الغاز المنزلي.. أزمة مفتعلة لتمويل جبهات الحوثي

2018-10-23 01:01:31 أخبار اليوم / تقرير خاص


يعود الحديث عن أزمة الغاز المنزلي للواجهة مرة أخرى في العديد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية، بينما تشهد المناطق والمحافظات المحررة سوق متوفرة لمادة الغاز، في وقت تؤكد فيه شركة صافر استمرارها برفد هذه كافة المحافظات الخاضعة لسيطرة الطرفين بالكمية التي تحتاجها من الغاز المنزلي وبشكل يومي.
وتنتج شركة صافر للنفط والغاز بمحافظة مأرب، في اليوم الواحد كمية تصل في متوسطها إلى 80 مقطورة من الغاز المنزلي هي نفس الكمية التي تنتجها الشركة منذ سنوات. وفقا لما ذكر مدير دائرة الغاز بشركة صافر، المهندس محسن وهيط.
ويؤكد وهيط، أن هذه الكمية المنتجة من مادة الغاز المنزلي يتم توزيعها على جميع محافظات الجمهورية بما فيها الخاضعة لسيطرة مليشيا الإنقلاب الحوثية، وأن آلية التوزيع تتم بحسب الكثافة السكانية لهذه المحافظات.
•       السطو على مقطورات..
وتقوم مليشيا الحوثي الإنقلابية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بالسطو على مقطورات الغاز القادمة من مأرب، ومصادرة بعضها وتحويل مسار بعضها الآخر من محافظة إلى أخرى، ما يؤدي - وفق ما يقول وهيط - إلى أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي بالمحافظات التي يتم نهب مقطورات الغاز المخصصة لها.
وأكد مدير دائرة الغاز بشركة صافر، أن محافظة مأرب، التي كانت حصتها مقطورة غاز واحدة من منشأة صافر في العام 2010م، أصبحت اليوم حصتها  خمس مقطورات يوميا، ثلاث مقطورات يتم بها تزويد منشأة الشركة، ومقطورة المحطة التجارية، فيما مقطورة واحدة في الأسبوع للباصات. وفي الوقت الذي تشهد فيه محافظة مأرب، سوق متوفرة لمادة الغاز المنزلي وفق سعره الرسمي المحدد للمواطن من الشركة بـ1500 ريال للأسطوانة الواحدة، تشهد المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية أزمة خانقة في الغاز وصلت معه سعر الأسطوانة الغاز إلى 6 آلاف ريال، بالرغم من حصول كلا المحافظات على احتياجاتها.
محافظة مأرب - طبقا لما يؤكد سكان محليون لـ"أخبار اليوم" - فإن سعر أسطوانة الغاز المنزلي موصلة للمواطن بـ1500 ريال، متوفرة في جميع نقاط بيع الغاز لدى الوكلاء وعقال الحارات، والبالغ عددها في مديرية المدينة 31 نقطة بيع ووكيل رسمي.
ويوضح مدير عام مديرية مدينة مأرب، محمد فرحان بن جلال، أن مدينة مأرب، يتواجد فيها (31) وكالة توزيع رسمية للغاز المنزلي وفقا لكشوفات صادرة عن مكتب منشأة الغاز فرع مأرب، مؤكدا أن الوكالات المذكورة هم وكلاء التوزيع الرسميين المصرح لهم من قبل إدارة منشأة الغاز ببيع وتوزيع الغاز المنزلي في المدينة.
 وأكد أن السلطة المحلية تقوم إزاء ذلك بعملية الرقابة الداخلية والمتابعة والإخلاء للوكلاء الذين يتم اعتمادهم واختيارهم وفق آلية منظمة لعملية التوزيع وضامنة لحصول المواطنين على مادة الغاز المنزلي، وذلك بعد أخذ كافة التعهدات والضمانات الكاملة على الوكيل المعتمد والضامنة لالتزامه بالسعر الرسمي المحدد من قبل منشأة الغاز فرع مأرب، والتزامه بحصول المواطنين على مادة الغاز بكل سهوله ويسر دون ابتزازهم، وعدم تورط الوكيل في ممارسة بيع الغاز في السوق السوداء والتلاعب والتحايل.
ويؤكد المواطنين في مدينة مأرب، أن مادة الغاز المنزلي متوفرة بشكل كبير لدى وكلاء بيع مادة الغاز المنزلي المعتمدون من شركة الغاز، بسعره الرسمي المحدد بـ1500 ريال للأسطوانة الواحدة، مؤكدين بأن هناك العديد من نقاط البيع لا تتجاوز مسافة البيع فيما بينها في قطر دائري لا يتجاوز 500 متر تسهل للمواطنين التابعين لهذه النقطة نقل أسطوانة الغاز.
وفي وقت سابق - قالت مصادر في مكتب وزارة الصناعة والتجارة بمحافظة مأرب، بتزويد مديريتي المدينة، والوادي، بعدد 2000 أسطوانة غاز منزلي، موزعة على 12 مركز توزيع ونقطة بيع في المديريتين، بيع سعر بيع الأسطوانة الواحدة وفق سعرها الرسمي المحدد بـ1500 ريال، وذلك للتخفيف من أزمة الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي والحد من السوق السوداء وجشع وكلاء منشأة الغاز بالمحافظة والمحطات الخاصة الغير مرخصة.
ويصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي في محافظة الجوف المجاورة لها 1600 ريال، وكذلك في جميع المناطق المحررة، ففي محافظة تعز، يصل سعر الأسطوانة الغاز ما لا يتجاوز 2300 ريال، مع ان المقطورات تقطع أطول مسافة من إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، مؤكدة مصادر بأن المناطق المحررة يتم فيها بيع مادة الغاز المنزلي بسعر رخيص نتيجة لتوفره في محطات تابعة للشركة أو وكلاء معتمدين يخضعون للرقابة، بعكس ما تشهده المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية التي تقوم برفع أسعار الغاز بنسبة 500% عن سعره الرسمي.
وعن ارتفاع أسعار مادة الغاز المنزلي في محافظة صنعاء، يقول المسؤول الإداري في دائرة الغاز بشركة صافر المهندس، سعود بتران، أن أزمة الغاز التي تشهدها العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الإنقلابيين، سببها هي جماعة الحوثيين من خلال قيامها بفرض إتاوات، في محافظتي عمران، والبيضاء، على مقطورات الغاز المرسلة من صافر بالسعر الرسمي للشركة، إضافة إلى تحويلها مسار المقطورات من محافظة إلى أخرى.
جماعة الحوثي الإنقلابية، كانت في وقت سابق من العام الجاري، أكدت وفق نائب رئيس الوزراء في حكومتها، وزير المالية الدكتور حسين مقبولي عن وجود 7 آلاف مقطورة تنقل الغاز من مأرب إلى صنعاء، موضحة أنه ولو كان هناك أنبوب للغاز من مأرب إلى صنعاء ومن ثم إلى محطات التحويل بالمحافظات، كان سيساهم بشكل كبير في وصول مادة الغاز للمستهلكين بدون أجور النقل التي تٌضاعف من قيمة الأسطوانة بشكل خيالي، لافتة إلى أن أجور نقل الغاز وصلت إلى 6 ملايين وفي ذروة الأزمة إلى 11 مليون ريال.
وتجمع مصادر عاملة في مكتب النفط بمأرب في حديثها لـ"أخبار اليوم" أن الأزمة الحالية المفتعلة في الغاز المنزلي والتي تشهدها المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الإنقلاب الحوثية، سببها سلطة الانقلاب الحوثية التي تستقبل الكميات وتقوم بالتلاعب بها.
وتذكر المصادر أن إنتاج شركة صافر أكثر من الكمية المذكورة، غير توقف أنابيب النفط عن العمل الموصولة من الشركة إلى رأس عيسى، أدى إلى انخفاض إنتاجها.
•       الحوثيون سبب الازمة..
وبحسب المصادر فإن السبب الرئيسي في الأزمة الخانقة للغاز المنزلي في المحافظات التي تحت سيطرة الحوثيين، هم الحوثيين أنفسهم الذين يقومون بإغلاق المنافذ أمام مقطورت الغاز في محافظه البيضاء، وفي حرف سفيان، بمحافظة عمران.
وهذا الأمر - وفق مراقبون - أدى إلى قيام مليشيا الحوثي الإنقلابية بفرض جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء، والذي وصلت معه سعر الأسطوانة الغاز إلى 6 آلاف ريال، أي بنسبة إرتفاع 200%عن سعرها السابق.
وتمنع مليشيا الحوثي الإنقلابية مقطورات الغاز من الدخول إلى العاصمة صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، وتقوم ببيعها في السوق السوداء بأسعار باهضة، إضافة إلى قيامها بإحتكار مادة الغاز على تجار تابعين لها وإخفاء المادة بهدف فرض أتاوات على السعر الرسمي المحدد من قبل الشركة بـ1500 ريال للأسطوانة الواحدة.
وهذا الأمر - وفق مراقبون - أدى إلى قيام مليشيا الحوثي الإنقلابية بفرض جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء، والذي وصلت معه سعر الأسطوانة الغاز إلى 6 آلاف ريال، أي بنسبة إرتفاع 200%عن سعرها السابق.
ويؤكد مواطنون في محافظة ذمار، إن المحافظة تعيش أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي وصلت معها سعر إسطوانة الغاز المنزلي إلى 6 آلاف ريال وغير موجودة، نتيجة استغلال تجار الغاز للغلاء الحاصل، فيما يؤكد وكلاء بيع الغاز في المحافظة أنهم يشترون مادة الغاز من هؤلاء التجار بـ5800 ريال للأسطوانة الواحدة، موضحين ان التجار هم السبب الذي يفتعل أزمة الغاز ويلعب بأسعار الغاز.
•       15 مليون ريال على كل مقطورة..
 وتكشف مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" أن تجار بيع الغاز المنزلي في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية والذين معظمهم من الجماعة ذاتها يقومون بإفتعال الأزمة من خلال بيع أسطوانة الغاز المنزلي بـ6 آلاف ريال، لكسب أرباح لا تقل عن 15 مليون ريال على مقطورة الغاز الواحدة التي يحصلون عليها بسعرها الرسمي من شركة صافر بمبلغ لا يتجاوز الـ4 مليون ريال.
وتعلل شركة النفط والغاز الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية في العاصمة صنعاء، أزمة الغاز المنزلي المتواصلة في العاصمة، بقيام البعض من تجار السوق السوداء بالتلاعب بتكلفة أجور النقل التي ارتفعت من 120 ألف ريال للشحنة إلى 6 مليون ريال، مؤكدة الشركة في تقارير سابقة عدة لها "وهو ما ضاعف أسعاره وصعب وصوله إلى المواطنين.
وتنتج شركة صافر من الغاز المنزلي يوميا - وفق ما تؤكد مصادر عاملة فيها - بحدود 80 قاطرة، يتم تصدير 60 قاطرة منه إلى المحافظات اليمنية بما فيها الخاضعة لسيطرة جماعة الإنقلاب الحوثية.
كما ان شركة صافر المنتج الوحيد للغاز الذي يولد الطاقة الكهربائية في محطة مأرب الغازية حيث تزود المحطة بما يقارب 16 ألف برميل أي ما يعادل 60 مليون قدم مكعب من الغاز، يصاحبه إنتاج ما يقارب البليون ونصف المليون" 1.5" قدم مكعب من الغاز الطبيعي والذي يعاد حقنه في باطن الأرض، يتم تصدير منه 1.2 بليون قدم مكعب الى ميناء بلحاف، ويتم إعادة بقيته في باطن الارض، في وقت يتم فيه ومنه تزويد محطة مأرب الغازية بـ90 مليون قدم مكعب من الوقود الغازي لتوليد الكهرباء.
وكانت إدارة الاستكشاف والتطوير في شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج، أكدت في العام 2010م، أنه تم تقييم احتياطيات النفط والغاز في القطاع، مؤكدة وفقا لتلك الاحتياطيات تم وضع خطة تسليم لقيم الغاز الطبيعي المسال لمدة 20 عاما الى محطة التسييل، في بلحاف، علاوة على إعداد خطة تسليم واحد ترليون قدم مكعب من الغاز لمحطة الكهرباء الغازية في مارب.
 كما أقامت الشركة وقتها - وفق ما تؤكد - بتحديث المنشآت الغازية في القطاع لزيادة استخراج الغاز المنزلي، من خلال استخلاص ما يقارب 54% من الغاز المنتج وإعادة حقن ما تبقى داخل القطاع، حيث عمدت الشركة إلى تحديث المنشآت بحيث ترفع نسبة الاستخلاص إلى 86% مما يوفر ما يقارب 40 إلى 50 مليون برميل غاز منزلي سيتم استخلاصه في القطاع على مدى الـ20 السنة القادمة.
وتعتبر شركة صافر المنتج والمصدر الوحيد للغاز المنزلي في اليمن، سواء من خلال الإنتاج المباشر البالغ (24500) برميل غاز منزلي يوميا أو تصدير غير مباشر وهو مصفى من مصفاة عدن، الذي يستلم نفطه من رأس عيسي، كما تعد المصدر المنتج والمصدر الوحيد أيضا للغاز الطبيعي المسال إلى محطة التسييل، في ميناء بلحاف النفطي، حيث تصدر منه ما يقارب المليار قدم مكعب من الغاز يوميا.
كما ان شركة صافر المنتج الوحيد للغاز الذي يولد الطاقة الكهربائية في محطة مارب الغازية حيث تزود المحطة بما يقارب 16 الف برميل نفط مكافئ أي ما يعادل 60 مليون قدم مكعب من الغاز، وتصدر لمصفاة مارب بما يقارب 10 الف برميل نفط، أي ان الانتاج الكلي لشركة صافر في عدة قطاعات حيوية 275 الف 500 برميل نفط ونفط مكافئ يوميا وهذا رقم غير عادي يرفد الاقتصاد الوطني.
•       80 ألف أسطوانة لصنعاء في اليوم..
ووفق تقديرات، فإنه يبلغ معدل استهلاك السوق اليمنية من الغاز المنزلي يوميا حوالي 24 ألف برميل، تستهلك منه فقط العاصمة صنعاء ، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإنقلابية 80 ألف أسطوانة في اليوم الواحد.
وتزوّد شركة صافر - وفق ما يتحدث بتران - المحافظات الخاضعة للحوثيين بمادة الغاز المنزلي بكميات كافية من الغاز المنزلي، بحيث تصدر أكثر لها أكثر من 60 قاطرة يوميا، وبسعر 1050 ريالاً للأسطوانة الواحدة، على أن تُباع الأسطوانة للمستهلك بسعر 1250 ريالاً بعد احتساب أجور النقل.
وتفتعل جماعة الحوثي الإنقلابية الأزمة من خلال قيامها بفرض إتاوات على مقطورات الغاز تحت ما تسميه (رسوم الجمارك) في المناطق التي استحدثتها، حيث - يؤكد بتران - أن جماعة الحوثي تجبر موردي الغاز على دفع رسوم بنسبة 100%، تكسب من خلالها أموالا طائلة لتمويل جبهات الحرب.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد