النازحون إلى مأرب.. معاناة البحث عن مأوى تنتهي بمأساة الجري وراء الرغيف

2018-10-22 01:48:41 أخبار اليوم / تقرير خاص - عارف الواقدي


تحدثت دراسة ميدانية أجريت مؤخراً في محافظة مأرب، عن احتياجات النازحين والمجتمع المحلي وتقييم الاستجابة الإنسانية بأن المحافظة استقبلت خلال السنوات الثلاث الماضية موجة نزوح كبيرة إليها من مختلف محافظات الجمهورية.
وتستقبل محافظة مأرب، يوميا عشرات الأسر النازحة منذ بدء الحرب في البلاد أواخر العام 2014م، حيث تؤكد الدراسة الميدانية أن ذلك يعود للقدر الكبير من الأمن والاستقرار التي تشهده المحافظة منذ أن تحررت عاصمتها من مليشيا الإنقلاب الحوثية في أواخر أكتوبر من العام 2015م.
وتذكر مصادر مطلعة في السلطة المحلية بمحافظة مأرب شمال شرقي العاصمة صنعاء، أن المحافظة على مدى السنوات الثلاث الماضية استقبلت في كافة مديرياتها البالغ عددها (14) مديرية، أكثر من مليوني نازح، في حين تؤكد نتائج الدراسة الميدانية - التي أجريت خلال الفترة من 1 أبريل/آيار - 30 يونيو/تموز من العام 2018م الجاري - بأن متوسط إجمالي عدد الأسر النازحة في محافظة مأرب بشكل عام وحسب ما ذكره سكان محليين استهدفتهم الدراسة بـ(25.455) أسرة نازحة، بمتوسط 7 أفراد للأسرة الواحدة.



الدراسة الميدانية الشاملة التي قام بها ملتقى طلاب مأرب الثقافي التنموي بالتعاون مع الصندوق الوطني للديمقراطية NED، وبمشاركة مع 7 منظمات مجتمع مدني أخرى - شركاء تعزيز الإستجابة الإنسانية في مأرب - نفذها 30 باحثا وباحثة من أعضاء منظمات المجتمع المدني المشاركة في عمليات نزول ميداني استمرت ثلاثة أشهر، استهدفت عينة عشوائية من الأسر النازحة في 10 مديريات بالمحافظة، بلغت هذه الأسر - وفق الدراسة الميدانية - 3 الآلاف أسرة نازحة.
يقول بشير عيشان، مدير مشروع الدراسة الميدانية، ورئيس ملتقى طلاب مأرب الثقافي التنموي، لـ"أخبار اليوم" ان الدراسة الميدانية استهدفت ثلاث فئات مجتمعية هي النازحين، والمجتمع المحلي، وممثلي الجهات الحكومية، في 10 مديريات بالمحافظة، هي مديرية المدينة، الوادي، صرواح، مجزر، مدغل، الجوبة، حريب، رحبة، حريب القراميش، بدبده، قسمت المديريات - بحسب ما يؤكد عيشان -إلى 32 قطاعا و144 مربعا.
•        قبلة النازحين..
ففي مدينة مأرب، عاصمة المحافظة، يذكر عيشان، أن الدراسة الميدانية أكدت احتضانها لـ(15877) أسرة نازحة، 19% منها كانت قد نزحت إلى أماكن أخرى قبل نزوحها إلى مدينة مأرب، فيما 81% جعلت من مدينة مأرب، وجهتها الأولى للنزوح.
تذكر الدراسة الميدانية أن مدينة مأرب، استقبلت خلال العام 2015م 25% من إجمالي النازحين فيها، فيما استقبلت في العامين 2016م و 2017م 60% من النازحين، في حين استقبلت خلال النصف الأول من العام 2018م الجاري ما نسبته 15%.
•        عينة عشوائية ..
وفي الدراسة الميدانية التي استهدفت عينة عشوائية من الأسر النازحة في مدينة مأرب، قدرت بـ888 أسرة نازحة، توزعت بين 679 ذكرا و209 أنثى، تم أيضا إجراء مقابلات مع 222 أسرة من المجتمع المحلي، بهدف تقييم إحتياج المجتمع المحلي وأهم المشاكل التي تواجهه وكيف أثر النزوح الداخلي عليه إيجابا وسلبا.
•        تقسيم ..

وتم - طبقا لما يؤكد مدير المشروع فواز عيشان - تقسيم مديرية المدينة إلى 5 قطاعات، لإجراء الدراسة، ووزعت هذه القطاعات على عدد 26 مربعا، توزعت على حسب التالي: قطاع المجمع بـ5 مربعات، وقطاع الحديقة والهيئة بـ5 مربعات، وقطاع الروضة بـ6 مربعات، وقطاع المطار بـ5 مربعات، وقطاع السد بـ5 مربعات.
•        الخدمات ..
الدراسة لخصت إلى أن نسبة 87.5% من الأسر النازحة في مدينة مأرب، تقول إنها لم تتلقي أي خدمات قدمها المجتمع المحلي خلال فترة نزوحهم، فيما - تؤكد الدراسة الميدانية - أن 12.5% من النازحين قالوا بأنهم تلقوا خدمات قدمها المجتمع المحلي لهم من أهمها الغذاء الذي وصل بحسب ما قالوا بنسبة 70% من الخدمات، فيما جاءت مواد الإيواء ثانيا بنسبة 25%، وتوزعت نسبة الـ5% المتبقية على خدمات المأوى الطارئ ومساعدات مالية وصحية.
•        مساعدات..
وتقول الدراسة بأن ما نسبته 42% من إجمالي عدد النازحين في مدينة مأرب، تحدثوا أنهم تلقوا آخر مرة مساعدات أو معونات أيا كان نوعها كانت في الربع الأول من العام 2018م، في حين تؤكد نسبة 22.5 أنها حصلت على مساعدات ومعونات كانت أخرها في الربع الثاني من العام الجاري.
•        نوعية المساعدات ..
وتطرقت الدراسة الميدانية إلى مدى رضى وقبول النازحين في مدينة مأرب، على نوع وجودة المساعدات والمعونات المقدمة، حيث وصلت إلى ما نسبته 35% من النازحين عبروا عن رضاهم بشدة عن نوع وجودة المساعدات والمعونات، فيما ما نسبته 30% أكد بأنه راض إلى حد ما، في حين نسبة الـ35% المتبقية لخصت إلى عدم الرضا أو فئات لم ترد على الاستبيان الذي قدمته الدراسة.
•        حرمان ..
وفيما يتعلق بحرمان بعض النازحين من المساعدات الإغاثية وأسباب حرمانهم ومن يتحمل مسؤولية هذا الحرمان، تؤكد الدراسة الميدانية بأن ما نسبته 77% من النازحين أكدوا توقعهم بحرمان نازحين مستحقين من المساعدات الإغاثية، في حين أكد 23% عدم توقعهم بذلك، حيث أن الفئة المتوقعة حملت حرمان الأسر المستحقة من المساعدات، ثلاث جهات محلية هي:عقال الحارات والمندوبين وغيرهم من المسؤولين عن عملية التوزيع، والسلطة المحلية، والمنظمات المحلية والدولية.
•        أداء الجهات الرسمية ..
وعن استبيان حول أداء الجهات الرسمية في خدمة ومساعدة النازحين في مدينة مأرب، من حيث تلبية احتياجاتهم ومناصرة قضاياهم، تؤكد نتائج الدراسة الميدانية أن نسبة 31.5% أكدت عدم قيام الجهات الرسمية بدورها طبقا للشكل المطلوب وعدم رضاها عن هذا الأداء، فيما ذهبت ما نسبته 30 % من الأسر النازحة إلى الرضا إلى حد ما.
 عدم الموافقة بشدة عن أداء الجهات الرسمية في خدمة ومساعدة النازحين في المدينة كشفت الدراسة الميدانية أن ذلك مثل ما نسبته 29% من الأسر النازحة، في حين وافقت بشدة بدور أداء هذه الجهات ما نسبته 7% من الأسر النازحة.
•        المنظمات المحلية والدولية ..
المنظمات المحلية والدولية وعن ما تقوم به في خدمة ومساعدة النازحين في مديرية المدينة وحول تلبية احتياجاتهم ومناصرة قضاياهم، تظهر الدراسة الميدانية أن نسبة 36% من النازحين في المدينة راضيين إلى حد ما على دور المنظمات الدولية والمحلية العاملة في محافظة مأرب، وما تقدمه من مساعدات ومعونات، في حين نسبة 7% أبدت رضاها الشديد على أداء المنظمات، فيما ذهبت نسبة 26% من الأسر النازحة إلى عدم رضاها وبشدة عن أداء المنظمات الدولية والمحلية في المحافظة، في وقت يؤكد فيه 29% عدم رضاهم بهذا الدور.
•        تقديرات أممية..
وتقول تقديرات أممية أن عدد النازحين في محافظة مأرب، بسبب انقلاب مليشيا الحوثي الإنقلابية يبلغ أكثر من 1 مليون و400 ألف نازح.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد