الشرعية تحاول نفخ الروح بالبرلمان وتشرع بالترتيبات لاستئناف نشاطه

2018-10-11 02:33:42 أخبار اليوم / تقرير - متابعات


تجري السلطة الشرعية اليمنية ترتيبات جديدة لمحاولة إحياء مجلس النواب من جديد في العاصمة السعودية الرياض.
فبعد مرور قرابة أربع سنوات على آخر اجتماع له في العاصمة صنعاء تستأنف السلطة الشرعية مؤخراً ترتيبات جديدة لمحاولة إحياء مجلس النواب من جديد.
وحسب تتبع تاريخ اجتماعات البرلمان اليمني، المؤسسة المعنية بالتشريع والرقابة، فإن آخر اجتماع له كان في الـ18 من ديسمبر 2014م بعد اجتياح مليشيا الحوثيين الإنقلابية للعاصمة صنعاء وفي تلك الجلسة منحت حكومة خالد بحاح الثقة ليختفي بعدها البرلمان الشرعي الموحد وتبقى نسخة مجتزأة من البرلمان تضم أقل من 30% من أعضاء المجلس الذين ساندوا الإنقلاب ومعظمهم من حزب الرئيس السابق (المؤتمر الشعبي العام) وآخرين كانوا قد أعلنوا في وقت سابق ولاءهم لجماعة الحوثيين.
وتفيد معلومات عن وصول عدد من أعضاء مجلس النواب إلى العاصمة السعودية الرياض وآخرين يتم الترتيب لسفرهم إلى هناك من منافيهم المتعددة بعد أن تلقوا دعوات للحضور من رئاسة المجلس وعبر الكتل النيابية للأحزاب.
 وتحدث عدد من أعضاء البرلمان لمعرفة تفاصيل هذه الترتيبات والاجتماع المزمع انعقاده وعن الهدف من هذا الاجتماع، أكد أحد الأعضاء لـ"المصدر أونلاين" أن الترتيبات الجارية تهدف إلى استئناف انعقاد مجلس النواب داخل اليمن، ورجح أن يكون مقر انعقاده في مدينة سيؤون بوادي حضرموت (شرق اليمن) في ظل تعقيدات عسكرية وأمنية تشهدها العاصمة المؤقتة عدن التي تتحكم فيها القوات الإماراتية وأذرع عسكرية محلية تابعة لها، ومع أن مدينة سيؤون مطروحة كخيار لمكان انعقاد المجلس إلا أن نائباً آخر قال إنه يمكن انعقاد المجلس حتى في عدن رغم التعقيدات الظاهرة.
وأضاف: "إذا أراد التحالف للمجلس أن ينعقد في عدن فكل هؤلاء المسلحين بمختلف تسميات فصائلهم وتشكيلاتهم سيتحولون إلى حراسة تؤمن انعقاد المجلس . وحسب النائب الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الوضع فإنه تم استدعاء أعضاء المجلس إلى الرياض لإجراء ترتيبات انتخاب هيئة رئاسة جديدة لمجلس النواب بعد تعطل الهيئة السابقة وعدم قدرتها على مغادرة اليمن.
•       تحت الإقامة الجبرية..
وتضع مليشيات الحوثيين رئيس المجلس يحيى الراعي ونوابه تحت الإقامة الجبرية حيث لا يستطيعون مغادرة صنعاء، خاصة بعد المواجهات الدامية التي دارت بين الحوثيين وصالح في ديسمبر الماضي وانتهت بمقتله.
«مجلس النواب اليمني هو الغرفة التشريعية الرئيسية المخولة بسن القوانين والرقابة على أداء السلطة التنفيذية ويتكون من 301 عضواً وكانت آخر دورة انتخابية في إبريل ٢٠٠٣ لتدخل بعدها البلاد في حالة انسداد سياسي حالت دون إجراء انتخابات برلمانية إلا أن المبادرة الخليجية التي أعقبت ثورة فبراير 2011 نصت على التمديد لمجلس النواب على أن تكون قراراته بالتوافق وليس بالأغلبية». .
•       اجتماع الرياض..
برلماني آخر أكد لـ"المصدر أونلاين" أنه تلقى دعوة للسفر إلى الرياض ولا يزال بانتظار استكمال إجراءات الحصول على تأشيرة دخول إلى المملكة السعودية إلا أنه قال إنه لم يتلقَّ أي تفاصيل عن الهدف من الحضور وما الذي يمكن أن يناقشه الاجتماع الذي يتم الترتيب له بعد أن تم إفشال انعقاد اجتماع المجلس أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية.
وتوقع أن يكون الهدف من الدعوة للاجتماع مقتصراً على اختيار هيئة رئاسة جديدة للمجلس وذلك أمر سيكون قد تم الترتيب له مسبقاً، حسب المصدر البرلماني، وأضاف "في هذه الحالة يتردد كثير من النواب عن الحضور ويشعرون أنهم سيكونون مجرد ديكور لشرعنة الإجراءات ليتم إعادتهم بعدها إلى الهامش كما ظلوا مجمدين طيلة السنوات الماضية".
 وحسب المصدر فإن ما يجعل كثيراً من الأعضاء مترددون في الحضور هو عدم اتضاح أجندة الاجتماع إلا أنه رجح أن تحريك البرلمان في هذا التوقيت هو محاولة لتحفيف الضغط على السلطة الشرعية ومنحها ورقة قوة تسندها في مواجهة التجاوزات التي تقدم عليها الإمارات، وأشار البرلماني إلى مستجدات الأوضاع في عدن والتحركات العسكرية التي تديرها الإمارات هناك عبر أذرعها العسكرية المحلية بغرض فرض الانفصال.
•       ورقة شرعية..
ويحتفظ الرئيس هادي بمجلس النواب كورقة شرعية في وجه من يشككون بشرعية السلطة القائمة إلا أنه يتخوف من أن تكون مخرجات اجتماع المجلس ليست لصالحه خاصة أنه لا يثق في ولاء كثير من الأعضاء الذين كانوا إلى وقت قريب يقفون خلف الرئيس السابق صالح كجزء من منظومة الإنقلاب في صنعاء.
وفيما أشار أحد الأعضاء لـ"المصدر أونلاين" إلى أن الاجتماع البرلماني الذي يجري الترتيب له يحظى بدعم المملكة العربية السعودية، فإن آخرين استبعدوا ذلك وحسب إفادة أحدهم "نحن مؤسسة شرعية منتخبة والجميع يحرص على بقائنا لكن لا أحد لا الرئيس ولا التحالف يريد إعادة تفعيل المجلس".
 وكانت الحكومة السعودية رتبت لعقد لقاء يجمع أعضاء مجلس النواب اليمني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 15 أغسطس 2017 وصرفت للنواب الذين حضروا الاجتماع مكافأة مالية بواقع نصف مليون ريال سعودي لكل نائب (133 ألف دولار).
ذكريات المكافأة السابقة التي حصل عليها البرلمانيون اليمنيون من ولي العهد السعودي، بعد أن مروا بسنوات عجاف، تجعل أي دعوة للحضور إلى السعودية مغرية مهما كانت التحفظات أو المخاوف وحسب تتبع خارطة النواب الذين يحزمون حقائبهم للسفر إلى الرياض فإن أكثرهم حماساً أعضاء الكتلة البرلمانية التابعة لحزب الرئيس السابق صالح (المؤتمر الشعبي) الذين لم يحضروا اللقاء السابق.
يذكر أنه وبعد مرور خمسة عشر عاماً على انتخاب مجلس النواب اليمني، ما يجعله مرشحاً للقب أطول البرلمانات عمراً في العالم، فإن أكثر من ثلاثين عضواً من أعضائه قد توفوا أي ما نسبته 10% من قوام المجلس، وآخرون أدركتهم الشيخوخة.
•       ترتيب أكثر جدية..
برلمانيون آخرون، وكل النواب الذين تحدث إليهم "المصدر أونلاين" يطلبون عدم ذكر أسمائهم لحساسية الوضع القائم، توقعوا أن يكون الترتيب للاجتماع هذه المرة أكثر جدية من السابق خاصة بعد المستجدات التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن.
 يقول أحد النواب "يبدو أن الرئيس يحتاج حالياً أكثر إلى البرلمان لإسناده في مواجهة التجاوزات التي زادت عن حدها" ويضيف "هناك إصرار على إبعاد الرئيس والحكومة عن البلاد وإبقاء السلطة الشرعية خارج اللعبة".
•       لقاءات بالرياض..
وقالت مصادر ان رؤساء الكتل البرلمانية للأحزاب السياسية المساندة للشرعية يلتقون في الرياض منذ أيام للتوصل إلى تفاهمات مبدئية على اختيار أسماء لهيئة رئاسة جديدة للمجلس.
تقول المعلومات إن استدعاء النواب إلى الرياض هو خطوة أولى تسبق نقلهم دفعة واحدة إلى مقر انعقاد اجتماع المجلس داخل اليمن.
وتشير المعلومات أيضاً أن عدد الأعضاء البرلمانيين الذين انضموا للشرعية وصلوا إلى حوالي 170 نائباً وهذا هو العدد الموجود في كشف المرتبات التي تصرف من خزينة الحكومة لكن هل كل هؤلاء مستعدون للحضور أم أن كثيراً منهم لا يزال محبوساً داخل مناطق سيطرة الحوثيين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد