وسط مخاوف من انعكاسات التوجه الإماراتي في دمشق على صنعاء..

كيف سيواجه التحالف العربي المشروع الإيراني في اليمن ويقويه في سوريا؟

2018-12-31 07:05:52 أخبار اليوم/ تقرير خاص


تساؤلات برزت إلى الواجهة حبلى بمخاوف من انعكاسات المتغيرات الخليجية والعربية تجاه نظام بشار الأسد..
هذه التساؤلات أثارها إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق بعد سنوات من موقفها المناوئ لنظام بشر الأسد والتنديد بجرائم النظام السوري والإيراني بحق الشعب السوري، والتحذير من توغل المشروع الفارسي الطائفي في سوريا، خشية ما قد يترتب جراء هكذا تغيير مفاجئ في التوجه الإماراتي، على الحرب في اليمن إذا ما وضع في الاعتبار بأن مليشيا الحوثي الانقلابية تعتبر نفسها في محور واحد مع نظام بشار الأسد. الأمر الذي يمثل- على المدى القريب- خطورة كبيرة على اليمن ومحيطه الإقليمي في ظل التراخي في التعامل مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران والذي تمثل أحد أدوات المشروع الإيراني في المنطقة.
واعتُبرت المتغيرات الخليجية تجاه نظام بشار الأسد تعطي تفسيراً واقعياً ومنطقياً لعدم جدية التحالف في حسم المعركة وإنهاء الانقلاب باليمن لحسابات سياسية اعتبرتها الحكومة اليمنية- في تصريحات صحفية سابقة- بأنها- أي إطالة المعركة- تخدم المشروع الإيراني، وأن عدم تمكين الحكومة اليمنية من إدارة المدن المحررة، ينعكس سلباً لصالح المشروع الإيراني، وبما يضمن بقاء المليشيا كقوة سياسية فاعلة في الساحة من جهة في حين تستمر سياسة إضعاف الشرعية من جهة ثانية وعدم تمكينها من المناطق المحررة،
ووفقاً لمتغيرات المواقف تجاه نظام بشار فإن المخاوف تتزايد لدى الحكومة اليمنية والقوى السياسية من أن تشهد الفترة القادمة- وحتى إن كانت معطياتها القانونية صعبة في الوقت الراهن- فتح نافذة تواصل مباشر لبعض دول المنطقة والمشاركة في التحالف مع مليشيا الحوثي. وبما يجعل من مسألة عدم حسم المعركة عسكرياً أمراً غير وارد لدى دول وأطراف في التحالف.
وحول هذه المخاوف والمعطيات يرى المحلل السياسي/ عبدالناصر المودع بأنه ليس هناك من علاقة مباشرة بين موقف الإمارات من سوريا وموقفها مما يحدث في اليمن، ولكن المناخ العام في المنطقة سينعكس على الأوضاع في اليمن، ومن ذلك، الموقف من مليشيا الحوثيين والذي تزايدت الدعوات العلنية والسرية من قبل دول مهمة في العالم إلى التعامل معهم كحقيقة على الأرض بمعنى إشراكهم في السلطة بشكل أو بآخر.
التحالف أفشل الحملة العسكرية..
ويوضح المودع- في تصريح خاص لـ "أخبار اليوم"- بأن هذه القناعة وصلت لهذه الدول بعد أن فشلت الحملة العسكرية من هزيمة مليشيا الانقلاب باليمن بعد ما يقارب الأربع سنوات من الحرب، وهو الفشل الذي تتحمله دول التحالف والتي دخلت الحرب بدون رؤية واضحة وأهداف واقعية وحلفاء فعالين، ووسائل خاطئة حد تعبيره.
كما حمّل الأطراف اليمنية مسؤولية الفشل، كونها لم تظهر مشروعا وطنيا جامعا في مواجهة مليشيا الحوثيين وفي التعامل مع دول التحالف.
وأشار إلى أن اتفاق الحديدة برهن على هذا الفشل حين أجبر العالم دول التحالف على وقف هجومها على الحوثيين بالمدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، لافتا بأن ذلك يعني أن العالم لن يسمح بمعارك كبيرة تقترب من المراكز السكانية الكبيرة وهو ما يصب في مصلحة الحوثيين.
وأضاف انه ما لم يحدث أمر غير متوقع فإن الجولة الحالية من الحرب كسبها الحوثيون كونهم لم يهزموا رغم توفر الظروف لهزيمتهم.
تحوّل الدور الإماراتي إلى خطر يهدد العرب!
من جانبه علق المحلل السياسي اليمني/ ياسين التميمي، الانفتاح الدبلوماسي الإماراتي على نظام بشار الأسد من خلال إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد سنوات من الوقوف ضد جرائم النظام السوري والإيراني بحق الشعب السوري.
واعتبر التميمي- في تصريح لـ "أخبار اليوم"- هذا الانفتاح الإماراتي على سورية- أهم حلفاء إيران في المنطقة- يقلل إلى حد كبير من منسوب الثقة ليس فقط بالمهمة الإماراتية في اليمن بل أيضا بمهمة التحالف، وحتى وان لم يبدوا بان هناك أثر مباشر على المهمة العسكرية الإماراتية في اليمن.
وقال إن هذا التوجه سيولد إحباطاً كبيراً لدى أنصار الشرعية الذين يخوضون معركة واحدة لطالما عملت الإمارات على تكريسها باعتبارها مواجهة ضد إيران ونفوذها حد تعبيره.
وأوضح بأن الإمارات جزء من مخطط دولي يتخطى حدود المصالح العربية والثوابت التي تجمع الأمة، ويتحول في أحيان كثيرة إلى جزء من التهديد الخطير الموجه للأمة ومصالحها، مشيراً الى أن الإمارات تعود اليوم إلى سورية ضمن هذا المخطط الذي يهدف إلى تعقيد المشهد السوري ضمن المرحلة المقبلة، ومحركها الأساسي هو الحقد على الترتيبات الثلاثية التركية الروسية الإيرانية، والتي تحقق جانباً من أهداف حماية الأمن القومي لتركيا، خصوصاً بعد انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من شرق الفرات.
وأوضح التميمي بأن رجال الأعمال الإماراتيين كانوا السباقين في التواجد بالعاصمة السورية دمشق، ومعظمهم يحتفظ بعلاقة شراكة اقتصادية قوية مع إيران، ويريدون أن يكونوا جزءاً من إعادة الإعمار، ما استدعى هذا الإجراء السياسي المنفرد الذي تم خارج الإجماع الخليجي، والذي يتنافى مع الادعاءات الإماراتية بأنه جزء من المشروع العربي المواجه للنفوذ الجيوسياسي الإيراني في المنطقة.
لا ثوابت لدى الإمارات ثمة مصالح!
وتابع: لم تعد هناك ثوابت واضحة للسياسات الإماراتية سوى ثابت واحد وهو كراهية الإسلام والتيارات السياسية الإسلامية في المنطقة، وهي صفقة أنجزتها مع الغرب، وضمنت من خلالها هذه المظلة التي تمارس تحتها أعمالاً تخريبية في بلدان عديدة بينها بلادنا اليمن.
وأشار إلى أن أكثر ما يثير الريبة من الخطوة الإماراتية هذه، أنها تمت على الرغم من التحفظ السعودي، الأمر الذي يولد الأسئلة عما إذا كانت هذه الخطوة منسقة، خصوصاً في ظل الخطوة البحرينية المماثلة تجاه النظام السوري، وهما حليفان قويان للرياض.
وحول ما إن كان وارداً عودة العمل الدبلوماسي لبعض دول الخليج المشاركة في التحالف إلى صنعاء التي لازالت تحت سيطرة مليشيا الحوثي.. استبعد التميمي هذه الخطوة كونها الآن غير منطقية، لأنها إن تمت فهذا يعني أن خيار هذه الدول سيكون واضحاً وهو التعاطي مع الانقلابيين وإهمال السلطة الشرعية، وهو أمر يصعب استيعابه في ظل تعقيدات المشهد اليمني.
وقال إن خطوة من هذا النوع ستشكل هدية العام الجديد لإيران التي سيكون من حقها أن تعلن انتصارها في معركة اليمن التي لم تكن جزء ميدانياً فيها.
هل تطيح الإمارات بالرئيس؟
وأوضح بأن سياسية التحالف واضحة تجاه السلطة الشرعية، فالمعركة في اليمن تبدو عملية تصفية حسابات مع القوى السياسية التي نهضت بثورة الحادي عشر من فبراير في اليمن، على الرغم من الادعاء بأن هدف التدخل العسكري لهذا التحالف يستهدف دحر الانقلاب وهزيمة الأدوات الإيرانية.
وأردف: ليس هناك أية ضمانات أخلاقية بأن مهمة التحالف قد تنتهي إلى ترتيبات سياسية، مرضية للشعب اليمني، فهذا التحالف لديه سيناريو أسود لمستقبل اليمن من أبرز ملامحه التقسيم والتقزيم والنكوص السياسي إلى مرحلة جديدة من الشمولية.
وأفاد بأن هكذا مواقف خليجية متقلبة على الحرب في اليمن تشجع على اتخاذ خطوات جريئة أخرى فيما يتعلق بالشأن اليمني، لكن ليس باتجاه إنهاء الحرب لصالح الحوثيين مثلاً، بل من خلال اعتماد السياسات غير المعلنة، وفي المقدمة منها الخلاص من رأس السلطة الحالية ودعم تمرد الانفصاليين وتثبيت واضع سياسي متصارع في اليمن حد قول التميمي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد