في حجة.. محارق الموت تشوي الطفولة وتصاعد الاختطافات تثير القلق

2018-11-15 02:54:08 أخبار اليوم/ تقرير خاص


يوما بعد آخر تتمادى ميليشيات الحوثي الانقلابية في ارتكاب مزيد من الجرائم المختلفة ضد أبناء الشعب اليمني، إلا ان جرائمها ضد الأطفال فاقت كل جرائم الجماعات الإرهابية في العالم، في توجه واضح منها لتدمير الحاضر والمستقبل معا عبر آلة خبيثة قتلت الآلاف من الأطفال في حروبها وعبثت بأفكارهم من خلال بث مفاهيم الطائفية والعنصرية والكراهية.
ومع اشتداد وتيرة الحرب مؤخرا وتضاعف كلفتها بين عناصر الميليشيات وتراجع المواطنين عن الدفع بمزيد من المقاتلين في صفوفهم لجأ المتمردون مؤخرا إلى ارتكاب جريمة خطف الأطفال من النقاط التابعة لهم والقرى والمدن لتعزيز النقص الحاد في مقاتليهم كما حصل مؤخرا في محافظة حجة.
وبالمقابل تبرز عدة تساؤلات، أبرزها ما سر تركيز الميليشيات الحوثية على الأطفال والشباب في مقتبل العمر الذين تحرص الميليشيات لاستهدافهم بالتجنيد أو التثقيف الطائفي؟ وما الذي جعلها تتمادى في ارتكاب جرائمها ضد الطفولة في اليمن منذ انقلابها المشئوم؟ وهل آن الأوان لإدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة الجماعات الإرهابية؟ وما الذي يترتب على هذا الإجراء؟ هذه التساؤلات وغيرها نتناولها مع جملة من القضايا المستجدة بهذا الشأن خاصة بمحافظة حجة التي نالت جزءا كبيرا من تلك الانتهاكات.... إلى التفاصيل :
• أطفال مختطفون..
كشف المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابع للجيش الوطني مطلع الأسبوع الجاري عن تورط ميليشيات الحوثي في اختطاف أطفال والتغرير بآخرين والزج بهم في حروبها العبثية، عبر مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لسبعة عناصر من مقاتلي الميليشيات تم أسرهم السبت شمال مديرية عبس بمحافظة حجة والمحاذية لجبهة حيران بينهم أربعة أطفال.
أحد الأطفال الأسرى يقول بأنه " تم اختطافه من نقطة مسلحة تابعة للحوثيين في منطقة شرس شرق مركز المحافظة مع عمه أثناء محاولتهم السفر إلى عدن وتم سجن عمه، بينما تم خطف الطفل من احد مشرفي الميليشيات والذي وعده بأن يعالج والده الذي يعاني من مرض، إلى جانب دفع مبلغ مالي للطفل.
ويضيف الطفل الأسير بأنه عندما طلب من المشرف الحوثي السماح له بزيارة أسرته قام بأخذه مباشرة إلى جبهة عبس وتسليحه والدفع به في الصفوف الأمامية لمقاتليهم، ليقع أسيرا بين قوات الجيش الوطني.
• آباء يبحثون عن أبنائهم..
وبحسب مصادر مطلعة بمحافظة حجة ل" أخبار اليوم" فقد تلقت الأجهزة الأمنية فيها خلال السنوات الماضية عشرات ان لم يكن المئات من بلاغات فقدان أطفال من مختلف المديريات، وتشير المصادر بأن أولياء الأمور و بعد البحث لأسابيع يتم إبلاغهم أن أطفالهم في دورات تتبع الميليشيات، ليتفاجأوا بنبأ مقتلهم بعدها بأيام.
• قتلى بالعشرات..


ومنذ مطلع نوفمبر الجاري شيعت الميليشيات الانقلابية بالمحافظة عشرات الأطفال لقوا مصرعهم في جبهات المحافظة والساحل الغربي، تلك الجريمة التي لم تتوقف عنها منذ بداية الحرب الجارية، وتعمل على تشييعهم والتفاخر بجرائمهم ضد الأطفال مع سبق الإصرار والترصد.
و سبق ان استعرضت الميليشيات في حجة صورا لضحاياها خلال السنوات الماضية، والتي يظهر فيها الآلاف من أطفال المحافظة لقوا مصرعهم في صفوفهم، في صورة تعكس مدى عبثهم بالأجيال ومستقبلهم، ومدى حقدهم على الوطن من خلال استهداف هذه الفئة المهمة من المجتمع.
• برامج طائفية..
وسعيا منها لرفع معنويات مقاتليها خاصة الأطفال والجهلة منهم، تعمل الميليشيات على تكثيف برامجها الطائفية، المستمدة من ملالي إيران، إلى جانب استخدام جملة من الخزعبلات والعقائد المنحرفة التي توهم عناصرها بأن من يتمسك بها لن يضره الرصاص أو الحرب، ما يجعلهم يتقدمون المعارك بصورة هستيرية ليكون مصيرهم الهلاك المحتوم.
وبحسب المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة فقد تم العثور على كمية من الملازم الطائفية والخزعبلات من إحراز وتمائم كانت بحوزة الميليشيات في جبهة حيران، والتي تم ضبطها مع الأسرى مؤخرا، وتبين تلك الوثاق الطريقة التي تدير بها الميليشيات عناصرها، لتثبيتهم في المعارك.
الأهم من ذلك ما تحدثه تلك الأفكار من تحريف لعقيدة عناصرهم من خلال شحنها بالمعتقدات التي لا تمت للإسلام بصلة، كالاعتقاد بقوة أئمة الميليشيات الشيعية الخارقة لكل القوى إلا رضية والسماوية، و يوهمون عناصرهم بان ما يسمى بدعاء "كميل" - وهو من الأدوية الخاصة بالطائفة الشيعية الإيرانية - يصد الزحف ويسقط الطيران ويصرف عنهم القذائف وعشرات الخزعبلات الأخرى.
• نداءات دون جدوى..
وطيلة سنوات الحرب الماضية تعالت النداءات الحقوقية المطالبة باتخاذ إجراءات عقابية ضد الميليشيات الانقلابية إزاء ممارستها جرائم ضد الطفولة في اليمن، إلا ان تلك النداءات لم تجد التجاوب المأمول من قبل المنظمات الدولية المعنية، الأمر الذي جعل الحوثيين يتمادون في ارتكاب مزيد من الجرائم بهذا الشأن، ما ينذر بعواقب وخيمة على المستقبل القريب قبل البعيد، فهل آن الأوان لتسمع آذان العالم هذه النداءات إنقاذا للحاضر والمستقبل اليمني؟!.
الحوثيون.. جماعة إرهابية/
قالت صحيفة واشنطن بوست منتصف الأسبوع الجاري بأن الإدارة الأميركية تدرس مشروع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، في إطار حملتها لإنهاء الحرب في اليمن، و من المتوقع أن تشمل العقوبات - التي ستفرض على الميليشيات - أي أفراد أو مجموعات تقدم "دعما ماديا" للحوثيين، إلا أن الصحيفة أكدت أن أي قرار بهذا الخصوص لم يتخذ بعد.
هذه الخطوة للإدارة الأميركية تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولو أنها جاءت متأخرة، إلا أنها خطوة مهمة لابد من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذها، خاصة وأن الميليشيات الحوثية لم تترك جريمة إلا ومارستها بحق اليمنيين طيلة السنوات الماضية، وحان الوقت للمجتمع الدولي بأن يضع حدا لتلك الممارسات والجرائم المنتهكة لحق اليمنيين في العيش بسلام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد