مليشيا الحوثي.. شيطان يغتال براءة أطفال اليمن

2018-12-06 05:19:48 أخبار اليوم / تقرير

 

جرائم بشعة بحق الطفولة قامت بها مليشيا الحوثي الانقلابية على مدى سنوات أربع من الحرب، فوجب عليها اسم وصفها به الكثيرون، بأنها شيطان يغتال البراءة.

الجريمة الأكثر بشاعة؛ بطلها قيادي حوثي اغتصب مجندا، ومن ثم قام بقتله في يناير من العام 2017م.


واقعة الاغتصاب

في يناير من العام 2017م، قام قيادي حوثي، يدعى «أبو جبريل»، بإطلاق النار على طفل بعد أن قاوم محاولاته المتعددة لاغتصابه، في محافظة ذمار، أسعف على إثره إلى المستشفى ليفارق الحياة بعد أسابيع قليلة، متأثراً بجروحه البليغة.

موقع «المشهد اليمني» نقل وقتها عن مصدر مقرب من عائلة الطفل: «أن الحوثيين اختطفوا الطفل «محمد علي عبدالله حاتم» الذي لم يتجاوز الـ12 من العمر، وهو نجل أحد المدرسين، من مديرية جبل الشرق آنس، وأرسلوه إلى جبهات القتال».

وأضاف المصدر: أن والد الطفل علم من ابنه أثناء وجوده في العناية المركزة قبل وفاته، أن القيادي الحوثي «أبو جبريل» هو من أطلق عليه الرصاص.

وبحسب ما نقل الموقع: فإن طلقات الرصاص اخترقت ظهر الطفل وخرجت من بطنه، موضحاً اعتراف أحد أفراد المليشيا أن «أبو جبريل» أطلق الرصاص على محمد؛ لأنه رفض وقاوم محاولة المشرف اغتصابه، وبدأ بالصراخ طلباً للنجدة.


انتهاكات


في مطلع شهر أكتوبر من العام 2014م، أي بعد أسابيع قليلة من اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، من العام نفسه، سيطرت مليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة ذمار، المجاورة للعاصمة.

خلال سنوات أربع مضت، شهدت المحافظة -التي تُعد امتداداً جغرافياً ومذهبياً لمليشيا الحوثي الانقلابية، بوصفها القديم الذي يقال إنها «كرسي الزيدية»- آلاف الحالات من الانتهاكات بحقوق المواطنين، ارتكبتها المليشيا.

لم يشفع لها المخزون البشري للمليشيا الحوثية في المحافظة من الانتهاكات، بالرغم من اعتمادها عليها
لإمداد جبهاتها بالمقاتلين منذ أكثر من أربع سنوات، إضافة إلى كونها تعد مركز القيادة العسكرية للمليشيا المسلحة، وغرفة عملياتها القوية والترسانة الأكبر من حيث التواجد والتجنيد العسكري، باعتبارها أحد المعاقل الرئيسة لهم.

ورغم ذلك - ووفقا لتقارير سابقة في السياق - جعلت المليشيا الانقلابية من محافظة ذمار، المحافظة الأشهر في الاتجار بالمختطفين والمعتقلين، بعد أن أصبحت معتقلاً كبيراً، يودع فيه الكثير من المختطفين السياسيين، ومعارضي الانقلاب من مختلف المحافظات الأخرى، كما اضطرت المليشيا إلى افتتاح معتقلات جديدة، وحولت عدداً من الجامعات والمعاهد التعليمية والمقرات والمراكز الحكومية إلى سجون جديدة؛ نظراً لازدياد عدد المعتقلين يومياً.

العام 2018م الجاري، ذكرت تقارير حقوقية إن مليشيا الحوثي الانقلابية ارتكبت في محافظة ذمار، مئات الانتهاكات بحق المواطنين.

التقارير الحقوقية، رصدت خلال الربع الثالث من العام الجاري 231 انتهاكا، قامت به المليشيا في المحافظة خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، تنوعت بين 6 حالات قتل، و86 حالة اختطاف وإخفاء قسري، و42 حالة نزوح وتهجير قسري، و90 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة، و8 حالات انتهاكات عامة، و5 حالات تجنيد أطفال.

وتؤكد التقارير، أن الانتهاكات تتمثل بين القتل خارج القانون، والإصابات بجروح، والاختطافات، والاعتداءات الجسدية، والتعذيب والتهجير القسري، ونهب الممتلكات، وتفتيش المنازل، واحتلالها، وتجنيد الأطفال، ونصب نقاط تفتيش.

انتهاكات شخصية

منظمة شمول للإعلام وحقوق الإنسان، وفق تقرير لها، رصدت 6 حالات قتل خارج إطار القانون، و86 حالة اختطاف وإخفاء قسري، و36 حالة نزوح قسري، و6 حالات تهجير قسري، و3 حالات إقصاء وظيفي، و1 حالة تعذيب، و1 حالة نهب ممتلكات شخصية.

اعتداء على الممتلكات

تؤكد المنظمة في تقريرها، أن عددا من الاعتداءات على الممتلكات الخاصة رصدتها تتمثل بـ:3 حالات تفجيرات منازل، و65 حالة تفتيش منازل مواطنين، و1 إحراق منازل، و1 حالة نهب منزل، و1 إتلاف مزارع، و14 حالة اعتداء على ممتلكات مواطنين.

انتهاكات عامة

وتذكر التقارير: أن عدداً من الانتهاكات العامة، تم رصدها تتمثل بـ:4 حالات مداهمة قرى سكنية، و1 حالة احتلال مباني حكومية، و5 حالات تجنيد أطفال، و3 حالات اقتحام مناسبات عامة.

كما رصدت المنظمة، احتجاز المليشيا لمقطورات الغاز والمشتقات النفطية الخاصة بالمحافظة بمنفذ عفار البري بمحافظة البيضاء، الذي استحدثته المليشيا مؤخرا؛ وعرقلت وصولها إلى محطات التوزيع بالمحافظة بشكل مستمر، مما يسبب أزمة خانقة لدى المواطنين، تضاعف من معاناتهم الإنسانية.

 


ولم يشفع ما قدمته وتقدمه المحافظة للمليشيا، حيث مورست ضد أبنائها شتى أنواع الجرائم والانتهاكات، والتي كان حصيلتها الأولية حتى العام 2017م الماضي، 11947 جريمة وانتهاكاً، اُرتكبت بحق المدنيين طوال ثلاث سنوات، منها 3280 انتهاكا خلال العام 2017م.

تذكر تقارير حقوقية: أن تلك الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا الحوثية في محافظة ذمار، تنوعت بين القتل، والإصابة، والاختطافات، والإخفاء القسري، والتعذيب، واقتحام ونهب وتفجير وقصف واحتلال للمنازل والمؤسسات العامة والخاصة ومقرات الأحزاب ودور العبادة، وإنشاء محاكم وسجون خاصة، ونصب نقاط تفتيش، وتخزين أسلحة، والتشريد القسري للأسر، ونهب المساعدات الانسانية والطبية، وغيرها من انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي.


قتل واختطاف وتعذيب

وأوضحت التقارير، أن المليشيا قتلت نحو: (504) مدنيين، بينهم (19) طفلاً، و(6) نساء، واغتيال (17) شخصاً منهم قيادات سياسية ومشايخ قبلية ونشطاء، وأصيب (163) مدنياً بينهم (32) طفلاً و(9) نساء، كما اختطفت (983) مواطناً، وتعذيب (192) شخصاً، توفي منهم (6) مختطفين، إضافة إلى (747) حالة اعتقال تعسفي، منها (42) حالة إخفاء قسري، بالإضافة إلى (158) حالة تهديد وإقصاء من الوظيفة العامة.


في 18 ديسمبر 2017، أعدمت مليشيا الحوثي الانقلابية الشيخ «ضيف الله مثنى» واثنين من أولاده، وشقيقه وابن شقيقه، رمياً بالرصاص داخل منزله في رصابة؛ بسبب تعليقه صورة الرئيس السابق، على سيارته.


في مايو 2015م، استخدمت مليشيا الحوثي الإجرامية 51 شخصاً -بينهم نشطاء سياسيين وحقوقيين وإعلاميين من عدة مناطق يمنية- دروعاً بشرية في موقع عسكري بجبل هران شمال مدينة ذمار، ما أسفر عن مقتل أكثر من (34) مختطفاً، تفحمت جثث بعضهم؛ بحيث يصعب التعرف على هويتهم.

مصادرة الممتلكات وقصف القرى


أكدت مصادر إعلامية، نقلاً عن شهود عيان: أن المليشيا الانقلابية قامت بمصادرة 24 حالة أملاك خاصة، ونهب 15 ممتلكات عامة، و109 حالات اقتحام لمرافق حكومية، منها 8 مرافق حولت الى ثكنات للمليشيا، واقتحام ونهب 9 مقرات حزبية.


وأشارت التقارير، إلى نزوح 1896 أسرة، إضافة إلى تهجير قسري لـ615 أسرة، ونهب مركبات، وتدمير وقصف وإتلاف 316 مزرعة، وتفجير وتضرر 7 خزانات مشاريع مياه.


كما رصدت التقارير قيام مليشيا الحوثي بمداهمة 25 قرية، وقصف 21 قرية أخرى، وحصار قرية واحدة، و8 حالات قمع لحرية الرأي والتعبير، و455 حالة مصادرة مرتبات، و203 حالات اقصاءات وتعيينات، و27 حالة إتاوات، و9 حالات حرمان من خدمات عامة،‪ و21 حالة استيلاء على أملاك الدولة، منها 9 حالات بيع، و11 عملية استيلاء على أراض منظورة أمام القضاء، و43 منشأة مدنية تستخدمها المليشيا لأغراض عسكرية.. ‬

اقتحام ونهب وتفجير للمنازل

قامت مليشيا الحوثي بتفجير 37 منزلاً، و5 محلات تجارية، وتفجير مسجدين، ودار واحد للقرآن الكريم، واقتحام ومداهمة 115 منزلاً، وإحراق منزلين، ونهب 21 منزلاً، كما تضرر 121 منزلا بسبب القصف والتفجير، وتدمير 11 منزلاً على رؤوس ساكنيها.


يوم السبت 11 نوفمبر 2017م، ارتكبت مليشيا الحوثي جريمة بشعة؛ حيث فجرت منزل المواطن علي ناصر العسكري في قرية العساكرة - إسبيل، شرق مدينة ذمار، على رؤوس ساكنيه، أسفر عن مقتل أحمد حسين العسكري، أحد أقرباء مالك المنزل، وأصيب آخر بجروح خطيرة‪.‬


وأفاد شهود عيان: أن حوثيين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة على متن عدد من الأطقم العسكرية، اقتحموا القرية، وقاموا بتفخيخ المنزل وتفجيره على رؤوس ساكنيه.


إعدام تربويين وملاحقة أكاديميين

تؤكد بعض الإحصائيات أن (6) أكاديميين، و(117) تربوياً، تعرضوا لانتهاكات مختلفة في المحافظة، وتعرض (26) إعلامياً، و(21) ناشطاً سياسياً وحقوقيا؛ لانتهاكات متنوعة من قبل المليشيا، إضافة إلى أكثر من 300 انتهاك بحق المرأة في المحافظة.


ففي منتصف ديسمبر 2017، وبحسب مصادر إعلامية، قامت المليشيا الانقلابية بملاحقة عميد كلية التربية في ذمار، بسبب رفضه منهجاً جديداً تابعاً لهم، لتدريسه في المستوى الأول بـكلية التربية، تحت مسمى «التربية الوطنية» من ملازم الصريع حسين الحوثي.


من جهة ثانية، قال سكان محليون، الأربعاء 15/ 11/ 2017م: إن الحوثيين أعدموا التربوي «علي صبر»، بعد أن اقتحموا منزله وأطلقوا النار عليه أمام زوجته وأطفاله في مديرية جبل الشرق، ما أدى إلى مقتله على الفور.

معسكرات تدريب وتجنيد أطفال


احتلت محافظة ذمار المرتبة الأولى، من حيث عدد الأطفال الذين يلقون حتفهم في مختلف جبهات القتال، إذ كشفت مصادر مطلعة أن أكثر من 2000 طفل من المحافظة، لقوا حتفهم في جبهات القتال وهم يقاتلون في صفوف المليشيا.


وحسب المصادر فقد جندت المليشيا أكثر من 3400 طفل، بينهم نحو 300 يتيم، والزج بهم في جبهاتها القتالية، علاوة على انتشار أطفال مسلحين تحت سن 12 عاماً في نقاط التفتيش والحواجز المنتشرة على الطرقات، ومداخل وشوارع مدينة ذمار‪.‬


ونشر موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت»، اعترافات لأطفال أكدوا أن الحوثيين جنّدوهم إجباريا، وأُرسلوا إلى الجبهات، ويتراوح أعمار الأطفال الذين أوقفتهم قوات الشرعية في بيحان، بين 13 و16 عاماً، ينتمون الى محافظة ذمار.


كما عمدت المليشيا الانقلابية على استحداث 236 نقطة تفتيش، و(1933) نقاط وحواجز مؤقتة، واستحداث 12 معسكراً، منها 6 معسكرات تدريبية خاصة بالأطفال، و24 حالة تخزين أسلحة، واستحداث 25 سجناً ومحاكم خاصة، كما اعتدت المليشيا على 7 فعاليات احتجاجية.

 


اعتداء على المدارس والمساجد

 


تقارير عديدة أكدت قيام المليشيا بنهب 22 حالة مال عام، و167 حالة اقتحام واعتداء على مرافق تعليمية، و34 مرفقاً صحياً، و67 مسجداً، وإغلاق واحتلال 9 مراكز دينية، و3 منظمات مجتمع مدني، و14 حالة نهب مساعدات غذائية، واقتحام مناسبتين عامة‪ إضافة إلى منع 7 جمعيات خيرية من العمل واعتقال مسؤوليها. ،‬


كما تسببت المليشيا في تدمير موقع أثري وسياحي، وتعطيل (14) منشأة حيوية عن خدمة المجتمع، وتدمير4 مدارس تعليمية، وحولت 9 مدارس أخرى الى معسكرات وثكنات عسكرية، بينها 3 مدارس أهلية، وتحويل عددٍ من المرافق الصحية إلى معتقلات ومقرات لعناصرها، واحتكار خدمات المستشفيات الحكومية لصالح أنصار المليشيا ومقاتليها.

جرائم ضد الإعلام

المليشيا الحوثية ومنذ دخولها محافظة ذمار في منتصف أكتوبر من العام 2014م، مارست جرائم انتهاكات عدة بحق حرية الرأي والتعبير والإعلام، منها 20 حالة اختطاف واختفاء قسري لصحافيين وإعلاميين، و18 حالة منع من تغطية إعلامية، و13 حالة تعدٍ على أقارب إعلاميين بسبب نشاط أبنائهم ضد الانقلاب، وتوقيف 3 صحف محلية أسبوعية، بالإضافة إلى منع بيع الصحف اليومية والأسبوعية والدوريات في جميع أكشاك ومكتبات المحافظة.


وقامت المليشيا بتحويل مبنى وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى غرفة عمليات لإدارة نشاطها التوسعي، وكذا إدارة الإعلام بجامعة ذمار وأجهزتها الإعلامية، إلى مكتب إعلامي خاص وحصري بالجماعة.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد