عودةً لحياة الروح وروح الحياة، عودةً لأُم المديريات وشريان تعز التاجي ومُردها الاقتصادي المهول، والجميع باعتقادي قد فهم المعنى، عودةً لمُشاهدة كرة قدم بكر، خالية من التعقيدات والمُزايدات والتكلُف والمُغالاة، عودةً لسماع هُتاف و دوي جماهير افتقدتها ملاعبنا اليمنية في كافة المحافظات، عودةً لبطولة نجوم ماوية، عودةً لمديرية أبو رياض، الداعم الأول والأخير لمعشوقة الجماهير وساحرة الملايين، عودةً لمُطرب المديرية و كروانها الذي ارتبط اسمه بأسمها (محمد ماوية)، عودةً لمديرية المحترم شوقي المهاجري، الذي يخجلك بأخلاقه الرفيعة وتعامله الراقي.
فما إن وصلت ملعب المباراة في حدود الساعة الثانية والنصف باكراً عن المرتين السابقتين، بمعيّة حكم اللقاء الكابتن محمد النشمي، حتى هالني ذلك الحضور الجماهيري المُهيب، وكلما مر الوقت زاد العدد وتوافد الباقين زرافاتاً ووحداناً، ليُشكلوا منظراً لو كان شاعر اليمن الكبير البردوني حيُاً يُرزق، لقال قصيدةً أسمعت من به صممُ عن التخاذل والتقاعُس بدعم لجنة البطولة، وما حادثة بطارية ميكروفون كروان البطولة قبل يومين، لخير شاهد ودليل على ما تقدم.
لنأتي للحديث عن لقاء فريقي أهلي عبيدان وتضامن الرميدي، بأسلوب التقرير لا التحليل، حيث تمكن فريق أهلي عبيدان من إنهاء الشوط الأول من المباراة بالتقدم بنتيجة ٠/٢، في الدقائق ٢٠، ٣٥، بأقدام عبد الوهاب عثمان و عبد الكريم السكري، بعد تقديم مستوى متكافئ من الطرفين إلا أن الخطورة والوصول للمرمى وضياع الفرص السانحة للتسجيل كانت من نصيب لاعبي الأهلي الذي استحق التقدم، وفي الشوط الثاني، يتمكن لاعبي أهلي عبيدان من إضافة أربعة أهداف جميلة وملعوبة بأقدام عبد الكريم السكري، في الدقائق (٦٣، ٦٨، ٧٥، ٨٦)، بعد رمي المنديل من تضامن الرميدي، إذ لم يُقدم لاعبوه شيءً يُذكر ويشفع لهم بإضافة حتى نصف هدف، ليفرض لاعبي الأهلي سيطرتهم المُطلقة واستحقاقهم لثلاث نقاط وستة أهداف، خمسة منها بإمضاء مهاجمة السكري عبدالكريم.
نبارك لفريق أهلي عبيدان، ونشُد على القائمين عليه بإعطاء المزيد من الرعاية والاهتمام لوجود خامات جيدة وعناصر ستُثمر عما قريب، ونقول لفريق تضامن الرميدي، لم تخسروا، فلا يوجد خاسراً ببطولة نجوم ماوية، إلا من اتبع مقولة (لا أرى، لا اسمع، لا أتكلم)، وحظ أوفر في الجولات القادمة.