نساء يلقين حتفهن في الجبال الشاهقة بسبب أزمة الغاز المنزلي

2019-01-20 06:27:08 أخبار اليوم/ متابعات


تتسبب أزمة انعدام الغاز المنزلي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين بقتل النساء، حيث تضطر المرأة لجلب الحطب من الجبال لاستخدامه كمادة بديلة لوقود الطهي.
وقالت مصادر محلية إن ابتسام (35 عاماً) توفيت بعد سقوطها من جبل شاهق، في إحدى قرى محافظة المحويت غربي اليمن، أثناء بحثها عن الحطب.
ويقول أمين، إنّ شقيقته خرجت منذ الصباح الباكر إلى الجبل لجلب الحطب، بعدما عجزوا عن توفير غاز الطهو من السوق لتسقط من القمة التي ترتفع أكثر من ألف متر، ما أوصل جثتها إلى إحدى القرى أسفل الجبل، التي تبعد عن قريتها نحو ثلاث ساعات مشياً.
ويضيف لـ"العربي الجديد": "السكان في المنطقة يعانون من أوضاع إنسانية صعبة وانقطاع للغاز أو عدم قدرة على شراء أسطوانات الغاز من السوق السوداء لارتفاع أسعارها"، لافتاً إلى أنّ هذا الوضع جعل النساء يسعين إلى توفير الحطب من أشجار الجبال، "بالرغم من المخاطر الكبيرة بسبب بعد المسافة ووعورة الطريق، وكثرة المنحدرات في الجبال المناسبة للاحتطاب".
ويشير أمين إلى أنّ خمس حالات في المنطقة تعرضت لحوادث سقوط من الجبل أثناء الاحتطاب، توفي البعض منها، والبعض الآخر أصيب بكسور، وجرى نقلها إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج، فيما تستمر المعاناة اليومية لنساء ورجال القرية بسبب عدم توافر الغاز.
ووصلت أسعار أسطوانة الغاز المنزلي إلى 10 آلاف ريال يمني (نحو 40 دولاراً أميركياً) للأسطوانة الواحدة في السوق السوداء.
وباتت النساء اليمنيات أكثر المعانين من هذا الوضع في العاصمة صنعاء، وفي عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إذ فرضت الأزمة على النساء العودة لاستخدام وقود تقليدي.
وتفيد مصادر محلية بوفاة أفراح (28 عاماً) في مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار جنوب صنعاء أثناء محاولتها جلب الحطب.
وتوجهت أفراح إلى جبل يبعد عن منزلها نحو ساعة ونصف مشياً، بحسب شقيقها محمد.
وقال محمد لـ"العربي الجديد" إنها "سقطت من أعلى القمة إلى الأسفل، وأصيبت بكسور في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، كما أصيبت بنزف أدى إلى وفاتها بعدما فشلنا في نقلها إلى المستشفى لبعد المسافة".
يشير محمد إلى أنّ نساء القرية يتولين مهمة جلب الحطب من الجبال، إلى جانب الرجال الذين يشترونه من السوق عند توافر المال: "الغاز متوافر في السوق السوداء، لكنه بأسعار خيالية. والمشكلة أنّ أسعار الحطب أيضاً باتت باهظة من جراء زيادة الطلب عليه". يلفت إلى أنّ أغلب السكان في القرى يعتمدون على التنور (فرن ترابي) للخبز وإعداد الطعام.
في إب، المعروفة بجبالها الشاهقة، يقول عزيز الحبيشي إنّ زوجته أصيبت إصابات بالغة إثر سقوطها من جبل أثناء الاحتطاب.
ويضيف أنّ عدم توافر الغاز المنزلي دفع الأهالي للاحتطاب، لكنّ النساء أكثر من يقمن بهذه المهمة. يشير إلى أنّ مثل هذه الحوادث تتكرر في مناطقهم منذ القدم: "قبل استخدام غاز الطهو، كان السكان يستخدمون الحطب، وكان الرجال والنساء يتولون مهمة الاحتطاب، لكنّ النساء يتعرضن لحوادث سقوط أكثر من الرجال بسبب تفاوت البنية الجسمانية، وقدرة الرجال الأكبر على التحمل".
عبد الرحمن المطري، وهو من سكان منطقة بني مطر الجبلية، في محافظة صنعاء، يؤكد بدوره أنّ النساء المتضررات الأكبر من عدم توافر الغاز: "معاناة المرأة تبدأ من جمع الحطب وكلّ ما يمكن حرقه، وصولاً إلى عملية الإشعال وما يترتب عليها من استنشاق للأدخنة المنبعثة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد