نظمت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً- أمس الثلاثاء- ثلاث وقفات احتجاجية "أمام قصر المعاشيق ووزارة حقوق الإنسان والمجمع القضائي بالعاصمة المؤقتة عدن، جنوبي اليمن، للمطالبة بحرية ذويها المختطفين في سجون سرية.
وقدمت الأمهات شكوى موقعة بأسماء أبنائها لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي "علي ناصر سالم" للمطالبة بالإفراج عن العشرات من المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفياً في السجون السرية بالمحافظة.
وتزامنت الوقفات الاحتجاجية مع تواجد وفد أممي في عدن، يضم كلاً من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان/ اندرو غيلومور، ومدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا/ محمد علي النسور، ومدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن العبيد/ أحمد العبيد.
وناشدت الرابطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية إنقاذ أبنائهن المخفيين قسراً من وحشة السجون السرية وتمكينهم من حقوقهم الطبيعية، كما طالبت الأمهات الصليب الأحمر زيارة أماكن الاحتجاز بالمحافظة ولمّ شملهن بأبنائهن.
وتنفذ الرابطة وقفاتها الاحتجاجية بشكل أسبوعي ودوري وتواصل تقديم الشكاوى وتوجيه الرسائل والمناشدات حتى يحصل جميع أبنائهن المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفياً على كافة حقوقهم القانونية والانسانية.
وتواصل قوات ما يسمى بـ"الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات، اعتقال العشرات من المدنيين وتخفي بعضهم في سجون سرية منذ أكثر من سنتين، وترفض الإفراج عنهم، رغم صدور أحكام قضائية بإطلاقهم.
وتنفذ أمهات المخفيين قسراً بعدن، وقفات احتجاجية متكررة في أماكن مختلفة، وذلك للمطالبة بالكشف عن ذويهم المحتجزين في السجون السرية التابعة لقوات الحزام الأمني والخاضعة هي الأخرى لدولة الإمارات.‎
وتأتي الوقفات بالتزامن مع انطلاق حملة إلكترونية واسعة لمناصرة الشخصية التربوية زكريا قاسم، أحد ضحايا الإخفاء القسري القابع منذ أواخر شهر يناير الماضي في سجون الأمن بمدينة عدن.
ويصادف الثلاثاء مرور عشرة أشهر على اختطاف زكريا قاسم، إذ أقدم مسلحون يتبعون مدير أمن المحافظة شلال شائع في 27 يناير الماضي على اختطافه أثناء خروجه لصلاة الفجر في المسجد المجاور لمنزله بمدينة المعلا ، ولا يزال مخفيا حتى انطلاق الحملة.
وتهدف الحملة الالكترونية، التي انطلقت- مساء أمس الثلاثاء- ودعا لها صحفيون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي في العاصمة عدن، إلى التضامن المطلق مع ما تتعرض له شخصية بحجم زكريا قاسم لها ثقلها على المستوى الاجتماعي من جرم مورس ويمارس بحقه من قبل إدارة أمن عدن.
وتسلط الحملة الممتدة على مدار يوم كامل الضوء على مناقب الرجل ودوره البارز في المجال الإغاثي، سيما خلال فترة الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وبدعم من القوات الموالية علي صالح على مدينة عدن، صيف العام 2015 والمطالبة بالكشف عن مصيره والإفراج الفوري عنه .
وخصص القائمون على الحملة وسم (هاشتاج)، باللغتين العربية والإنجليزية، تحت عنواني
#اطلقوا_زكريا#الحريه_
للمخفيين_قسريا Freedom_Zakaria#Freedom_Enforced_Disappearances_Victims#
وذلك بغرض حصر التدوينات والمنشورات على موقعي (الفيس بوك) و (تويتر)، على هذين الوسمين.
وأهاب منفذو الحملة بالجميع من صحفيين وإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، المشاركة في هذه الحملة، لا سيما وأن الممارسات التعسفية التي تمارسها إدارة أمن عدن، باتت تستهدف فقط أبناء عدن دون غيرهم، وعلى وجه التحديد أولئك الذين كان لهم دور خلال الحرب سواء على مستوى المقاومة بالسلاح أو على الصعيد الإغاثي والخيري.
وزكريا قاسم تربوي ومسؤول محلي سابق في عدن وأحد رجال العمل الخيري والإنساني، ويتمتع بعلاقة طيبة مع مختلف الشرائح المجتمعية.