تمكنت قوات الجيش الوطني أمس الأول، من السيطرة الكاملة على "مثلث عاهم" شمال محافظة حجة وتطهيره مع عدة قرى مجاورة في عمق مديريات مستبأ وحرض من ميليشيات الحوثي الانقلابية، وبذلك يكون أبطال الجيش الوطني من منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة قد قلبوا موازين المعركة ضد المتمردين في جبهات المحافظة لما للمنطقة من أهمية إستراتيجية.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمثلث عاهم، وما الذي يعنيه خسارة الميليشيات له؟ وعلاقته بخطوط إمداد الحوثيين من عدة جهات؟ وأهميته في تسريع عملية تحرير ما تبقى من محافظة حجة وصولاً إلى أطراف عمران من الجهة الشمالية الغربية.. إلى التفاصيل
الموقع والأهمية /
يتبع "مثلث عاهم " إدارياً مديرية حرض، ويقع على الخط الدولي الرابط بين حرض ومنفذها شمالاً مع عبس وصولاً إلى الحديدة جنوبا، كما يربط كل ذلك بالخط الاستراتيجي الذي يشق مناطق حجور وصولا إلى محافظة عمران و العاصمة صنعاء، كما يتوسط مديريات " حرض وحيران ومستبأ" التابعة لمحافظة حجة .
وترجع تسميته لكونه يؤدي إلى سوق عاهم الاستراتيجي الذي كان يعد أكبر سوق تجاري بالمحافظة قبل أن تدمره ميليشيات الحوثي أثناء حروبها مع قبائل حجور في العام ٢٠١١م.
قطع إمداد صعدة/
وخلال الأشهر الأخيرة تمكنت قوات الجيش الوطني من قطع خط إمداد الميليشيات الحوثية مع صعدة معقلهم الأول من خلال سيطرتها على خط حرض الملاحيظ الاستراتيجي، الأمر الذي ضيّق على الميليشيات الخناق وباتت تستخدم خط المثلث عاهم حجور الممتد إلى عمران ومنه طريق تمتد إلى صعدة.
قطع إمداد صنعاء/

سيطرة الجيش الوطني على مثلث عاهم بشكل كامل وتحرير المناطق المحيطة به، يضع خط إمداد الميليشيات الممتد إلى عمران وصنعاء، تحت نيران قوات الجيش الوطني، التي قطعت- خلال الأيام القليلة الماضية- خطوط الإمداد الرابطة بين الحديدة وصنعاء، بالسيطرة على الساحل الممتد من ميدي إلى الحدود الشمالية للسعودية.
السيطرة الكاملة على حرض/
مع إعلان الجيش الوطني سيطرته الكاملة على مثلث عاهم يكون قد أطبق الحصار على من تبقى من عناصر الميليشيات في بعض مناطق مدينة حرض الحدودية، من الجهة الشرقية، لتصبح حرض حالياً في حكم المحررة كليا من المتمردين، وتكون ثالث مديرية تتحرر من المليشيات الحوثية.
وكر الميليشيات الأول:
تعتبر مديرية مستبأ- التابعة لمحافظة حجة والمجاورة لحرض الحدودية- أول مديرية يسيطر عليها الحوثيون بالجمهورية بعد محافظة صعدة، حيث خرجت من سيطرة الدولة إلى سلطتهم إثر اقتحامها بعشرات الأطقم المحملة بالمسلحين من عناصرهم في عام ٢٠١١ م بداية حروبهم مع قبائل حجور والتي وقفت حيالها الدولة موقف المحايد.
كما تعد مستبأ مسقط رأس القيادي الحوثي/ يوسف المداني- صهير الهالك حسين بدر الدين الحوثي- والمشرف على زعيم الميليشيات الحالي/ عبدالملك الذي تربى على يديه، ولذلك اتخذت منها ميليشيات الحوثي مركزاً لإدارة عملياتهم الحربية في الحدود منذ بداية الحرب الحالية.
ومع دخول الجيش الوطني مثلث عاهم، فقد أصبح قريباً من منطقة "أبو دوار" وسط المديرية، حيث يقع مركز عمليات الميليشيات ولا يفصله عن قوات الشرعية سوى أربعين كيلو متراً فقط.
عاهم.. وحجور

وبهذه الخطوة باتت قوات المنطقة الخامسة على مقربة من مديريات حجور التي تضم " كشر ووشحة وقارة ومستبأ" وكذا السوق الإستراتيجية "سوق عاهم" التي تربط بين كشر شرقا ومديريات الشرفين جنوباً، وبذلك تكون قد قطعت شوطاً كبيراً في معركة تحرير عدد كبير من مديريات المحافظة.
وبالنظر إلى عدم انسجام قبائل حجور مع سلطات الميليشيات فإن ذلك سيساهم بشكل كبير في تسهيل مهمة توغل قوات الجيش الوطني فيها وانهيار المتمردين بشكل سريع.
قائد المنطقة يقود المعركة:
و من أبرز العوامل التي ساهمت في تحقيق أبطال المنطقة العسكرية الخامسة انتصارات نوعية بمحافظة حجة خلال فترة وجيزة، مشاركة وتقدم قائد المنطقة اللواء/ يحيى صلاح، الذي يتقدم الصفوف الأولى المعركة، إشرافا وقيادة وتنفيذاً، بعد أن عمل على إعادة ترتيب صفوف منتسبي المنطقة وتأهيلهم قتالياً بشكل أكبر، مستفيدا من سابقيه في تجاوز الأخطاء السابقة.
وكما يظهر في الصور المصاحبة للتقرير تقدمه للمعركة وإشرافه على عملية تنفيذها، بما يكفل نجاحها، وهو ما حدث بالفعل، والأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت للميليشيات، والبشائر للمواطنين.
تحرير باقي سواحل حجة
يمثل مثلث عاهم، بعداً استراتيجياً في معركة التحرير الواسعة، التي تستعد قوات المنطقة العسكرية الخامسة لتنفيذها خلال الأسابيع القليلة القادمة.
ويكمن ذلك البعد الإستراتيجي، في تأمين الخطوط الخلفية للقوات الوطنية، والحفاظ على خطوط الإمدادات الواصلة عبر مديريتي ميدي وحيران، ومدينة حرض بعد استكمال تحريرها، للجبهات الأمامية والمتمثلة في مديرية عبس، كبرى بلدات محافظة حجة، وآخر مديرياتها على ساحل البحر الأحمر، والتي يجري الجيش استعداده لاقتحامها بعد إكمال تحريره لمديرية حرض.
وبسيطرة الجيش على مثلث عاهم، تكون القوات الحكومية، منعت المليشيات الحوثية بشكل نهائي من تنفيذ أي التفاف أو مهاجمة للجيش الوطني في الخطوط الخلفية، وأمنت قوات الشرعية، العبور المستمر للإمدادات القادمة من حرض وميدي باتجاه خطوط التماس على مشارف مديرية عبس، التي يمثل تحريرها أهمية إستراتيجية كبرى، تمكن الجيش من تطويق محافظة الحديدة من جهة الشمال وقطع أخر خطوط الإمداد المتمثلة بخط الشام الذي يربط الحديدة مع عبس وباقي بلدات محافظة حجة.
حالة ارباك واستنفار /
وتعيش الميليشيات الانقلابية بمحافظة حجة حالة من الارباك نتيجة توالي هزائمها ، وتزايد ضحاياها الذين عجزت مستشفيات المحافظة عن استيعابهم ، وسط تراجع ملحوظ لمستوى تفاعل المواطنين مع حملات التحشيد لجبهاتهم .
كما ن معركة مثلث عاهم و سيطرة الجيش الوطني عليه زادت من حدة الارباك والتخبط ، خاصة وان المعلومات الميدانية تؤكد بأن ما يزيد عن مائتي مقاتل من مسلحي الحوثي محاصرين في عدد من مزارع و مناطق حرض مع كمية من الاسلحة بحوزتهم، وتحاول الميليشيات انقاذهم دون جدوى .