كيف أصبح البنك المركزي الجبهة الخطيرة في الحرب ومتى ترفع المليشيا قبضتها على القطاع المصرفي؟

2018-12-19 07:48:26 أخبار اليوم/ متابعات


يرى وسام قيد- المدير التنفيذي في مشروع حكومي لدعم المؤسسات الصغيرة- أن المصرف المركزي "أصبح أحد أخطر الجبهات في حرب اليمن".
وأضاف إن "معدلات القتلى جراء القصف والألغام والعمليات العسكرية بالآلاف (...) لكن أعداداً أكبر من اليمنيين قضوا نتيجة الفقر (...) بينما يجد المصرف المركزي نفسه في وسط" الأزمة.
وقال دبلوماسي شارك في المشاورات اليمنية التي جرت بالسويد لوكالة "فرانس برس" إن الحوثيين رفضوا أن يقوم المصرف المركزي اليمني في عدن بتولي عملية دفع الرواتب.
وشهد اقتصاد اليمن انكماشا بنحو 50 بالمائة منذ التدهور في النزاع في آذار/مارس 2015 حين تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة المعترف بها دولياً، ومن المتوقع أن ينكمش مجددا بنحو 40 بالمائة هذا العام، بحسب البنك الدولي.
وأضعف انهيار العملة، القدرة الشرائية لدى ملايين اليمنيين بينما يعاني القطاع الخاص من خسائر ومن إفلاس لدى العديد من شركاته التي تغلق أبوابها أو تقوم بطرد موظفين.
وفي أيلول،/سبتمبر الماضي، قال رئيس الوزراء/ معين عبد الملك، إنه يطمح إلى إعادة تصدير النفط وهو ما كان يسهم في تحصيل ثلاثة أرباع إيرادات الدولة.
لكن الخوف يعتري اليمنيين من وضع أموالهم في المصارف.
ويقول موظف خمسيني في مدرسة في عدن "المصارف غالبا ما تقول: ليس لدينا أموال. عودوا غداً، أو الأسبوع المقبل".
ويشكو أصحاب أعمال في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين من أنهم يعجزون عن استيراد البضائع لأن المصرف المركزي يطلب الدفع نقدا.
في المقابل، يقول رجال أعمال إن المتمردين يمنعونهم من فتح حسابات لتحويل أموال إلى المصرف المركزي في عدن.
وقال محافظ المصرف المركزي/ محمد زمام هذا الشهر، إن خمسة من موظفي الفرع في صنعاء فروا إلى عدن بسبب مخاوف على أرواحهم.
وأوضح- في مقابلة في الرياض- "نطلب من المتمردين أن يحيدوا القطاع المصرفي (...) فهذه الطريقة الوحيدة لإطعام الناس".
وأقرّ نائب محافظ البنك المركزي اليمني/ شكيب حبيشي، الأسبوع الماضي بأن المصرف يعاني لفرض سلطته على فروعه في المناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة، وبينها صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ 2014.
وتدير الحكومة المعترف بها دولياً البنك المركزي اليمني من عدن، عاصمتها المؤقتة، منذ 2016، بعدما اتّهمت المتمردين باستخدام أموال المصرف لتمويل أنفسهم.
وأدى نقل عمليات المصرف المركزي إلى عدن الى وجود مركزين ماليين يتعاملان مع عملة واحدة، الأول في المدينة الجنوبية، والثاني في صنعاء.
وتوصّلت أطراف النزاع الأسبوع الماضي إلى اتفاقات في السويد لوقف لإطلاق النار في الحديدة وعقد جولة جديدة من المحادثات الشهر المقبل، لكنها فشلت في التوافق حول كيفية دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كافة المناطق.
ويتوقّع المصرف أن تدخله ثلاثة مليارات دولار من دول مانحة بينها الكويت الإمارات قريبا لوضع حد للتضخم وتراجع العملة.
وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت السعودية إيداع ملياري دولار في المصرف المركزي، أضافت إليها في مطلع تشرين الأول/أكتوبر منحة بقيمة مئتي مليون دولار.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حربا مدمّرة بين الحكومة ومليشيا الانقلابيين الحوثيين منذ 2014، أدّت إلى أزمة إنسانية كبرى وضعت 14 مليون شخص على حافة المجاعة، لكنها دفعت أيضا العملة وقطاعات اقتصادية عديدة نحو الانهيار.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد