الجيش الوطني يقترب من مركز مديرية نهم بوابة صنعاء الشرقية

جبهات مشتعلة وانتصارات مستمرة للجيش الوطني في الميسرة وقلب الجبهة

2018-12-18 05:03:23 أخبار اليوم/ تقرير خاص


يواصل أبطال الجيش الوطني تحقيق الانتصارات الميدانية في جبهات مديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسط انهيارات كبيرة تشهدها صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً.
في جبهات مديرية نهم، الجيش اتخذ قراره بالحسم والانتصار، بهذا أفاد مصدر ميداني لـ«أخبار اليوم»، أمس الإثنين، مؤكداً أن قوات الجيش في طريقها للانتصار في معارك ومواجهات، ستغير الخريطة العسكرية والسياسية، وترجح كفة القوة لصالح الشرعية.
وبحسب المصدر «فليس هناك من قوة على الأرض يمكنها الوقوف بوجه جيش وطني يخلد في سجله ملاحم مليئة بالبطولات والملاحم».
اشتعال المواجهة مجددا
مطلع الأسبوع الجاري، تجددت المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني ومليشيا التمرد والانقلاب الحوثية في عديد من جبهات مديرية نهم، حيث اتسعت رقعتها على نطاق واسع من الجغرافيا، حققت خلالها قوات الجيش الوطني تقدمات كبيرة في الميدان.
وتمكنت قوات الجيش الوطني، في الايام القليلة الماضية، من السيطرة على العديد من المواقع والمرتفعات الجبلية المهمة من الناحية العسكرية، والتي بسقوطها تعد خسارة فادحة تتلقها المليشيا الحوثية.
وطبقا لما أفادت مصادر عسكرية – انتصارات كبيرة حررت خلالها مناطق ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وسط انهيار دفاعات مليشيا الحوثي الإيرانية.
وتجددت المعارك السبت، إثر محاولات تسلل لمجاميع حوثية في جبهة المسيرة وقلب الميسرة، تمكنت قوات الجيش من افشال تلك المحاولات، وشنت هجوماً معاكس على مواقع المليشيا الحوثية، بإسناد من طائرات التحالف العربي التي شنت غارات غير مسبوقة في المديرية .
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش الوطني تمكنت خلال المعارك من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية التي كانت تتمركز فيها المليشيا الانقلابية في جبل يام، والحول، وبران، والفرع، باتجاه منطقتي قطبين، وضبوعة، وسط فرار جماعي لعناصر المليشيا الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أفشلت قوات الجيش الوطني محاولات تسلل للمليشيا الحوثية حاولت من خلالها التقدم في منطقة عيدة، بالمديرية ذاتها، وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
خسائر كبيرة في صفوف المليشيات
وذكرت مصادر متطابقة في العاصمة صنعاء، إن مشافي العاصمة استقبلت، خلال الأيام الماضية، عشرات القتلى والجرحى من مليشيا الحوثي سقطوا في المواجهات الدائرة بجبهة نهم.
وأوضحت المصادر أن عشرات الجثث وصلت إلى ثلاجات المشافي في صنعاء، بعض الجثث لم يعد بالإمكان التعرف على ملامحها.
واسقطت قوات الجيش أمس الأول، طائرة تجسس إيرانية، كانت تحلق فوق مواقع الجيش الوطني في الخطوط الأمامية.

ثلاث سنوات من المواجهات


منذ أن تمكن أبطال الجيش الوطني من الوصول إلى أطراف مديرية نهم في منتصف ديسمبر من العام 2015م، لم يتوانوا عن استرجاع ما ظنت المليشيا الحوثية الانقلابية أنها تحصيناتهم الأمامية للعاصمة، فكانت أيام ما بعد دخول المديرية حبلى بالانتصارات والملاحم البطولية، والتضحيات التي تقهر تضاريس الجغرافي وخدع العدو الانقلابي.
ومنذ أشهر والجيش الوطني يحاول التقدم باتجاه مركز مديرية نهم، ونقيل ابن غيلان الاستراتيجي، آخر تحصينات المليشيا الحوثية شرق صنعاء، الذي تحاول المليشيا جاهدة الحفاظ عليهما بحكم موقعهما الاستراتيجيين.
ويبعد هذان الموقعان الاستراتيجيان عن العاصمة صنعاء ما بين 20 إلى 30 كيلو متر، ومن خلال السيطرة عليهما ستكون عديدٌ من مديريات العاصمة تحت السيطرة النارية للجيش الوطني، وعددٌ من المعسكرات، إضافة إلى قطع ومحاصرة المليشيات الحوثية في جبهة صرواح والتي تمثل تهديداً مستمر للمدنيين ومعسكرات الجيش في مدينة مأرب والتي تصل إليها مقذوفات المليشيات بشكل يومي، قادمة من صرواح، غرب المدينة.
أختراق نوعي لدفاعات المليشيا
هجوم الجيش المفاجئ وكسره لمحاولات التسلل، والعملية المتزامنة في محاور المديرية، أربكت دفاعات المليشيات الحوثية، وأجبرها على الفرار من العديد من المواقع الاستراتيجية في ميسرة الجبهة وقلب الميسرة والوسط.
مصدر عسكري في المنطقة السابعة أكد لـ«أخبار اليوم» أن المواجهات مستمرة حتى فجر اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى اقتراب الاشتباكات من منطقة «المديد» المركز الإداري لمديرية نهم.
وأوضح المصدر –فضل عدم كشف هويته كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام- أن طائرات التحالف العربي تحلق بكثافة في سماء المنطقة، إلا أنها لم تنفذ غارات هجومية بسبب تداخل قوات الجيش الوطني مع مجاميع المليشيات الحوثية.
ولفت المصدر، إلى استمرار عمليات التقدم في جبهة قلب نهم، وجبهة الميمنة، وأن الجيش فرض سيطرته النارية على مواقع كانت تتحصن فيها المليشيات الحوثية.
انتصارات وهمية
من جهتها، زعمت المليشيات الحوثية أن مقاتليها حققوا انتصارات كبيرة في جبهة نهم، وبثت قناة المسيرة تقارير ومشاهد مصورة، قالت أنها لعمليات صدٍ لزحوفاتٍ نفذها الجيش الوطني في نهم.
وذكرت وكالة سبأ الخاضعة للمليشيات، أن مسلحي الجماعة، كبدوا قوات الشرعية خسائر كبيرة، وتمكنوا من تدمير معدات وآليات عسكرية ثقيلة، مشيرة إلى مصرع العشرات من ضباط وجنود الشرعية.
شهداء على أبواب صنعاء
من جهتها أكدت مصادر بهيئة الأركان العامة للجيش، أن عدداً من ضباط وجنود الجيش الوطني ارتقوا شهداءً في عمليات تقدم واقتحام في جبهة نهم خلال اليومين الماضيين.
وأشارت المصادر -في اتصال مع «أخبار اليوم»- إلى استشهاد 4 ضباط و8 جنود من قوات الجيش اليوم الأول، وإصابة آخرين جراح بعظهم خطيرة.
وأعلن العقيد/عبد الباسط البحر، رئيس شعبة التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز العسكري، استشهاد العميد الركن/طاهر حميد الشرعبي، ليلية الأحد، بقذيفة أطلقها الحوثيون أثناء عمله في نزع الألغام بجبهة نهم.
وأضاف البحر في تصريح لوكالة تركية، أن "العميد الشرعبي، كان يعمل رئيساً لشعبة الهندسة العسكرية في قيادة محور تعز (أعلى سلطة عسكرية في المحافظة).
وأوضح أن «الشرعبي، انتقل إلى جبهة نهم، قبل نحو شهرين، لمساعدة الجيش الوطني هناك في نزع الألغام التي زرعت بكثافة من قبل الحوثيين»
ولفت ناطق الجيش في تعز، بأن العقيد الشرعبي: «سبق أن شارك بنزع آلاف الألغام التي زرعها الحوثيون في عدة جبهات باليمن، بحكم خبرته الكبيرة في هذا المجال».
وبيّن أن "الشرعبي، كان من أوائل المنضمين للمقاومة الشعبية، التي واجهت الحوثيين في تعز، مطلع 2015م، وقتل أحد أولاده وجرح آخر ضمن قوات الجيش، في مواجهات مع الحوثيين".
جبهة مشتعلة


وتواصل قوات الجيش الوطني تقدمها الميداني في جبهات نهم المشتعلة، وسط إصرار على تحرير هذه المديرية التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، والتي تتميز بوعورة تضاريسها ومساحتها الكبيرة مقارنة بباقي مديريات صنعاء، ملقنة المليشيا الحوثية ضربات قاصمة.
وتكتسب مديرية "نهم" أهميتها الاستراتيجية من خلال سلسلتها الجبلية الوعرة التي تطل مباشرة على قلب العاصمة (تبعد عن أمانة العاصمة حوالي 50 كيلو مترا) كما أنها المدخل الشمالي لصنعاء على الحدود مع محافظة "الجوف" الشمالية الحدودية مع السعودية، إضافة إلى امتدادها الجغرافي إلى محافظة مأرب، المقر الرئيسي لوزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية.
ويرى محللون إن أهمية السيطرة على نهم، بشكل كامل تعني السيطرة على شبكة الطرق الرئيسة والفرعية الرابطة بين صنعاء والمحافظات الشرقية، ويضاف إلى تلك الأهمية أن المنطقة تقع ضمن خطوط التحصين الطبيعي للعاصمة وأكثرها تهديدا لها، معتبرين إن السيطرة على نهم من قبل قوات الجيش الوطني تعتبر "فاتحة لكسر بقية حلقات هذا الطوق، ومن الطبيعي أن تشكل أي خسارة لأي من طرفي الحرب مكسباً للطرف الآخر".
رد عملي على خروقات الحديدة
وتزامنت عمليات تقدم الجيش وتجدد المواجهات بشكل عنيف، في جبهات نهم، مع خروقات المليشيات الحوثية المتواصلة لاتفاق التهدئة التي رعته الأمم المتحدة الاسبوع الماضي بين الحكومة والانقلابيين، وتمخض عنه توقيع اتفاق التهدئة وانسحاب المليشيات من الموانئ والمدينة وتسليمها لقوات الأمن الحكومية.
ويرى محلولون أن اشتعال جبهة نهم، رداً عملي، على محاولات المليشيات لاستغلال الضغوط الدولية المتصاعدة على الحكومة الشرعية والتحالف العربي، لتحقيق مكاسب ميدانية على الارض، مستغلة الانحياز الواضح والمكشوف للمنظومة الدولية لصالح المليشيات وعلى راسها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، مارتن غريفيث.
ويرى الخبراء بأن تصاعد المواجهات في نهم، أنعكس سلباً على معنويات المليشيات الحوثية، وأفشل محاولاتها لأظهار اتفاق السويد كانتصار يحسب لها عسكرياً، في حين كانت الضغوط الدولية والوضع الانساني العامل الوحيد الذي أجبر الحكومة على الموافقة على الاتفاقية.
وبحسب ما يؤكد الخبراء، فإن أي انجاز كبير قد يحققه الجيش باقتحام مركز المديرية أو السيطرة على نقيل بن غيلان، سيسهم في إطلاق مرحلة جديدة ومختلفة في المسار السياسي والمشاورات المرتقبة نهاية يناير القادم، والتي قد يتغير إطارها لتشمل ملف خاص بالعاصمة صنعاء، كملف الحديدة، وما قد يقترح فيه ويناقش ككيفية استسلام المليشيا الحوثية، وانسحابها من المدينة ومؤسسات الدولة، وتسليمها للشرعية، مع ضمان الخروج الأمن لها والوصول إلى صعدة، واستئناف المرحلة الانتقالية من حيث انقلب عليها الحوثيين.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد