احتفل العالم الاحد الماضي باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، فيما تأتي المناسبة مختلفة بالنسبة لليمنيات، حيث نكأت جراحهن بسبب جحم الانتهاكات الكبيرة التي تعرضن لها من قبل الحوثيين، وخصوصاً منذ انقلابها على الدولة 21 سبتمبر 2014م.
وخلال السنوات الأربع الماضية، تعرضت المرأة اليمنية لانتهاكات واسعة من قبل الميلشيا، متخطية كل الأعراف والقوانين الدولية، وتنوع أشكال تلك الانتهاكات ما بين التحرش والضرب بالهراوات والصواعق الكهربائية، وإجبار بعضهن على التجنيد وحمل السلاح.
ولاتزال المرأة تدفع ثمن فاتورة الحرب، حيث أصبحت إما مقتولة أو أرملة لفقدان الآلاف لأزواجهن أو متسولة، بعد أن دفعهن الفقر للخروج إلى الشوارع لمد أياديهن من أجل لقمة عيش تبقيها على قيد الحياة, أو في الشوارع تجمع ما تسهل لها من أخشاب وأوراق لتواجه بها أزمة الغاز الخانقة خاصة في العاصمة اليمنية صنعاء, غير تعرضها للاعتداء اللفظي والجسدي من قبل عناصرها الرجال او النساء المجندات ما يطلق عليهن بالزينبيات.
وفي 6 أكتوبر الماضي، أقدمت مليشيا الحوثي في انتهاك صارخا لكل القيم الانسانية والدينية والأعراف القبلية اليمنية, على الاعتداء على طالبات جامعة صنعاء بعد ان اقتحمت الحرم الجامعي بمئات المسلحين والمجندات الزينبيات واعتدوا عليهن بالضرب بالهراوات والصواعق الكهربائية, ومن ثم اعتقالهن وسجنهن لمدة يوم وأكثر من يوم.
قتل واختطاف
وبحسب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن " تحالف رصد" فإن ميليشيا الحوثي الانقلابية مسئولة بشكل مباشر عن مقتل 129 امرأة وإصابة 122 أخريات جراء القصف والألغام، واختطاف 23 امرأة، وثقها التحالف من يناير إلى يونيو 2018.
وكشف التحالف- في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وحملة 16 يوما من النشاط لإنهاء العنف ضد المرأة- كشف عن ممارسة مليشيا الحوثي ما وصفها بـ "أبشع أنواع الانتهاكات الأخرى" والتي تشمل التشويه، والتحرش الجسدي واللفظي واستغلالها في الأعمال الأمنية وغيرها وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر.
وأكد التحالف أن مليشيا الحوثي انتهكت بتلك الممارسات حقوق النساء التي يضمنها الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن.
وعبر تحالف رصد "عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع المأساوية التي تعانيها المرأة اليمنية جراء الحرب المندلعة منذ سبتمبر 2014 جراء الانقلاب على السلطة الشرعية للبلاد.
أشكال مختلفة من العنف
وأشار إلى أن النساء يواجهن أنماطاً مختلفة من العنف في ظل غياب مؤسسات الدولة ومنظمات الحماية والتوعية المجتمعية، وتتحمل كافة الويلات الناتجة عن النزاعات المسلحة وهي أكثر ضحايا الحرب معاناة جسدياً ونفسياً ومعنوياً.
وبعيداً عن القتل، انتهك الحوثيون الأعراف القبلية التي تجرم المساس بالمرأة، حيث قاموا بالاعتداء على عشرات الوقفات الاحتجاجية النسوية في العاصمة صنعاء.
وقال ناشطون، إن رابطة أمهات المعتقلين في سجون الانقلابيين واحتجاجات نسوية، تعرضت خلال العامين الماضيين لعشرات الاعتداءات، تنوع بين الاعتداء بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي، وإطلاق الألفاظ المسيئة والتحرش.