بعد عام من رحيل صالح.. المؤتمر تركة كبيرة سيطرت عليها المليشيا

2018-12-02 03:36:51 أخبار اليوم/ خاص


تحل الذكرى الأولى لمقتل الرئيس الراحل/ علي عبدالله صالح، على يد حلفائه السابقين، مليشيا الحوثي الانقلابية في الثاني من ديسمبر 2017م، وجثة علي عبدالله صالح، لا يزال مصيرها مجهولاً ولم تتمكن قيادة الحزب من استلامها ودفنها ولم يتمكن أقاربه من تشييعه أو حتى إقامة عزاء يليق بمكانة الرجل في مسقط رأسه أو في صنعاء، في حين بدا الحزب أكثر تمزقاً وشتاتاً وخاضعاً لسيطرة المليشيا الحوثية التي يبدو أنها رأت في نفسها الوريث الشرعي لتركة الرئيس صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وفي السياق يرى مراقبون سياسيون أن مليشيا الحوثي تمكنت- بعد أن تخلصت حليفها وخصمها اللدود في آن- من السيطرة على حزب المؤتمر والتأثير على سياساته ومواقفه تجاه الكثير من القضايا من خلال قيادات المؤتمر الحوثية التي زرعتها في الحزب منذ زمن "جناح الهاشميين" ومن خلال وضع القيادات المؤثرة في الحزب تحت الإقامة الجبرية وانتزاع مواقف منها تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب.
وأوضح المراقبون أن المليشيا استطاعت- من خلال هذه السيطرة- على توسيع الانشقاقات في صفوف حزب المؤتمر وبين قياداته المتواجدة داخل وخارج البلاد مما سهل لمليشيا الحوثي السيطرة على حزب المؤتمر الذي بدا بعد مقتل صالح أكثر هشاشة وأن تواجد الرئيس الراحل على رأس هرم الحزب هو ما كان يمنح الحزب قوة وتأثيراً على الساحة السياسية والحزبية، خاصة ما تمكن صالح بعد خروجه من السلطة ولو "شكلياً" من الحفاظ على تماسك الحزب، والحفاظ على القاعدة الجماهرية التي استفادت منها المليشيا في التحشيد والتجييش والتظاهر في أكثر من فعالية بعد مقتل صالح، ولم تتمكن قيادة الحزب الحالية المتواجدة في الداخل من رفع يد المليشيا من على الحزب والسيطرة عليه.
المراقبون السياسيون أكدوا أيضاً أن سيطرة المليشيا على حزب المؤتمر بدت واضحة من خلال تحييد قيادة المؤتمر في الخارج في إدارة شؤون الحزب والتأثير على قواعده في الداخل وبدت القيادة المؤتمرية في الخارج غير قادرة على اتخاذ موقف جامع يحدد بوصلة تحركات الحزب، فما أن تبدأ بعض القيادات المحسوبة على جناح أحمد علي نجل صالح، في اتخاذ موقف ما أو وضع خارطة طريق للحزب ظهرت قيادات مؤتمرية في الخارج والداخل ترفض توجه من هذا القبيل وتعتبره محاولة لسيطرة طرف في المؤتمر على حساب أطراف وعلى حساب الحزب نفسه وقاعدته الجماهيرية في الداخل، مستشهدة بما حدث عقب الحديث عن تشكيل لجنة تسيير خارجية للمؤتمر، على سبيل المثال لا الحصر.
غياب صالح الذي أثر على المشهد اليمني ككل بالتأكيد أنه انعكس كبير جدا على حزب المؤتمر الشعبي العام، وافقده الكثير من حضوره وفعاليته التي أتاحت الفرصة للمليشيا للانقضاض والسيطرة عليه.
كما يرى المراقبون أن مرور عام على اغتيال زعيم الشعبي العام دون أن تلقى تلك العملية رد فعل بحجم مكانة هذا الحزب الكبير وزعيمه في أوساط جماهيره، يعزز مصداقية الأنباء التي تتحدث أن حجم الخيانة التي تعرض لها زعيم المؤتمر كانت كبيرة وفِي مفاصل فاعلة ومؤثرة داخل الحزب، وان هذا الاختراق كان له الأثر الأكبر في تمكن الميليشيات من السيطرة عليه، وتحجيم أي دور لمؤتمر الداخل، وتبقى أصابع الاتهام موجهة نحو شخصيات عديدة سياسية وعسكرية وقبلية، يرى مراقبون أن تلك الخيانة بدأت بإقناع صالح بالوثوق الكامل في الشراكة مع الحوثيين، وإن أقنع صالح بتوطيد شراكته مع الحوثيين ضد خصومه هو نفسه الذي كان فاعلاً في إقناع رجال صالح بالشراكة في التآمر مع الحوثيين على اغتياله واغتيال الشعبي العام من بعده سياسيا وفكرياً وأخلاقياً.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد