مدير عام المديرية العميد/ علي سراج في لقاء خاص مع "أخبار اليوم"

مشروع الدمار لميليشيات الحوثي تجسد في ميدي، ونعمل لإعادة إعمارها بدعم من التحالف العربي

2019-01-06 07:35:47 أخبار اليوم/ لقاء خاص


شكل تحرير مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة، والواقعة على الساحل الغربي الشمالي لليمن، والمحاذية للمملكة العربية السعودية براً وبحراً، شكل ضربة موجعة لميليشيا الحوثي الانقلابية، بعد أن استكملت قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف، بداية إبريل من العام المنصرم، سيطرتها بشكل كامل على مدينة ميدي الساحلية ومينائها الاستراتيجي الواقع على البحر الأحمر، وصولاً إلى تطهير باقي قرى وعزل المديرية.
و بحسب خبراء عسكريين، فإن تحرير ميدي، يعني قطع الشريان الرابط بين معقل الحوثيين في صعدة والساحل الغربي، وخسارة منفذ مهم من منافذ تهريب السلاح والعتاد العسكري، والخبراء والمستشارين الإيرانيين عبر البحر، كما يتيح للجيش اليمني التقدم شرقاً وجنوباً.
وفي سبيل الحفاظ على هذه المنطقة الاستراتيجية، فقد خسر الحوثيون الكثير من قياداتهم وعناصرهم، والذي لم يدم طويلاً، وقبل انهزامها وطردها عمدت إلى تدمير المدينة وتفخيخ المديرية براً وبحراً بآلاف الألغام والعبوات الناسفة، التي تهدد حياة المدنيين.
"أخبار اليوم" وفي أول لقاء مع مدير عام مديرية ميدي العميد/ علي سراج، تناولت معه في هذا اللقاء أوضاع المديرية وكيف حولتها الميليشيات الحوثية إلى ركام؟، ورؤيتهم في إعادة الحياة إليها، وإعادة سكانها ... إلى التفاصيل:
- صف لنا حجم الدمار الذي لحق بمدينة ومديرية ميدي من قبل الميليشيات الانقلابية؟
* أولاً: أشكر صحيفتكم الموقرة على اهتمامها بقضايا المديرية، وفي الحقيقة ما الذي تتوقعه من ميليشيات جعلت من الموت شعارا لها، غير الهلاك للأرض والإنسان، وهو ما جسدته للميليشيات عمليا في ميدي التي دمرتها بالكامل، خاصة المدينة التي لا يوجد فيها شبرٌ لم تدمره ميليشيات الحوثي الإرهابية، ومهما وصفت لكم فلكم ان تتخيلوا مدينة كانت عامرة بالحياة وباتت مدمرة بالكامل.

- عقب تحرير المديرية من الميليشيات تم الكشف عن حجم مهول من الألغام التي زرعها الحوثيون بالمديرية ... ما تقديراتكم للألغام التي تم زراعتها؟ وهل تم نزعها بالكامل؟ وما المخاطر المترتبة على المدنيين؟ وما خطتكم لتأمين المديرية أمام المواطنين؟
* جريمة زراعة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الانقلابية مهولة بشكل لا يتصور، فحتى الآن تمكنا من انتزاع أكثر من 10 ألف لغم وعبوة ناسفة، والمتبقي منها مثلها وربما أكثر، ونحن على تواصل مع الأخوة الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية؛ لإرسال فريق من برنامج "مسام" لنزع الألغام، والحمد لله هناك تجاوب من قبلهم وسيباشر فريقهم العمل في القريب العاجل.
وقبل استكمال تحرير المدينة تمكنت الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني من انتزاع قرابة 6 آلاف لغم من أطراف مدينة ميدي، بينها (2616) ألغام عربات، و(2268) لغم فردي، و(232) عبوة ناسفة، و(654) دواسات، و(32) لغم مضلي، و(40) لغم بحري، و غالبية هذه الألغام إيرانية الصنع.
و نظرا لكثافة الألغام التي تشكل خطورة على حياة المدنيين، فإن عودة الأهالي إلى منازلهم غير ممكنة في الوقت الراهن، حتى يتم تأمينهم من مخاطرها.
- فيما يتعلق بخطة إعادة الإعمار .. ما الذي تم إنجازه بهذا الشأن وماذا تشمل؟ وكم من الوقت الذي تتطلبه حتى إكمالها؟
* منذ الوهلة الأولى لتحرير المديرية عملنا بالتنسيق مع قيادة المحافظة على البدء في هذا الجانب، وقد تم نزول فريق من المهندسين المكلفين من قبل الأخوة الأشقاء في التحالف العربي لتقيم ما لحق بالمدينة من دمار، والذي سيتم رفعه إلى الجهات المختصة بهذا الجانب، ونبشر أبناء المديرية بأن بدء العمل في إعادة الإعمار في القريب العاجل، بعد استكمال أعمال نزع الألغام منها.
- كم تقدرون عدد النازحين من أبناء ميدي؟ وما الذي يمكنكم تقديمه لهم لمعالجة أوضاعهم الانسانية الصعبة؟ وما الأسباب التي أدت لنزوح معظم أبناء المديرية؟
* يمكن القول بأن أبناء المديرية تم تهجيرهم بالكامل، بعد أن حولتها الميليشيات لساحة حرب مفتوحة لها، ومنذ أن تم تحرير المديرية من المتمردين بدأ عدد من أبناء قرى "الجعدة وبني فايد" بالعودة إلى منازلهم، إلا أن الألغام لاتزال حائلاً أمام عودة أهالي باقي المناطق خاصة سكان المدينة.
وكما ذكرت سابقا، فقد أجبرت الميليشيات المواطنين للنزوح من منازلهم نتيجة استخدام الحوثيين لمنازلهم دروعاً بشرية.
- ما خطتكم لهذا العام لمعالجة ما خلفته الميليشيات الانقلابية من دمار للأرض والإنسان؟
* خطتنا تتركز على إعادة الثقة للمواطن، من خلال تطبيع حياتهم وتهيئة الأجواء الآمنة والمستقرة لهم بمختلف الجوانب، وفي مقدمة ذلك تطهير المديرية من الألغام، وإعادة الإعمار، وتوفير الاحتياجات الأساسية للأهالي، وقد نسقنا مع متعهد "تاجر" لتوفير البضائع والمشتقات النفطية للمواطنين المتواجدين حاليا في بعض المناطق، والحمد لله بدأت الحياه تعود فيها بعد توفير احتياجاتهم من داخل المملكة العربية السعودية عبر المتعهد.
- فيما يتعلق بالجزر وسكانها .. ما الذي قدمتموه لهم من خدمات حتى الان؟ وكيف ترون مخاطر الألغام التي زرعتها الميليشيات في البحر وخاصة المياه الإقليمية؟ ومن يتحمل مسؤوليتها برأيك؟
* تشكل الجزر مناطق مهمة محليا وإقليميا كونها كانت تستخدم من قبل الميليشيات مواقع لتهديد خط الملاحة الدولي، كما لم نغفل احتياجات السكان في جزيرتي الفشت وبكلان، والذي قدمت لهم جملة من الخدمات الغذائية والصحية والمستلزمات التعليمية من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة، والذي لايزال يواصل تقديم خدماته للمواطنين، ونثمن هذا الدور الإنساني البارز للمركز.

- كيف تقيمون مستوى الدعم والمساندة لكم من قبل التحالف العربي؟
* أقل ما يمكن وصف الدعم العسكري والإنساني والتنموي للإخوة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة بأنه "سخي وكبير"، ولذا لن نفيهم حقهم بكلمات الشكر، وسيظل هذا الموقف خالدا في ذاكرة اليمنيين.
وأشير هنا إلى جزء من هذا الدعم في الجانب الإنساني والتنموي المقدم من التحالف العربي، حيث تم إنشاء معسكر إيواء لاستقبال أي نازح سواء من ميدي أو حرض أو حيران، وذلك في قرية الجعد التابعة لميدي، كما تم إعادة تأهيل وترميم الوحدة الصحية في قرية الجعدا، وتزويدها بمرافق جديدة، ويجري حاليا استكمال تزويدها بالأجهزة الطبية مثل مختبرات وكشافات حديثه، وأقسام توليد وعمليات وأقسام معاينة.

- وما مستوى تعاون قيادة المحافظة مع خططكم وبرامجكم؟
* هناك تعاون كبير وفعال من قبل السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأخ المحافظ اللواء الركن/ عبدالكريم السنيني، الذي يولي المديرية أهمية كبيرة، وما تم انجازه لم يكن لولا وجود هذا التعاون والتنسيق المثمر، ومن أبرز ما قامت به قيادة المحافظة مؤخرا، النجاح في استخراج توجيهات من الحكومة الشرعية لصرف مرتبات موظفي الدولة في المديريات المحررة "ميدي وحيران" لسبعة أشهر، والتي يجري العمل لإعداد آلية للصرف بما يكفل وصولها لهم دون عراقيل، والتنسيق مستمر في كافة الجوانب، فلهم منا كل الشكر والتقدير.
- ما الحل الأنسب برأيك لإنهاء معاناة أبناء الشعب في ظل الاوضاع الراهنة؟ وهل ترى أن الحوار مع الميليشيات سينجح؟
* لا حل لمعاناة الشعب اليمني إلا بإنهاء أسبابها المتمثلة بـ"الانقلاب" وميليشياته التي لا تعترف بالحوار بقدر ما تتخذ منه مراوغة لاستعادة قواها، كما عرفت منذ ما قبل انقلابها لم تلتزم بأي اتفاقات أو مواثيق، ولذا لا حل إلا بالحسم العسكري، لإنهاء معاناة اليمنيين والحفاظ على أمن اليمن ودول المنطقة والعالم أجمع، لما تمثله هذه العصابات من تهديد للأمن المحلي والإقليمي والدولي.
- رسالتك لأبناء المديرية وخاصة النازحين منهم؟
* أقول لهم بأن علينا أن نتمسك بالأمل، وأن بعد الصبر يأتي الفرج، وعقب هذه المحن والمآسي ستعود الحياة ومعها الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء، كما أؤكد لهم بأننا في قيادة المديرية والسلطة المحلية بالمحافظة وقيادة الشرعية، نشعر بحجم المعاناة التي تجرعوها جراء تسلط الميليشيات الانقلابية، ولن ندخر أي جهد في جبر خواطرهم ومعالجة أوضاعهم وفق الإمكانات المتاحة، وبتعاون ومساندة الأشقاء في التحالف العربي، وأول خطوة تمت في هذا الاتجاه إزالة السبب الرئيسي في معاناة المواطنين ممثلا بالميليشيات، والذي بزواله ستعود الحياة إلى طبيعتها بإذن الله.
- كلمة أخيرة؟
* إن كان من كلمة هنا فهي أولاً لأبطال الجيش الوطني، الذين يذودون عن الوطن ويدافعون عن الثورة ومكتسباتها، كما هي للقيادة السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق/ علي محسن الأحمر، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ معين عبدالملك، الذين يقودون معركة شرسة مع كافة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا.
و نؤكد عبر صحيفة أخبار اليوم، بأننا سنضل جنوداً أوفياء لشعبنا ووطننا وأمتنا، حتى يتحقق الأمن والرخاء والتنمية والاستقرار.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد