤولية تفاقم الوضع الاقتصادي.
كما قام المتظاهرون بإغلاق محلات الصرافة وإحراق إطارات السيارات في الشوارع..
• اعتقال المئات من أصحاب المحال التجارية بصنعاء..
وأغلقت أمس الاثنين عشرات من المحلات التجارية أبوابها معلنة توقف تجارتها بسبب انهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ..
وأقدمت جماعة الحوثي على اعتقال ما يقارب 710 تجار ومالك منشأة على خلفية الارتفاعات السعرية مع وصول الدولار الواحد إلى 800 ريال ووصول الريال السعودي إلى 200 ريال يمني.
وقال تاجر الجملة بصنعاء إنهم كتجار لا يستطيعون الاستمرار في العمل لأن تجارتهم مهددة بالانهيار بسبب عدم تمكنهم من شراء بضائع جديدة بعد الانتهاء من بيع البضائع الأولى.
وأضاف نافع: العمل في وضع قلق وتحت إعادة دفع الضرائب مرتين مع اعتقال عدد من التجار يفرض علينا هذا الواقع أن نتوقف حتى يتم وضع آلية لحماية التجار من انهيار تجارتهم.
وأصدرت وزارة الصناعة والتجارة الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي قراراً باعتقال 710 تاجر ومالك منشأة تجارية، وعادة ما يتم الإفراج عنه بمبالغ مالية كبيرة كواحدة من إجراءات الحوثيين للحصول على أموال.
وأغلقت عدد من المحلات التجارية أبوابها الاثنين موقفة عملية البيع والشراء في أسواق "باب السلام وباب السبح وباب اليمن وعدد من المحلات التجارية في منطقة التحرير" بسبب انهيار سعر الصرف للعملة الوطنية الريال.
من جانبه قال تاجر تجزئة لـ"يمن مونيتور" بأن عدد من التجار والوكلاء الكبار يرفضون التعامل بالعملة الوطنية الريال ويطالبون بدفع الريال السعودي أو الدولار، ويتمثل الرفض في البيع لنا بسبب انهيار الريال أمام العملات الصعبة وبحجة استمرار ارتفاع الدولار بشكل مستمر ووصوله إلى 800 ريال للدولار الواحد.
وقال أحد الصيارفة اليمنيين إن "الدولار سجل الإثنين 800 مقابل الريال اليمني وسجل الريال السعودي 200 ريال، في ارتفاع مستمر للجميع، ومرشّح للزيادة - حسب وصفه.
وأوقفت عديد من محلات الصرافة البيع والشراء بالعملة الصعبة.
• تحذيرات من ثورة جياع..
وحذر مراقبون من اندلاع ثورة جياع قد تطيع بالحكومة الشرعية في ظل تواصل انهيار الريال اليمني امام العملات الأجنبية..
ويتهم سياسيون أيادي خفية تقف وراء انهيار الريال للإطاحة بحكومة أحمد عبيد بن دغر بأمعاء الجائعين حد وصفهم..

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد