فيما تكثف حملات التحشيد والجبايات وتتجاهل هموم المواطن

حجة.. مزارعو الشرفين بين أزمات الميليشيات وتدميرها للأسواق

2018-11-29 04:04:16 أخبار اليوم/ تقرير خاص:


يشكل سكان الشرفين وسط محافظة حجة ما نسبته ثلث سكان المحافظة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، معتمدين في دخلهم بشكل كلي على زراعة القات الذي ينتشر في كل شبر منها، إلا أن الميليشيات الانقلابية عملت على تدمير قطاع الزراعة فيها كما دمرت مختلف القطاعات.
وخلال السنوات الماضية شهد دخل المواطن بمديريات الشرفين التسع تدهوراً حاداً وتراجعاً ملحوظاً، نتيجة توالي الأزمات المختلفة التي تتقن الميليشيات في صناعتها، لتمتص خيراتهم، وتجعل سكانها بين الجوع والفقر، وبالمقابل برزت طفرة مالية لقيادات الميليشيات التي لم تكن تملك شيئاً بداية انقلابهم ما يفسّر مصير المال العام والخاص الذي باتت عصاباتهم فقط من تستفيد منه..
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على معاناة سكان الشرفين، وكيف حولت الميليشيات دخل المواطنين فيها إلى مصدر للنهب بدلاً من كونه مصدر دخل يقتات منه المواطن جزءا من احتياجاته الضرورية، وعلاقة تلك المعاناة بحروب الحوثيين العبثية على امتداد الساحل الغربي ابتداء من ميدي شمالا وحتى المخا جنوبا، وما تفرضه تلك المعاناة من ضرورة حسم معركة التمرد لا التفاوض مع عصاباته... الى التفاصيل:
ارتفاع الكلفة 
عام بعد آخر منذ الانقلاب وجد المزارع نفسه أمام كلفة مالية تزداد بشكل متسارع وكارثي، في سبيل سقي مزارعه، فبعد أن كان يشتري الوايت الكبير بأقل من ٢٠ ألف ريال مع نهاية العام ٢٠١٤م أصبح يشتريه اليوم بما يقرب من ١٠٠ ألف ريال، نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وانهيار العملة المحلية وغيرها من العوامل التي أنتجتها سياسات الميليشيات الهمجية.
هذا الارتفاع الجنوني لكلفة ري المزارع أرهق كاهل المزارعين الذين يعتبر الرابح فيهم من يخرج دون خسائر أما الأرباح فنادرا من يحصل على فائض يمكنه من مواجهة نفقات أسرته واحتياجاتهم.
نهب ممنهج للمزارع 
زيادة كلفة الري على المزارعين كشف ما خططت له الميليشيات لنهب دخل المزارعين من القات، بطريقة ذكية جداً، فبدلاً من الدخول مع المواطنين في مواجهات مباشرة لأخذ مجهود حربي منهم بالقوة، اتخذت الميليشيات حيلة لنهب حق المواطن وتعبه وشقاه، عبر رفع أسعار المشتقات النفطية، لتأخذ بذلك عصابات الحوثي ما هو حق للمزارع، الذي كان يستفيد من الفارق في السعر الذي يزيد عن ٣٠ ألف ريال من قيمة كل خزان ماء، وفي مجموعها تشكل مبالغ طائلة تصل إلى مئات الملايين تذهب لصالح الميليشيات.
وتدمير للأسواق 
تشكل مناطق الساحل الغربي من ميدي وحرض شمالاً وحتى الجراحي جنوباً بالقرب من محافظة تعز وحتى وصاب أسواقاً رئيسية لبيع القات الشامي الذي يتركز في مديريات الشرفين بحجة، وبتحويل الميليشيات الحوثية لمعظم مناطق الساحل الغربي لساحة حرب عبثية مفتوحة، فقد عملت على تدمير الأسواق بعد ان تسببت في تعطيل القطاع الخاص ونزوح مئات الآلاف من المواطنين، ما ساهم في مضاعفة معاناة مزارعي القات في الشرفين، وبالتالي قلة القدرة الشرائية ما يعني هبوط سعره، الذي يعني في النهاية قلة دخل المواطن في الوقت الذي يواجه أسعار مرتفعة في احتياجاته.
إتاوات بالقوة
ويتعرض عدد من المواطنين في بعض مديريات الشرفين خاصة في المفتاح وكحلان الشرف الى ضغوطات من قبل الميليشيات التي تفرض عليهم مبالغ مالية شهريا تقدر بعشرات الملايين، الى جانب اخذ كميات من القات على البعض في الأسواق وإرسالها لقياداتهم في الجبهات سواء في حرض وحيران او الحديدة، وبحسب مصادر مطلعة، فإن قيمة ما يتم أخذه من القات يوميا يصل لأكثر من ثلاثة ملايين ريال بدون مقابل.
ضرائب قاتلة
وفي إطار مسلسل إرهاق المواطن في مديريات الشرفين، فرضت الميليشيات الانقلابية منذ مطلع العام الجاري ضريبة مضاعفة على تجار القات القادمين من مناطق مختلفة من تهامة، والتي وصلت أربعة أضعاف ما كانوا يدفعونه، ما تسبب في إلحاق الضرر بهم ومزارعي القات على سواء.
وشكا عدد من العاملين في تجارة القات "المقاوتة" من تعرضهم للخسارة نتيجة هذه الضرائب المجحفة، ما تسبب في حرمانهم من عائدات هذه المهنة التي يسترزقون منها ويعولون أسرهم من دخلها، كما ان تلك الضرائب الباهظة تسببت في عدم قدرة التجار لشراء القات، ويتحمل تبعاته المزارع الذي يضطر للبيع بأقل الأسعار.
ثالوث الظلم و المواطن
وبين جحيم هذه الأزمات والنهب الممنهج للميليشيات بات المواطن في شرفين حجة يعيش بين ثالوث "الفقر والمرض والجهل" وأضافت إليها آفات أخرى لا تعد ولا تحصى، فلم يشهد المواطن من الحوثيين منذ انقلابهم سوى أزمات تلو اخرى، وظلم يتبعه ظلم أشد، وكلما ارتفع أنين مظلوم صاحت فيه عصابات الظلم " نحن في عدوان، وعليك أن تصمت لأننا ندافع عنك".
إنهاء التسلط بإنهاء التمرد
وإزاء هذا الواقع البئيس ينتظر أبناء الشرفين وغيرهم بمحافظة حجة بشائر إنهاء التمرد وتحرير المحافظة وباقي المناطق الخاضعة للميليشيات من تسلطهم، ويؤكد معظم ان لم يكن كل أبناء الشرفين بأن على المجتمع الدولي ان يعي بأن الوضع الإنساني الذي تتعلل به الأمم المتحدة يتطلب سرعة حسم معركة التمرد وإزالة حكم الميليشيات.
ويشير أبناء حجة الى انه لا خلاص للشعب من معاناته إلا بتخليصه من أسبابها الحقيقية المتمثلة في من جلبها وهم ميليشيات الحوثي التي لا تعرف للحياة معنى ولا للسلم طريق..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد