اعتبر مراقبون سياسيون تصريحات رئيس الجمهورية، المشير/ عبدربه منصور هادي، حول اتفاق الحديدة، خلال لقائه بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وتصريحات وزير الخارجية، خالد اليماني، خلال لقائه بسفراء الدول الـ "18" بالسعودية، حول ذات الاتفاق، تأكيد بفشل هذا الاتفاق واستحالة تنفيذه على أرض الواقع في ظل تعنت مليشيا الانقلاب، وتملصها من كل الاتفاقات، مشيرين إلى أن تصريح الرئيس هادي ووزير الخارجية بمثابة تشييع وإعلان فشل الاتفاق. الأمر الذي يوجب على الشرعية والتحالف لسرعة اتخاذ قرار الحسم العسكري بعيداً عن أي ضغوطات.
وأكد المراقبون أن مليشيا الحوثي استفادت خلال الفترة التي تلت مشاورات السويد، وتمكنت من حشد عدد كبير من المقاتلين، وحفر الخنادق والمتارس، كما تمكنت من استلام كمية كبيرة من الأسلحة وصلت من إيران عبر البحر، ما يؤكد أن المليشيا استغلت هذه الفترة كهدنة قصيرة لملمت صفوفها وحشد مقاتليها.
وكان رئيس الجمهورية، المشير/ عبدربه منصور هادي، التقى يوم أمس الثلاثاء، بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لبحث مساعي السلام وتنفيذ اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري.
وقال هادي -حسبما أوردته وكالة الأنباء «سبأ» -إن الحكومة قدمت تنازلات قابلها الحوثيون «بصلف وتعنت وتمرد على كل الاتفاقات والتفاهمات كما هو عهدهم، وآخرها ما يتصل بميناء الحديدة ومسرحية الانقلابيين في هذا الإطار».
وذكر أن الحوثيين لم يلتزموا باتفاق الأسرى والمعتقلين والمحتجزين. مؤكداً استعداد الحكومة بإعادة فتح الرحلات الداخلية في مطار صنعاء.
من جهة، قال غريفيث «إن المجتمع الدولي يراقب عن كثب الوضع في الحديدة وخطوات تنفيذ بنود اتفاق السويد، وهذا ما نقلناه مباشرة للحوثيين، وأهمية إيفاءهم بتلك الالتزامات رغم تجاوزنا لمواعيدها المزمنة».
ووفق الوكالة فإن المبعوث الأممي، أكد مواصلة مساعيه في هذا الصدد وبمساعدة الفريق الميداني المعني بتطبيق بنود اتفاق السويد.
من قال وزير الخارجية اليمني/ خالد اليماني- يوم أمس الثلاثاء- إن اتفاق ستوكهولم بين الأطراف اليمنية تعثّر تنفيذه حتى الآن، معوّلاً على سفراء مجموعة الـ18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، الضغط على جماعة الحوثيين في تنفيذ الاتفاق.
جاء ذلك خلال اجتماعه بسفراء الدول الـ18 لدى اليمن في العاصمة السعودية الرياض، وفق وكالة الأنباء الحكومية «سبأ».
وتطرق إلى خروقات الحوثيين لوقف إطلاق النار في مدينة ومحافظة الحديدة، غربي اليمن، وإعادة تموضع قواتهم وحفر الخنادق وإنشاء الحواجز الترابية واستغلال وقف إطلاق النار في تعزيز مواقعهم العسكرية.
وشدد على ضرورة تنفيذ اتفاقات ستوكهولم من خلال إطار زمني واضح ومعلن قبل المضي قدما لعقد جولة جديدة من المشاورات.
ولفت إلى إن التعثر في تنفيذ اتفاق الحديدة سينعكس على موقف الحكومة من المشاورات القادمة.
وطالب اليماني بإيضاح آليات عمل الأمم المتحدة في تنفيذ الاتفاق بصورة رسمية إلى الحكومة اليمنية لدراستها وتحديد الموقف منها.
وشدد على إن اتفاق ستوكهولم واضح وصريح ولا يحتمل التأويل أو التفسير وخاصة فيما يتعلق بالتأكيد على أن مسئولية الأمن في الموانئ ومدينة الحديدة، الذي تقع على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني وضرورة احترام المسارات القانونية للسلطة.
وفي السياق يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة يستمع خلالها إلى لإحاطة، سيقدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث حول الاتفاقات التي توصّل إليها في السويد كلاً من ممثلي الحكومة الشرعية وممثلي مليشيا الانقلاب، وجهوده الرامية لتنفيذ هذا الاتفاق الذي يبدو أنه قد تعثر.
وخلال جلسة الأربعاء من المقرّر أيضاً أن يقدّم مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية، تقريراً إلى مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في اليمن، بحسب الوكالة الفرنسية "فرانس برس".