تواصلا لسلسلة جرائهما بحق اليمنيين منذ أربعة أعوام مضت تقوم مليشيا الحوثي الإنقلابية ــ المتواجدة في نقطة رداع بمحافظة البيضاء والمعروفة بنقطة المدعو "أبو هاشم"- بجملة من الانتهاكات يوميا بحق مئات المسافرين من وإلى عدة محافظات، آخرها جريمة تتنافى - بحسب ما تقول مصادر مطلعة - تتنافى مع القيم والأخلاق.
ما لم يكن متوقعا على الإطلاق أن تصل - وفق ما يقول قاسم - الوضاعة بجماعة الحوثي الإنقلابية إلى حلق شعر عروستين من بنات محافظة حجة، شمالي غرب البلاد، في محافظة البيضاء، وسط البلاد، أثناء قدومهما إلى محافظة مأرب. 
قاسم، من أبناء محافظة حجة، يتواجد في محافظة مأرب، يتحدث لـ"أخبار اليوم" بحرقة بالغة تظهر ملامحها في جنبات وجهه وهو يتحدث عن حال ما تعرضت له العروستين من بنات محافظته التي ينتمي إليها على يد جماعة الحوثي التي أثبتت بل وتثبت يوما إثر يوم مدى دناءتها.
الأيام الماضية - يقول قاسم - تحديدا يوم الخميس الـ11 من شهر أكتوبر الجاري، أقدمت جماعة الحوثي الإنقلابية المتمردة علی ارتكاب جريمة نكراء هزت الرأي العام في المحافظة، تمثلت - وفق ما يذكر قاسم - بالتقطع لموكب عروستين من بنات حجة، كانتا متوجهتين لعريسيهما من أبناء عمهما المقيم في محافظة مأرب.
ويتحدث قاسم، بأن جماعة الحوثي الإنقلابية نكلت بالعروستين، وأقدمت بطريقة مشينة ووقحة على حلق رأس العروستين، دون أي وازع قبلي أو عرف من شأنه أن يوقفها عند حدها من الانتهاكات بحق اليمنيين التي تتواصل كل يوم، مؤكدا أن جماعة الحوثي الإنقلابية بما أقدمت عليه تمادت كثيرا في انتهاكاتها.
يذكر قاسم، أن اليمنيين الأحرار قد يصبرون على كل شيء من عذاب وتشريد وتجويع واعتقال وغيرها، إلا الاعتداء على العرض، فهذا لا يمكن السكوت عنه عندهم، وهو ما أكد كلامه أن الجماعة الحوثية بفعلتها استفزت أبناء القبائل باعتبارها - وفق ما يقولون - تمثل "عيباً أسود" بالأعراف القبلية، الأمر الذي أثار استياء واسع تجاه الحادثة عند أبناء المحافظة وكافة المحافظات اليمنية.
وينقل قاسم، وفق ما أكدت له مصادر مقربة من العروستين، أن نقطة تفتيش المسلحين الإنقلابيين الواقعة في مديرية رداع، بمحافظة البيضاء، وسط البلاد، والمعروفة باسم نقطة "أبوهاشم" أوقفت موكب الزفاف القادم من حجة، وأشهرت بنادقها في وجوه موكب الزفاف.
يقول قاسم لـ"أخبار اليوم" نقلا عن ما تحدثت به إليه المصادر أنه تم وقتها إبلاغ المسلحين الحوثيين في النقطة بأن الموكب لعروستين من حجة، ستزفان لأبني عمهما المقيمان في محافظة مأرب، غير أن المسلحين الحوثيين رفضوا مرور السيارة المقلة للعروستين بحجة أنهما ستزفان لما أسموه "دواعش في مأرب".
بعد أن أوقف المسلحين الحوثيين موكب الزفاف، أجبرا العروستين علی النزول من السيارة تحت تهديد السلاح، في أفعال وصفها ناشطون وحقوقيون وإعلاميون بالأعمال القبيحة والمسيئة.
يواصل قاسم حديثه لـ"أخبار اليوم" وبعد أن قام المسلحين الحوثيين بإجبار العروستين علی النزول من السيارة، قاما بإدخالهما دشما جانبية - "غرف صغيرة مبنية من الأحجار الصغيرة أو الأشجار تستخدم في النقاط العسكرية" - حيث تم التنكيل بهما بحلق شعر رأسيهما.
لم تكتفي جماعة الإنقلاب الحوثية بما أقدمت عليه فحسب بل - وطبقا لما أكدت المصادر طبقا لما نقلت الحديث لقاسم - قامت بتهديدهما إذا وافقتا علی الزفاف هذا مجدداً أو فكرتا بالتوجه إلى مأرب، و
أنه سيتم قطع رقبتيهما.
وعقب ما أقدمت عليه الجماعة الحوثية من أفعال وصفها الكثيرون بـ"القذرة" قامت بإعادة العروستين إلى السيارة وإجبار السائق علی العودة من حيث أتی.
هذه الحادثة التي يقول عنها قاسم، إنها وضيعة ولا أخلاقية، خلقت ردود أفعال مستهجنة وغاضبة على ما أقدمت عليه الجماعة الإنقلابية من انتهاك صارخ للأعراض، لافتا إلی أن هذه الجريمة النكراء هزت الرأي العام في محافظة حجة، واستفزت كل قبيلي حر غيور علی عرضه، باعتبارها تجاوزاً لكل القيم والمبادئ والأعراف القبلية ولعادات مجتمعنا اليمني الأصيلة وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي ترفض جميعاً انتهاك حرمة النساء والأعراض.
وبينت مصادر قبلية في محافظة حجة - وفق ما يقول قاسم - أن قبائل المحافظة مازالت تتدارس سبل الرد علی هذه الجريمة التي شكلت صدمة للجميع ولا يمكن السكوت عنها.
اختطافات
وتشهد هذه النقطة أيضا- وبشكل يومي- عمليات احتجاز واعتقال العشرات من المسافرين وتعذيبهم من جهة وعمليات سلب ونهب واسعة النطاق لممتلكات آخرين بتهمة ما يسمى بمناصرة العدوان من جهة أخرى.