زرعت الآلاف من الألغام في المزارع والمراعي والطرقات انتقاماً من المدنيين

حجة.. شبح ألغام الميليشيات يهدد حياة المدنيين في المناطق المحررة

2018-11-27 02:44:21 أخبار اليوم/ تقرير خاص


جماعة رفعت "الموت" شعاراً لها لا يمكن أن تأتي بمشاريع الحياة، تلك هي ميليشيات الحوثي الإرهابية التي لم ينتج عنها منذ نشأت سوى الموت لأبناء الشعب اليمني، فمن ينضم لصفوفهم مصيره الموت لواحدية مشروعهم المتمثل في "الحرب" لهدف الحرب فحسب، ومن يعارضها تسعى لقتله دون مبرر.
جريمة "زراعة الألغام" في اليمن ارتبطت بشكل وثيق بهذه العصابات التي فاقت في إرهابها، كل جماعات العنف والإرهاب في العالم، وحققت الرقم القياسي دولياً في زراعة أرض اليمن بمئات الألغام والعبوات الناسفة مهددة بذلك حياة المدنيين في المقام الأول والأخير، ليظل شبح الموت أمام الأجيال القادمة، لتعكس بذلك مدى حقدها على أبناء الشعب الذي تعتبره هدفها الحقيقي من شعارها المقيت.
"محافظة حجة" واحدة من المحافظات التي عانى سكانها من تلك الجريمة التي لازالت تلاحق أبناء حجور منذ العام ٢٠١١م، كما يعاني منها اليوم مواطنو المناطق المحررة في حيران وميدي، وباتت تلك الألغام شبحا يلاحق المدنيين في كل مكان..
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على حجم الجريمة في المناطق المحررة ومآلاتها عبر هذا التقرير... الى التفاصيل:
أرقام مفزعة


منذ الوهلة الأولى لتحرير مديريتي ميدي الساحلية وحيران من ميليشيات الحوثي، باشرت الفرق الهندسية الخاصة بنزع الألغام والتابعة للجيش الوطني مهامها في تطهيرهما من الألغام التي زرعتها الميليشيات في الطرقات والمزارع والأحياء والقرى والمؤسسات الرسمية، لتكشف الغطاء عن كم مهول من الألغام والعبوات الناسفة لا يفصلها عن بعضها سوى مسافات قصيرة جدا.
وبحسب ما نشره المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة بهذا الشأن فقد تم انتزاع وإتلاف أكثر من عشرة آلاف لغم وعبوة ناسفة حتى الآن، وذلك في مساحات بسيطة جداً من المديريتين، ما يشير إلى إمعان عصابات التمرد الحوثية في الإيقاع بأكبر عدد من المدنيين في شرك هذه الألغام.
هذا علاوة على عشرات الألغام التي زرعها الحوثيون في سواحل البحر الأحمر والتي باتت تشكل تهديداً حقيقياً للملاحة الدولية، ولا زالت الفرق الهندسية تكشف المزيد منها، كان آخرها مطلع الأسبوع الجاري الذي شهد انتزاع وتفجير إحدى عشر لغماً بحرياً قبالة سواحل ميدي.
ضحايا مدنيون
لقد شكل المدنيون هدفا حقيقيا لهذه الألغام المهولة، فما إن تم إعلان ميدي محررة من الميليشيات حتى تعرض عدد من الصيادين لانفجار أحد الألغام البحرية الذي تسبب في وفاة أربعة منهم وجرح آخرين، كما تعرض سبعة مدنيين من أسرة المواطن/ محمد إبراهيم كديم زين، لانفجار لغم أرضي في حيران عقب تحريرها، توفي على إثره رب الأسرة وأصيب بقية أفرادها بجروح بالغة، أثناء ذهابهم فوق سيارته الهايلوكس إلى أطراف عبس الشمالية لزيارة أقارب لهم.
حالة رعب 
وأمام شبح الألغام التي زرعتها الميليشيات في المناطق المحررة بمحافظة حجة قبل دحرها منها، لازالت عشرات الأسر من أبنائها يعيشون بين الخوف منها وجحيم النزوح، حيث نشرت تلك الأحداث حالة من القلق والخوف بين الأهالي الذين باتوا يترقبون الموت في كل مكان، ويعيشون في حذر دائم، لما تشكله تلك الألغام من خطر على حياتهم ولا يوجد لديهم حل آخر سوى البقاء في مناطقهم مؤمنين بما سيقدره الله عليهم.
و المواشي لم تسلم


ومع مطلع الأسبوع الجاري خسر أحد مواطني حيران، عشرات المواشي التي يملكها إثر انفجار حقل ألغام زرعته الميليشيات في المراعي.. وبحسب مصادر محلية فإنه لم يعد لدى مالك المواشي تلك ما يعول به نفسه وأسرته.
ويضيف المصدر بأن خبث الميليشيات في زراعة الألغام وصل بها إلى التفنن في وضعها بطريقة مموهة وزراعتها بأشكال وطرق مختلفة وسط المراعي، الأمر الذي زاد من مخاوف الأهالي على أنفسهم ومواشيهم التي تعد مصدر رزقهم الأساسي.
مخاطر مستقبلية


وإزاء ما تشكله تلك الألغام من مخاطر مستقبلية حمل وكيل محافظة حجة الشيخ/ أحمد الجبلي، ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية ما خلفته وتخلفه الألغام التي زرعتها، وآثارها الخطيرة على حياة المدنيين.
وقال الجبلي- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- بأن الميليشيات الانقلابية تعمدت زراعة الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة في المناطق المحررة قبل دحرهم منها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تجرم مثل هذه الأعمال الإرهابية التي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين ومواشيهم في كل من ميدي وحيران.
جهود لا تكفي
ورغم الجهود التي تبذلها الفرق الهندسية الخاصة بنزع الألغام والتابعة للمنطقة الخامسة في سبيل تأمين المناطق المحررة من الألغام تجاه المدنيين إلا أن تلك الجهود لا تزال غير كافية أمام الكم الهائل من الألغام التي زرعتها الميليشيات، الأمر الذي يتطلب ضرورة مساندة تلك المهام ودعمها بالخبراء والمعدات اللازمة، لما تشكله الألغام من مخاطر حقيقية على المدنيين حاضرا ومستقبلاً.
"مسام" والدور المأمول 
ونظراً لكثافة الألغام التي زرعها الميليشيات في حيران وميدي، وجه وكيل حجة " الجبلي" دعوة للقائمين على تنفيذ البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية، لإدراج محافظة حجة ضمن مهامهم الانسانية، وإرسال الفرق الخاصة بنزع الألغام والعمل على تدريب فرق محلية بما يكفل تطهير المناطق المحررة من الألغام لتمكين المواطنين النازحين والمهجرين من العودة إلى منازلهم ومزارعهم وتطبيع الحياة العامة.
لافتا إلى الكثافة السكانية التي تضمها محافظة حجة، الأمر الذي يتطلب مزيداً من تضافر الجهود لتأمين مواطنيها، مثمنا موقف المملكة العربية السعودية مع اليمنيين عامة وأبناء حجة خصوصا في مختلف الجوانب العسكرية والانسانية والسياسية.
حوار الأمم مع المجرم
ويتساءل مراقبون محليون، كيف أن المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة لازال يسعى للتحاور مع المجرم الإرهابي "ميليشيات الحوثي" بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبتها بحق أبناء الشعب اليمني؟ مبدين أسفهم من تجاهل القوانين الدولية المجرمة لزراعة الألغام من قبل المعنيين بتنفيذها.
ويؤكد نشطاء محليون بأن الحوار مع هذه الميليشيات التي أثبتت منهجيتها الإرهابية لن يجدي، ولا سبيل لعودة الأمن والاستقرار لليمن إلا بدحرها، على اعتبار ان امن اليمن من امن المنطقة والعالم ككل، خاصة وقد تبين للعالم خلال السنوات الماضية كيف امتد وإرهابهم الى تهديد الملاحة الدولية.
الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الميليشيات، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة باليمن وبما يكفل بس نفوذ الدولة الشرعية ممثلة بالرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائبه الفريق/ علي محسن الأحمر، وسيطرتها على كل محافظات الجمهورية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد