اتفاق الحديدة يترنح تحت خروقات الحوثيين والشرعية والتحالف يتأهبان لرد حاسم

2018-12-20 06:52:37 أخبار اليوم/ تقرير


مع بدء سريان الهدنة بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الانقلاب الحوثية في مدينة الحديدة غربي البلاد، المتفق عليها خلال مفاوضات السويد التي انتهت نهاية الأسبوع الماضي، واصلت مليشيا الانقلاب عادتها في خرق أي هدنة متفق عليها كعادتها مع أي هدنة سابقة.
ولا يزال وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في الحديدة، عند منتصف ليل الثلاثاء، ساري المفعول بالرغم من بعض الانتهاكات التي ارتكبها مسلحو الحوثيين.
· التحالف يحذر..
في السياق، اتهم تحالف دعم الشرعية في اليمن ميليشيا الحوثي الأربعاء بخرق اتفاق الهدنة في الحديدة، محذراً من انهيار وقف اطلاق النار في حال استمرت هذه الخروقات ولم تتدخّل الأمم المتحدة سريعاً.
وقال مصدر في التحالف لوكالة فرانس برس إن المتمردين خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء، مضيفاً "هناك مؤشرات على الأرض بأنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق".
وتابع المصدر- الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن القوات الحكومية اليمنية "ترد للدفاع عن نفسها عند الضرورة"، مضيفاً "سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات الأولية غير مطمئنة".
كما حذّر من أن الاتفاق قد "يفشل" بسبب هذه الخروقات وفي حال تأخرت بعثة للأمم المتحدة في بدء عملها على الأرض، موضحا "في حال استلزم الأمم المتحدة وقت طويل للدخول إلى مسرح (العمليات) فإنها ستفقد هذه الفرصة وسيفشل الاتفاق"، داعياً إياها "لمواصلة الحوار والضغط على قادة الحوثيين خلال هذه المرحلة".
يذكر أن اتفاق الحديدة الذي تم التوصل إليه في استوكهولم، نص على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة وموانئها. وبموجب الاتفاق، ستشرف اللجنة على "عمليات إعادة الانتشار والمراقبة. وستشرف أيضاً على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى" في المحافظة الواقعة في غرب اليمن.
ومن المفترض أن يقوم رئيس اللجنة بتقديم تقارير أسبوعية حول امتثال الأطراف بالتزاماتها.
وكانت المليشيات الحوثية خرقت وقف إطلاق النار المتفق عليه في السويد برعاية الأمم المتحدة، بعد ساعات من بدء سريانه، حيث قامت المليشيات بقصف مستشفى 22 مايو والعديد من المصانع بقذائف الهاون والصواريخ، بحسب ما أفادت وكالة "وام" نقلاً عن مصدر في الجيش.
وقال المصدر إن الهجوم الذي شنته المليشيات خلف دمارا هائلا في مختلف أقسام مستشفى 22 مايو ومنشآته، كما أدى إلى تدمير كامل للمصانع التي تم استهدافها سابقا قبيل بدء وقف إطلاق النار في الحديدة.
وذكر المصدر أن هذا الخرق يؤكد أن الحوثيين غير معنيين بإنجاح هذا الاتفاق والسير قدما في المباحثات خلال الجولات المقبلة وصولا إلى حل سياسي للأزمة.
كما أكد أن استهداف البنية التحتية الإنسانية والاقتصادية يظهر بشكل جلي بأن توقيع المليشيات على اتفاق السويد لم يكن إلا هروباً من الضغط العسكري المتواصل الذي فرضته قوات التحالف على المليشيات، ما جعلها تتعامل مع وقف إطلاق النار من منطلق إعادة ترتيب قواتها وتخفيف آثار الخسائر التي تكبدتها خلال الفترة الماضية.
ودعا المصدر الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف صارم تجاه سلوك المليشيات والإعلان عن روقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، وعدم التغافل عنها لضمان مواصلة المسار السياسي.
وبموجب الهدنة في الحديدة، سينتشر مراقبون دوليون في الحديدة وستنسحب جميع القوات المسلحة منها في غضون 21 يوما من بدء الهدنة.
· رصد..
وأعلنت خلية التنسيق بمركز العمليات المتقدم لمحور الحديدة أنها رصدت قيام مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، باختراق الهدنة التي بدأ تطبيقها منذ الثلاثاء في أكثر من ست جبهات، موضحة أن المليشيا الحوثية اخترقت في محور الحديدة الهدنة بإطلاق مقذوفات على مديرية الدريهمي وكيلو (10) من قرية العيسى شمال الحديدة ولم يتم الرد عليها من قبل الجيش الوطني التزاما بالهدنة.
كما اخترقت المليشيا الهدنة في أربع جبهات، في مديريات (حيس ـ الفازة ـ التحيتا ـ الجبلية)، حيث تم رصد إطلاق المليشيا ٤٥ قذيفة هاون على الجبلية لوحدها دون رد من قبل الجيش الوطني التزاما بالهدنة المتفق عليها.
· تبادل الاتهامات..
وفي الوقت ذاته، تبادل الطرفان المتحاربان في اليمن الاتهامات بخرق الهدنة في الحديدة والتي توسطت فيها الأمم المتحدة لتجنب شن هجوم شامل على المدينة الساحلية المحورية لدخول إمدادات الطعام والمساعدات إلى البلاد ولتمهيد الطريق لإجراء محادثات سلام.
وقال سكان في الحديدة إن عمليات قصف اندلعت في وقت متأخر- يوم الثلاثاء- وهو اليوم الأول للهدنة واستمرت لما يقرب من ساعة في الضواحي الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة الحوثيين. وخيم الهدوء على المدينة التي تمثل شريان حياة لملايين الأشخاص يوم الأربعاء.
· المليشيا تستعد..
إلى ذلك، واصلت جماعة الحوثي الانقلابية حفر الخنادق، وإنشاء السواتر والحوجزي في عدد من شوارع مدينة الحديدة، خلال اليومين الماضيين، موضحة صور نشرها الصحفي "بسيم الجناني"، قيام الجماعة بقطع عدد من الشوارع الرئيسية، وجلب مزيد من الحاويات والسواتر الترابية إلى وسط المدينة.
· توعد برد حاسم..
ومع استمرار خروقات المليشيا الحوثية في مدينة الحديدة، توعد المتحدث باسم ألوية العمالقة التابعة للجيش الوطني اليمني في الحديدة وضاح الدبيش، الحوثيون برد حاسم في مدينة الحديدة، حال إفشالهم جهود السلام واتفاق مشاورات السويد.
وأكد الدبيش- في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية- التزام الجيش الوطني بتوجيهات قياداته العسكرية ممثلة بالقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحرصاً على إنجاح الجهود الرامية لتحقيق السلام وحقن دماء الشعب اليمني.
وأشار إلى أن قوات الجيش ردت الثلاثاء، على مصدر النيران للحوثيين بالحديدة وأوقفها، مؤكد مراراً وتكراراً أننا لن نقف مكتوفي الأيدي ما لم يتم الضغط على المليشيات بإيقاف الاختراقات.
وأضاف، في حال إفشال المليشيا الانقلابية للجهود الرامية لتحقيق السلام واستمرار الخروقات فإن ردنا سيكون حاسماً وهو ما لن يتوقعه أحد ولن يستطيع أحد إسعاف المليشيا هذه المرة.
وأوضح أن المليشيا في الدقائق الـ11 من بدء سريان وقف إطلاق النار مارست اختراقاتها للهدنة وقامت بقصف هستيري وعشوائي على حي الربصة (غربي الحديدة) وحي سبعة يوليو وشارع الخمسين وشرق الدريهمي ومديرية حيس،.
وذكر أن مليشيا الحوثي تبعث بخروقاتها رسالة كافية إلى المجتمع الدولي بأنها غير مكترثة وغير ملتزمة بأي اتفاقات دولية، ومستمرة بانقلابها وغير معترفة بلغة السلام إطلاقا، محذرا المجتمع الدولي من مغبة صمته إزاء استمرار الحوثيين في خروقاتهم.
· اجتماع مغلق..
ومن المقرر أن تعقد الأمم المتحدة اجتماعا بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة- يوم الأربعاء- لبحث سحب القوات من مدينة الحديدة وثلاثة موانئ بموجب اتفاق الهدنة الذي تم إبرامه خلال المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في السويد الأسبوع الماضي، وهي الأولى منذ أكثر من عامين.
· قرار مراقبة وقف إطلاق النار..
في السياق، يدرس مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بشأن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة – وفقا لما نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيون أكدوا أيضا: إن مجلس الأمن الدولي يدرس مشروع قرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر بشأن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الطرفان في مدينة الحديدة الميناء الرئيسي في اليمن.
واتفقت الحكومة اليمنية والانقلابيين الخميس الماضي على وقف القتال في الحديدة المطلة على البحر الأحمر وسحب القوات بعد أسبوع من محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد.
وحسب الوكالة وزعت بريطانيا مشروع القرار لدعم الاتفاق على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يوم الاثنين. ولم يتضح متى سيتم طرحه للتصويت.
ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وألا تستخدم الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض (الفيتو).
وتطلب المسودة التي اطلعت عليها رويترز من جوتيريش تقديم مقترحات بشأن ”كيف ستدعم الأمم المتحدة اتفاق ستوكهولم بناء على طلب الطرفين بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، عمليات مراقبة وقف إطلاق النار ونقل قوات الطرفين من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ”.
كما تريد أن تعرف كيف ستلعب الأمم المتحدة دورا رائدا في دعم مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية في إدارة موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والتفتيش فيها، وكيف ستعزز الأمم المتحدة وجودها في تلك المناطق.
وكان مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث قد قال لمجلس الأمن يوم الجمعة إن هناك حاجة ملحة لنظام مراقبة قوي في الحديدة للإشراف على الامتثال. وقال إن الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت سيقود عملية المراقبة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين يوم الاثنين إن عملية المراقبة التي يقودها كاميرت ستقع تحت سلطة جريفيث. وأضاف أن العمل على التفاصيل اللوجستية والأمنية مستمر.
وقال دوجاريك ”ستكون جزءا من التفويض الحالي لجريفيث.. هذه ليست مهمة لحفظ السلام. لن تكون مسلحة“. وأردف قائلا ”نتطلع إلى دعم قوي جدا من مجلس الأمن“.
ويدعو مشروع القرار ”جميع أطراف الصراع إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لتسهيل دخول الإمدادات التجارية والإنسانية دون عوائق بما في ذلك المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها من الواردات الأساسية والعاملين في المجال الإنساني إلى البلاد وعبرها“.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد