اختطافات.. مداهمات.. ضرب بأعقاب البنادق..

زنازين الرعب الحوثي في قمع الصحافة باليمن

2018-10-28 05:51:45 أخبار اليوم / تقرير خاص


أقدمت مليشيا الحوثي الخميس الفائت على اعتقال 20 صحفياً وإعلاميا أثناء مشاركتهم في ندوة حول مواجهة خطاب الكراهية، أقامتها بصنعاء مؤسسة منصر للإعلام والدراسات التنموية في فندق كونفرت، بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وأفادت مصادر بأن قوات ترتدي الزي الأمني وأخرى بالزي الشعبي تابعة لمليشيا الحوثي الإنقلابية داهمت بالأطقم العسكرية والأسلحة داهمت الفندق الذي كانت تقام فيه الندوة.
وقال ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، إن قوة تتبع شرطة أمانة العاصمة و مسلحين من الحوثيين اعتقلوا خلال العملية الصحفي المخضرم/ عبد الباري طاهر وعددا من الصحفيين و الناشطين الذين كانوا يشاركون في الندوة .
المصادر ذكرت أن مليشيا الحوثي الإنقلابية اعتقلت المشاركين في الندوة، و عددهم حوالي “20” ناشطا وصحفيا، أبرزهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق/ عبد الباري طاهر ومحمد شمسان وأشرف الريفي وعادل عبد المغني و فاطمة الأغبري ومعين النجري و زكريا الحسامي و محمد الجيلاني.
ووفق ما تؤكد المصادر فإن مليشيا الحوثي الإنقلابية أفرجت عقب ذلك بساعات عن 18 مختطفا، في وقت تحفظت فيه عن الإفراج عن الصحفيان أشرف الريفي و عادل عبد المغني واللذان قالت مصادر إنه تم الإفراج عنهما في وقت لاحق.
- بأعقاب البنادق..
وعلى إثر ذلك قال القيادي في نقابة الصحفيين اليمنيين/ نبيل الأسيدي إن طقمًا مسلحًا بقيادة المدعو أبو حامد الحنمي- نائب مدير أمن مديرية بني حشيش بصنعاء- قام بالاعتداء والتهجم على الزميل الصحفي شوقي العباسي وعلى ابنه أمام منزله في منطقة صرف واعتقاله والاعتداء عليه بأعقاب البنادق.
وأشار الأسيدي إلى أن شقيق الصحفي العباسي أصيب بطلق ناري خلال الاعتداء.
- ردود الأفعال..
أرقام وإحصائيات بينت ما أقدمت عليه هذه المليشيا الحوثية خلال أربعة أعوام مضت من الإنتهاكات بحق الإعلام والإعلاميون بجرائم غير مسبوقة في العالم، ولم تصل إليها دولة مهما كانت صراعاتها، آخرها كانت بالأمس القريب بحق رئيس نقابة الصحفيين الأسبق.
على إثر ذلك، طالب وزير الإعلام معمر الإرياني المجتمع الدولي، وفي المقدمة الامم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن، الضغط على مليشيا الحوثي الانقلابية للإفراج الفوري عن الصحفيين أشرف الريفي وعادل عبدالمغني، الذين اختطفتهما المليشيا مع أكثر من 20 إعلاميًا قبل أن تفرج عنهم باستثناء الريفي وعبدالمغني.
ودان وزير الإعلام، الحادثة، مؤكدًا في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن جريمة مليشيا الحوثي الإيرانية بحق الصحفيين اليوم، تؤكد من جديد منهجها القائم على قمع الحريات ومصادرة الآراء والتنكيل بالسياسيين والإعلاميين واختطافهم بصورة غير قانونية وزجهم بالمعتقلات وممارسة أبشع صنوف التعذيب والإرهاب النفسي وكلها جرائم لن تسقط بالتقادم وسيقدم المتورطين فيها للمحاسبة في القريب العاجل.
ودعا الوزير الإرياني، المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، إلى إدانة واستنكار الجرائم والانتهاكات، التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية بشكل يومي، بحق السياسيين والإعلاميين والصحفيين، وآخرها جريمة اختطاف 20 سياسيًا وصحفيًا وإعلاميًا بسبب تنظيمهم فعالية حول نبذ خطاب الكراهية والتحريض.
من جانبها المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" أدانت قيام مليشيات الحوثي صباح الخميس بالعاصمة صنعاء بختطاف20 صحفياً وإعلاميا من احد الفنادق خلال ندوة مناهضة للكراهية.
- تجريف ممنهج..
وتعتبر منظمة " صدى" هذه الممارسات الهمجية استمرارا لعملية التجريف الممنهجة لما تبقى من مظاهر الصحافة في مناطق سيطرة الحوثيين.
ونقلت حسب مصادر حصلت عليها ان ‏الصحفيان أشرف الريفي وعادل عبدالمغني مخفيان حتى اللحظة ولا يعرف أماكن اختطافهم، وتحمل منظمة صدى مليشيا الحوثيين المسؤولية عن مارقد يتعرضون له.
وقالت منظمة صدى، ان ‏مليشيا الحوثي ما تزال تتعامل مع أكثر من 17 صحفيا مخطوفين لديها كرهائن من هؤلاء الصحفيين 10 اختطفتهم دفعة واحدة من مكان عملهم قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف وحتى اللحظة هم في سجونها.
إن ‏القمع الذي مارسه ويمارسه الحوثيون بحق الصحافة ومنتسبيها مرفوض ويجب أن يتوقف وعلى العالم ومنظمات حقوق الإنسان أن تنتصر لحرية الصحافة والتعبير.
وتطالب منظمة " صدى" الحوثيين بسرعة الإفراج عن جميع الصحفيين المختطفين وإيقاف جرائمهم بحق الصحافة والصحفيين.
كما تدعو "صدى" المؤسسات والهيئات الدولية والمنظمات والفعاليات والأسرة الصحفية العالمية لرفع مستوى وتيرة التضامن واستمراره للوصول إلى حرية زملائنا المختطفين.
- إحصائيات..
إحصائية لدى وزارة الإعلام تذكر أنه إلى العام 2013م، كان هناك أكثر من 290 صحيفة ومجلة “يومية، أسبوعية، شهرية، فصلية، منها 17 صحيفة يومية، و 155 صحيفة أسبوعية، و 26 صحيفة شهرية، وغيرها من الصحف، و 4 قنوات رسمية، و 15 قناة خاصة ، وأما في عام 2015م أصبحت فقط 10 صحف وقناتان رسميتان موظفتان للانقلابيين، وكل المؤسسات الإعلامية المواجهة للانقلاب، القائمة اليوم، أعادت نشأتها وتأسيسها من خارج اليمن، بإمكانات محدودة، في حين يستولي الانقلابيون على إمكانات هذه المؤسسات.
وكانت قد أشارت نقابة الصحفيين إلى أن أبرز الانتهاكات التي مارسها الحوثيون بحق الإعلام والإعلاميين منذ الانقلاب، قتل وشروع في القتل واختطاف وتعذيب وتهديد واعتداءات ونهب ممتلكات واختطاف أقارب، ودروع بشرية وتهجير وإغلاق صحف ونهب وإغلاق قنوات وحجب مواقع إلكترونية أخرى 2015م.
إلى جانب 18 صحفياً لا يزالون رهن اختطاف مليشيا الحوثي ، ومحرومين من حقهم في التطبيب والرعاية الصحية، وصحفي واحد تختطفه القاعدة، حيث تسجل الأرقام المرصودة جزءاً يسيراً من الأرقام الحقيقية، فهناك حالات كثيرة لم يتيسر رصدها.
وثمة تقرير آخر لمنظمة صحفيات بلا قيود، رصد انتهاكات المليشيا للصحافة والصحفيين في اليمن منذ الانقلاب وحتى نهاية النصف الأول من العام الجاري 2017م وأشار التقرير إلى أن عدد الصحفيين والإعلاميين الذين فقدوا حياتهم في نفس تلك الفترة الزمنية بلغ 26، ومنذ عام 2014 وحتى نهاية شهر يونيو 2017، بلغ عدد الانتهاكات للحريات الصحفية 825 حالة.
وفي أغسطس من العام 2017م أصدرت الأمم المتحدة تقريراً ذكرت فيه أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وأن مليشيا الحوثي قاموا بحملة قمع ضد الناشطين المدنيين والصحفيين وأعضاء في المجتمع المدني من خلال أساليب، مثل: التخويف، الاحتجاز التعسفي، والإخفاء القسري، والقتل.
وأشار التقرير إلى أن المليشيات أغلقت منذ العام 2015م، 21 موقعاً الكترونياً، و 7 قنوات تلفزيونية، كما قامت بحظر نشر 18 صحيفة، ومداهمة مبانٍ، و 52 منظمة من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، منوهاً التقرير إلى أن كثيراً من الناشطين غادروا البلاد خوفاً من الانتقام.
حيث استهدفت المليشيات جميع المؤسسات الإعلامية والمنتسبين إليها، الذين تعرضوا لأسوأ أنواع الانتهاكات، ولم يعد للحكومة الشرعية ولا لمؤيديها أي وجود في المحافظات التي لا زال يسيطر عليها الانقلابيون حيث أصبح كل ما كانت تمتلكه من قنوات، وصحف، ومواقع، ومراكز – من معدات وتجهيزات، مصادراً من قبل المليشيا.
وذكرت مجلّة المنبر اليمني الصادرة عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام العدد الثامن، ديسمبر 2017م، الموافق ربيع الأول 1439هـ، أسوء الجرائم التي لن ينساها الإعلام اليمني، منها: احتلال مبنى تلفزيون الجمهورية اليمنية، وقد مثلت تلك الجريمة صدمة للإعلام اليمني.
وتحدث مصدر في الفضائية اليمنية لمجلة المنبر اليمني قائلاً: قبل الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014م وهو التاريخ الأسود لسقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي، كانت بداية المعركة تستهدف مقر قناة اليمن الفضائية في منطقة الجراف، وحي التلفزيون، تحت مبررات وذرائع واهية، بدأوا المعركة من حيث أدركوا أنهم سيسقطون الدولة، عندما يسكت صوته.
وبدأت المليشيات تستهدف المبنى بوابل القذائف، من مسلحي المليشيا، وتمنع الدخول أو الخروج إليه، وتمت محاصرة مبنى القناة الذي صمد لثلاثة أيام في وجه العدوان برجاله وكوادره الموالين للشرعية والدولة، الرافضين للمليشيا الانقلابية لكن المليشيا فرضت عليه طوقاً من المسلحين، ولما ضاق الخناق وزادت سطوة العدو وتقاصر الدعم وزاد الحصار وأطلّت الخيانة، تمكنت المليشيا من السيطرة على مبنى التلفزيون.
- اقتحام ونهب مؤسسات إعلامية...
وفي سبتمبر 2104م الذي يكاد يكون أسوأ الأشهر التي عرفها الإعلاميون، بل اليمن كلها، وعند دخول الانقلابيين صنعاء، اقتحموا جميع مقرات المؤسسات الإعلامية من قنوات وإذاعات وصحف، وصادروا أجهزتها ومعداتها، وعبثوا بمحتوياتها، واختطفوا من تبقى من عامليها، وأغلقوا المواقع والقنوات والصحف التي كانت تصدر في اليمن قبيل الانقلاب.
وفي 9 يونيو 2015م، اعتقلت مليشيا الحوثي 9 صحفيين من أحد المباني في شارع الستين الشمالي بصنعاء أثناء مزاولتهم لعملهم، ولا يزالون حتى اللحظة في المعتقلات، يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب، ولا يسمح لأهلهم بزيارتهم، أو تطبيبهم.
وتفقد أحوالهم، وفي 21 مارس، 2016م، استهدفت قناصة الحوثي وبشكل جماعي متعمد، مجموعة من الإعلاميين، وارتكبت مجزرة بحقهم، واستشهد برصاص القناصة المصور الصحفي، محمد اليمني، وأصيب أربعة آخرون من زملائه، خلال تغطيتهم للمعارك بجبهة الضباب، بمحافظة تعز.



الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد