حملة اختطافات مسعورة بالحديدة تستبق فريق القبعات الزرقاء ومدفعية الحوثي تخرق الاتفاق

2018-12-19 07:59:20 أخبار اليوم/ متابعات


يتعرض اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غربي البلاد لخروقات عدة من قبل مليشيا الحوثي التي صعدت من حملات الاختطاف ضد المدنيين التي ترى أنهم مناوئين لإجراءاتها وعدوانها على المدن اليمنية..
وساد الهدوء مدينة الحديدة- أمس الثلاثاء- بعد اشتباكات "محدودة" أعقبت إعلان سريان وقف إطلاق النار بين الحكومة المعترف بها دوليا، ومليشيا الحوثيين.
وقال سكان محليون، الثلاثاء، إن الهدوء ساد أجواء وشوارع المدينة منذ صباح الثلاثاء، وبدأت الحياة تعود لدى السكان وسط حذر وترقب شديد من خرق الاتفاق.
وأعرب السكان عن أملهم في أن يتحول إطلاق النار إلى سلام دائم، في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين اليمنيين، إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية.
وكانت الأمم المتحدة، حددت منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء موعدا لبدء سريان الهدنة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين.
وعلى إثر ذلك، أعلن الطرفان التزامهما بوقف العمليات العسكرية، تنفيذاً لاتفاق السويد، الذي مضى على توقيعه قرابة أسبوعا كاملا.
وفي المقابل أفادت مصادر أن المدينة لم يسدها الهدوء التام، إذ اندلعت مناوشات محدودة بين طرفي القتال.
وأفاد مصدر عسكري للأناضول، مفضّلاً عدم ذكر هويته، إن اشتباكات جرت بالحديدة، واستمرت لنحو 15 دقيقة بعد ساعتين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ثم ما لبثت أن توقفت.
وأشار إلى أن هدوءاً حذراً يسود مواقع التماس بين الطرفين.
وذكر المصدر أن "الطرفين التزما بوقف إطلاق النار قبل حلول الموعد بأربع دقائق، ومن ثم عم الهدوء قبل أن تندلع الاشتباكات لـ15 دقيقة، ثم هدأت مجدداً.
وقبل سريان الاتفاق، اندلعت معارك عنيفة استمرت لنحو ساعة بالحديدة، تبادل الطرفان فيها القصف بالمدفعية الثقيلة، وصواريخ الكاتيوشا، ووفق سكان فإن انفجارات عنيفة دوّت من الأحياء الشرقية والجنوبية من المدينة.
وقال سكان محليون في مدينة الحديدة، غربي البلاد، إن إطلاق نار يتجدد بين حين وآخر جنوبي المدينة، بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والحوثيين حيز التنفيذ.
وذكر السكان في إفادات متطابقة إن إطلاق رشاشات سُمع بالقرب من مصانع إخوان ثابت جنوبي المدينة.
وقال مصدر عسكري حكومي إن الحوثيين خرقوا الاتفاق أكثر من مرة وقصفوا مواقع في الدريهمي جنوب شرقي المدينة، ومدينة حيس جنوبي محافظة الحديدة بالرشاشات والمدفعية الثقيلة.
وذكر المصدر أن إحدى القذائف سقطت على سوق للسمك في مدينة حيس، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي الغضون أفادت مصادر حقوقية في مدينة الحديدة، غربي البلاد، الثلاثاء، إن عناصر مليشيا الحوثي صعدوا حملة الاختطافات بحق المدنيين، منذ اتفاق السويد بين الأطراف اليمنية الخميس الماضي.
وذكرت المصادر أن الحوثيين رفعوا من حالة التأهب في المدينة الخاضعة لسيطرتهم قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار، فجر الثلاثاء، وأصبح أي شخص يعارض المليشيا هدفاً لها.
وأشارت إلى أن أي شخص لا بد أن يتعاون مع المليشيا، ويقدم للمسلحين عبارات الثناء والإطراء، رغم تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين، ونشر المدافع وسط الأحياء السكنية.
وبحسب شهود عيان فإن الحوثيين خطفوا مدنياً كان يقود دراجة نارية، فضّل -بحسن نية -ممازحتهم وهم يعززون من الدفاعات في إحدى النقاط.
وأفاد شاهد عيان بأن الحوثيين كانوا يضعون حاويات ممتلئة بالتراب عبر رافعة فوق أخرى، لإغلاق شارع صنعاء بالقرب من مستشفى الأمل.
وأضاف بأن سائق الدراجة كان يمر من جانبهم فقال لهم بلهجة محلية «ما شاء الله.. قدكم تبنوا الدور الثاني»، ليخطفه الحوثيون على الفور.
ووفق شهود آخرين، فإن مسناً كان يمر قرب شاحنة تفرّغ أكوام من التراب، فقال بصوت منخفض «شحول لكم الله بصاروخ»، ليسمعه مسلح حوثي، ثم خُطف إلى مكان مجهول.
وأوضحوا بأن أي شخص ينتقد الحوثيون فإن مصيره الخطف المباشر.
وسبق أن أبدت الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي، التزامهما قبل دقائق الالتزام بتطبيق الاتفاق.
وقال وزير الخارجية اليماني- في تغريدة له على موقع "تويتر"- إنه "التزامًا باتفاق الحديدة في مشاورات السويد، سيتم إيقاف إطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئها والصليف ورأس عيسى".
من جانب قال رئيس وفد المليشيا في مشاورات السويد/ محمد عبد السلام- في تغريدة أخرى- "نؤكد الالتزام (باتفاق ستوكهولم)، كما نجدد الموقف بخصوص تحديد إعلان وقف العمليات العسكرية في محافظة الحديدة".
واختتمت الخميس الماضي، جولة مشاورات بين طرفي النزاع اليمني، اتفقا خلالها على ملفي الأسرى والحديدة.
وتوصلا إلى تفاهمات حول ملف تعز، بينما أخفق الطرفان في التوصل إلى تفاهمات في ملفي الاقتصاد والبنك المركزي ومطار صنعاء.
ومن المتوقع أن يصل اليوم الأربعاء الجنرال الهولندي "باترك كاميت"، برفقة فريق أمني أممي، وذلك لتثبيت وقف إطلاق النار والإشراف على انسحاب مليشيا الحوثي من مدينة الحديدة ومينائها. وكذا الإشراف على الجانب الأمني والعسكري المتصل باتفاق الحديدة الذي أُعلن عنه يوم الخميس المنصرم، برعاية الأمم المتحدة التي اشترطت تواجداً لقوات من "اليونفل" وذلك للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
ويتساءل المراقبون عن إمكانية صمود اتفاق الحديدة في ظل استمرار خروقات المليشيا، وما إذا كان وصول جنود "اليونفل" أو أصحاب القبعات الزرقاء "الفريق العسكري والأمني" بقيادة الجنرال الهولندي المتقاعد "باترك" سيوقف هذه الخروقات وسيجبر مليشيا الانقلاب على الالتزام بتنفيذ ما تم الإعلان عنه يوم الخميس المنصرم.
وشكك كثير من المراقبين بتوقيع الحوثيين لملف الأسرى في مشاورات السويد التي انتهت يوم الخميس الماضي، وقالوا إن الحوثيين قدموا قائمة تتكون من 7500 اسم، بينما كانت قائمتهم السابقة تحوي 1800 اسم، وإن كثير من الأسماء هي لقتلى.
وقال المحامي/ عبدالرحمن برمان- في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»- إنه كان متفائلاً في التقدم الذي أحرزته المشاورات في ملف الأسرى «لكن سرعان ما تبدد هذا الأمل والتفاؤل لدي، عندما قدم الحوثي كشف ما يسمى بالأسرى (تطلق مصطلح اسير في النزاعات الدولية) يحوي 7500 اسم».
وأوضح بأن «هذا العدد مبالغ فيه جداً وهو دليل أن الحوثي قد وضع بهذا الكشف حجر عثرة في طريق تنفيذ الاتفاق».
وأضاف إن الحوثيين باشروا بعملية اعتقالات واسعة في جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم لإيجاد معتقلين جدد، ما يهدد بأن الجماعة ستعيد ملئ المعتقلات بالمختطفين ومقاضاتهم بأسراها الذين يسقطون في معارك القوات الحكومية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد