كما غيرها من المدن الخاضعة لسيطرة المليشيات الإرهابية، لم تسلم صنعاء العاصمة من انتهاكات جرعها الانقلابيون ساكني المدينة، وفرضوا عليهم عنوة حياة تعيسة يقضونها في مدينة كانت في السابق حاضرة اليمن ووجهة لأبنائه من مختلف أنحاء البلد، فأضحت اليوم سجنا كبيرا يضيق بأهل العاصمة واليمنيين فيها.
وبلغت انتهاكات الكهنوت طوال 2018م، 3115 انتهاكا ارتكبت بحق أبناء العاصمة واليمنيين القاطنين فيها، وتنوعت صنوفها بما يلبي الرغبة الحوثية في الانتقام وابتداع أساليب التعذيب والانتهاكات ضد اليمنيين.
وبناء على تقرير أصدرته وزارة حقوق الإنسان عبر مكتبها في أمانة العاصمة، فإن الانتهاكات الإجرامية الحوثية طالت السكان في عشر مديريات. مشيراً إلى 529 انتهاكا، ارتكبت فقط في مديرية السبعين وسط صنعاء، والبشع في هذه الانتهاكات أن المنظمات الدولية تتجاهلها أو تتغافل عنها تماهياً مع الجرم الحوثي.
وفند التقرير الانتهاكات الحوثية المرتكبة بأنها تنوعت بين القتل والإصابة، وكذلك التجنيد والاختطاف والإخفاء القسري. كما أنه لم يهمل انتهاكات المليشيات في نهب المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ وهي واحدة من الجرائم التي انكشفت مؤخراً على المستوى الدولي، بالذات مع إعلان برنامج الأغذية العالمي صراحةً نهب المليشيات للمساعدات التي يقدمها.
ويفصل التقرير الانتهاكات التي بلغت فيها حالات القتل 59حالة، فيما وصل عدد المصابين إلى 53 مصابا، وحالات القمع إلى 388 حالة؛ عوضاً عن اختطاف المدنيين بواقع 762 انتهاكا، و172 حالة إقصاء وظيفي، والاعتداء على 172 منشأة عامة و137 منشأة خاصة.
وكانت 32 امرأة تعرضن للاختطاف على أيدي المليشيات الإرهابية في الفترة ذاتها؛ حيث تمت عمليات اعتقال النساء في كل من مديريات التحرير، وشعوب ومعين والصافية والوحدة، بحسب ما يورده التقرير الذي يشير إلى أن مديرية السبعين شهدت كذلك اعتقال مسنين اثنين.
وفي أمانة العاصمة عرضت المليشيات الكهنوتية المدعومة من إيران، 143 مختطفا للتعذيب بمختلف أشكاله، الأمر الذي أودى بحياة 7 من المعتقلين، و28 آخرين ما يزال مصيرهم مجهولا نتيجة تعرضهم للمعاملة القاسية والتعذيب اليومي.
وكان للأطفال نصيب من هذه الوحشية الكهنوتية، إذ تم تجنيد 450 طفلاً قاصرا، تحت سن الثامنة عشرة، وكلهم خضعوا للتعبئة عن طريق لجان حوثية نظمت العديد من الحملات الطائفية في المدارس الحكومية والأهلية لمهمة الإيقاع بهم.