اتهم مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة/ عبد الله السعدي، مليشيا الحوثي بعرقلة تنفيذ الانسحاب من الموانئ ومدينة الحديدة، واستحداث 109 حواجز ترابية جديدة وحفر 51 خندقا إضافيا مما يزيد من صعوبة تحرك المواطنين في المدينة ويعيق إيصال المساعدات الإغاثية.
وجدد السفير السعدي- خلال كملته في مجلس الأمن مساء يوم الأربعاء- التأكيد على موقف الحكومة اليمنية الداعم لرئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار للقيام بدوره المطلوب والمناط به والذي يعتمد على تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة على النحو المتفق عليه.
وأكد أن الميليشيات- منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر 2018- ارتكبت ولا تزال ترتكب انتهاكات وخروقات مستمرة لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة الحديدة.
ولفت إلى أن تلك الخروقات بلغت حتى تاريخ 7 يناير 434 خرقاً، تنوعت بين طلقات القناصة وقذائف المدفعية وإطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وتسببت في خسائر وانتهاكات جسيمة واستشهاد 33 شخصا وإصابة 263 آخرين.
وشدد على أن تنفيذ اتفاق ستوكهولم والالتزام بالانسحاب وإعادة الانتشار من خلال الإطار الزمني المحدد واضح ومعلن وهو ضرورة حتمية قبل المضي قدماً لعقد جولة جديدة من المشاورات.
وأعرب عن تطلع حكومة بلاده إلى دور أكثر صرامة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لردع هذه المليشيات المنفلتة وإيقافها عند حدها ومنع استهتارها بالقرارات الدولية والاتفاقات التي توقعها وتعتاد على نقضها دون أي اعتبار لمعاناة الشعب اليمني ولا للجهود الدولية التي تحاول ترميم ما أحدثته هذه الحرب من شروخ في جسد الدولة اليمنية والشعب اليمني على السواء.
وأشار السفير السعدي إلى أن اتفاق ستوكهولم واضح وصريح ولا يحتمل التأويل وخاصة فيما يتعلق بالتأكيد على أن مسئولية حفظ الأمن في موانئ ومدينة الحديدة تقع على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني وضرورة احترام المسارات القانونية للسلطة.
وقال إن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون اليمني لا يعترف سوى بحكومة يمنية واحدة وهي الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، وهي المسؤولة عن القوات المحلية والسلطة المحلية ومؤسسات الدولة اليمنية.
من جانبها طالبت الكويت، مجلس الأمن بالمحافظة على مخرجات مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية، والعمل على إنجاح الاتفاق.
وقال مندوب الكويت لدى مجلس الأمن منصور العتيبي- في كلمة له مساء الأربعاء بالمجلس، أن "عقبات كثيرة تواجه طريق السلام في اليمن، طالما لم يتم تنفيذ ما جاء في قرارات الأمم المتحدة السابقة".
وشدد على ضرورة التعاون مع مختلف الأطراف من أجل ضمان تطبيق اتفاق السويد وتفعيل تدابير بناء الثقة وأهمها تبادل السجناء والمعتقلين ووقف إطلاق النار وعدم عرقلة وصول المساعدات وإصدار التأشيرات والموافقات اللازمة لموظفي الأمم المتحدة.
وحثّ على مضاعفة الجهود الإنسانية في اليمن، والحل في المرجعيات الثلاث.
وأكد العتيبي أن الكويت ستشارك في مؤتمر الاستجابة الإنسانية المقرر انعقاده في 26 فبراير القادم بجنيف.
إلى ذلك أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تقارير برنامج الأغذية العالمي الذي أفاد بأن مليشيا الحوثي تقوم بسرقة وتحويل المعونات الغذائية.
وطالب المندوب الأميركي في مجلس الأمن، جوناثان كوهن، خلال جلسة ناقشت أوضاع اليمن، يوم الأربعاء، بإجراء تحقيق شامل لتحديد المسؤولين الحوثيين عن السرقة المخزية ومحاسبتهم.
وشدد على أن التصرفات من قبل مليشيا الحوثي والتدخل في جهود الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تطيل من معاناة الشعب اليمني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم برنامج الأغذية العالمي الحوثيين بسرقة الطعام "من أفواه الجياع".
وقالت وكالة الأمم المتحدة إنها حصلت على أدلة فوتوغرافية تثبت أن المتمردين يستولون على الطعام وينقلون الطعام بشكل غير مشروع على متن شاحنات من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام، وإن مسؤولين حوثيين يزيفون السجلات ويتلاعبون في اختيار المستفيدين.
كما دعا المندوب الأميركي جوناثان كوهن جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الغذائية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، والالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في الحديدة، والتأكد من استمرار عمليات إعادة الانتشار في الوقت المناسب.
وأكد أن عمليات إعادة الانتشار ذات المصداقية تعتبر أمراً حاسماً للحفاظ على السلام في الحديدة واستعادة ميناء فعال للبلاد.
وقال كوهن، إن بلاده تؤمن منذ مدة طويلة بأن الحل السياسي وحده هو الذي سيؤدي إلى سلام مستقر يستحقه الشعب اليمني، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها القوي لجهود السلام.
وأشار إلى أنه على الرغم من جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث الواعدة، إلا أن الوضع على الأرض بالنسبة للملايين من اليمنيين لا يزال أمراً رهيباً.
ولفت إلى تقرير صادر عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية صدر الاثنين، أن أسعار السلع الأساسية -بما في ذلك الأغذية والبنزين- ارتفعت بنسبة 137 بالمائة و261 بالمائة على التوالي.