مبادرة طهران هل تستنسخ "حزب الله" اللبناني في اليمن و تفشل خطط غريفيث؟

2018-12-03 03:40:32 أخبار اليوم/ متابعات


ترفض مليشيا الحوثي حتى الآن الانخراط بشكل جدي في أي مشاورات، تفضي إلى التوصل لحل سلمي ينهي الأزمة، وأفشلت أربع جولات من المفاوضات، في وقت تصر إيران على تمرير خطة وضعتها في منتصف أبريل/نيسان 2015 وتتكون من أربع نقاط، بهدف الوصول إلى حل ينهي الأزمة في اليمن.
كشف عن تلك المبادرة في ذلك الحين وزير الخارجية الإيراني/ محمد ظريف، الذي قال إنها تتكون من البنود التالية: وقفاً فورياً لإطلاق النار في البلاد، والبدء في خطة للمساعدات الإنسانية، والشروع في حوار يمني يفضي إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لإنهاء الصراع.
كررت إيران مبادرتها تلك الجمعة (30 نوفمبر/تشرين الثاني)، فهي ترى أنها الخيار الوحيد القابل للوثوق والاستمرارية، بحسب ظريف. وسبق أن جددتها كذلك في ذات الشهر من العام 2017.
وفي قراءته لإصرار إيران على تلك المبادرة، يؤكد المحلل السياسي/ عبدالغني الماوري أنها تريد وضعا مميزا لميليشيات الحوثي، وهو ما تكفله تلك الخطة التي تتمسك بها.
وقال الماوري لـ"الموقع بوست" إنه لدى إيران استعداد أن يكون للحوثي وضعا مشابها لحزب الله في لبنان، لكن تلك الميليشيات تريد ابتلاع اليمن، بحيث تكون صاحبة الأمر فيه دون الحاجة لأي شكليات.
وأضاف "في النهاية تسعى إيران لتجنيب الحوثي هزيمة عسكرية، وفي حال نجحت في ذلك، فإن تلك المليشيات سوف تحصل على وضع مميز في النظام السياسي اليمني".
وعن مخاطر ذلك، رأى أن ذلك الوضع مناسب لتعزيز حضور إيران في اليمن، وممارسة ضغوط أكبر على خصمها اللدود "المملكة العربية السعودية".
وتتهم الحكومة اليمنية إيران بتقديم الدعم للحوثيين، سواء بتزويدهم بالسلاح ومنظومات اتصال متطورة، أو مساعدتهم عن طريق خبراء مختصين في إدارة القتال وتطوير الصواريخ وصناعة المتفجرات والألغام، ودعمهم في الأروقة السياسية والحقوقية المختلفة.
أواخر الشهر الجاري عرض المبعوث الأميركي لإيران برايان هوك، قبل أيام، أدلة جديدة على تورط طهران في زعزعة استقرار المنطقة، بينها أسلحة إيرانية كانت موجودة في اليمن وأفغانستان، كما اتهما بمد الحوثيين بأسلحة تمكنهم من استهداف قوات التحالف.
ولا تُخفي طهران دعمها للحوثيين، فقد هدد سابقا المرشد الإيراني/ علي خامنئي، المملكة العربية السعودية بوكلاء طهران باليمن، قائلا: "يتوجب على الرياض أن تكون على يقين كامل بأن النصر سيكون حليف الشعب اليمني وجماعة الحوثي".
ويقول عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة "إسطنبول شهير" التركية، محمد قرة في مقابلة مع وكالة "الأناضول" إن اليمن راح ضحية للصراع السعودي- الإيراني، والأطماع السياسية الإيرانية.
وكترجمة لذلك، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن السعودية ستنحسب من اليمن إذا غادرها الإيرانيون.
كما طالب سفير المملكة المتحدة في اليمن مايكل أرون دبلوماسي بريطاني، بمغادرة إيران لليمن من أجل إيجاد حل سياسي بين الأطراف اليمنية، وعدم تدخلها في شؤون البلد الداخلية.
فيما اتهم رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، إيران بإطالة عمر الأزمة اليمنية من خلال إمداد ميليشيات الحوثي التابعة لها بالأسلحة.
نتيجة لدعم إيران الحوثيين بمختلف الأشكال، حظرت قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، تزويد تلك المليشيات بأي أسلحة.
في سياق متصل، يعتقد الباحث بالشؤون الإيرانية عدنان هاشم أنه من الصعب القبول بمبادرة صادرة عن إيران، كونها طرف في الحرب.
وقال: "أفضل ما يمكن أن تقدمه إيران، هو أن توقف تزويد الحوثيين بالأسلحة، واستخدامهم كأداة ضد اليمن ودول المنطقة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد