احتشد أهالي المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفياً في جولة كالتكس بمدينة عدن جنوبي البلاد الأربعاء، في تواصل للاحتجاجات المطالبة بالإفراج عن ذويهم المخفيين قسرا..
ورفع المحتجون عشرات الصور التي تخص المخفيين وشعارات طالب من خلالها الأهالي وزير العدل علي الغريب بالاضطلاع بدوره في إحقاق العدالة وتحميله مسؤولية استمرار إخفاء ذويهم وتبعات ذلك على حياتهم وسلامتهم.
وحمَّل الأهالي دولة الإمارات مسؤولية حياة ذويهم كونها من أنشأت قوات الحزام الأمني وتمولها وكذا من تُشرف على السجون السرية.
ويأتي تصعيد أهالي المخفيين قسراً في الوقت الذي نشر فيه ناشطون حقوقيون كشفاً بأسماء 23 مخفياً قسراً قضوا في السجون السرية بعد تعرضهم للتعذيب، وهو ما أثار هلع الأهالي وجعلهم يُنفذون وقفات احتجاجية بشكل شبه يومي.
وفي السياق نظمت إدارة وطلاب مجمع الحمزة للتعليم الأساسي بمديرية المُعلا في العاصمة المؤقتة بعدن صباح الأربعاء، وقفة تضامنية مع التربوي "زكريا قاسم" المخفي قسرا منذ اعتقاله من قبل إدارة أمن عدن في يناير من العام الماضي، مطالبين بالكشف عن مصيره وإطلاقه، بالتوازي مع وقفة احتجاجية أخرى نفذها أهالي المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفياً في السجون السرية بجولة كالتكس بالمنصورة.
وقالت الأستاذة "سناح صالح" مديرة مجمع الحمزة في تصريح صحفي،" إن الزميل زكريا قاسم، وهو المشرف الاجتماعي بالمجمع التربوي، رجل تربوي فاضل ومعروف ومن غير العادل مجازاته بهذا الانتهاك الصارخ بحقه.
وفي كلمة المعلمين بالوقفة، قال وكيل المدرسة للأنشطة الأستاذ خالد المسعودي: نقف هذه الوقفة الاحتجاجية والتضامنية وفاء مع زميلنا الأستاذ زكريا قاسم، لما له من مواقف في العمل التربوي والتطوعي والإغاثي الذي تم اختطافه في السابع والعشرين من يناير 2018م.
بدوره اعتبر مدير مديرية المعلا سابقا وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام "يزن سلطان ناجي"، أن ما تعرض له التربوي والمشرف الاجتماعي بمجمع الحمزة زكريا قاسم شيء "يبعث الأسى حيث قامت قوات أمن محافظة عدن بأعمال الميليشيا، حيث هاجمت الأستاذ زكريا وأخذته من أمام منزله"، موكدا أن ما حصل للأستاذ زكريا ظلم يجب أن يزال، مُطالباً رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ومحافظ عدن ووكيل أول المحافظة بالعمل على الإفراج عن الأستاذ زكريا وغيره من أبناء عدن المختطفين بشكل قسري.
وكان زكريا قاسم، وهو أحد القيادات المحلية لفرع التجمع اليمني للإصلاح بالمعلا، قد تعرض للاعتقال من قبل إدارة أمن عدن في السابع والعشرين من يناير العام الماضي، وما يزال مخفيا قسرا ولا يعرف مصيره.
وفي السياق طالبت منظمة "سام" للحقوق والحريات، الأربعاء، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في تصفية ٢٣ يمنياً في سجون تديرها الإمارات في عدن.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، إن تلقت شكوى لعدد من المعتقلين في سجن "بئر أحمد" المركزي سيء السمعة، والواقع في مدينة عدن، تفيد بأن المختطفين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 4 أسابيع.
وأشارت سام في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أن هناك 16 جندياً معتقلاً في سجن "بئر أحمد"، يتعرضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
وأوضحت أن هناك أشخاصاً تم إخفاؤهم قسراً في السجون السرية، بلغ عددهم 23 مختفٍ، بينهم ضباط وجنود ومدنيين، في سجون "شلال" و"أبو اليمامة"، "يسران"، "صالح السيد/ اللواء الخامس” و"التحالف.
واتهمت المنظمة الحكومة اليمنية، بعدم القيام بتحرك فعلي على أرض الواقع في شكاوى أخرى مشابهة على مدار الأشهر القليلة الماضية.
وبين المعتقلون في رسالتهم أنّ النيابة الجزائية والجهات المختصة الأخرى لم تباشر مهامها في ملفات المعتقلين، الذين قضى بعضهم 3 أعوام في السجون أو أكثر، دون أي تهم.
ودعت سام، إلى التحقيق كذلك في ممارسات التعذيب البشع بحق المعتقلين والمختفين قسرياً في السجون السرية، ومحاسبة المتورطين.
وحسب المنظمة فإن سجن "بئر أحمد"، كان عبارة عن مزرعة استأجرتها القوات الإماراتية في العام 2016، وحولتها إلى معتقل خاص يتبع لما يسمى بقوات الحزام الأمني التي أنشأتها الإمارات في مدينة عدن.
وذكرت سام أنّ دولة الإمارات تدير ما لا يقل عن 13 سجناً و8 مواقع عسكرية في جميع أنحاء اليمن، عدا عن السجون السرية، والتي يُمارس فيها جرائم قد ترقى لأن تكون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحسب تقرير لجنة الخبراء الأمميين التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي صدر في سبتمبر الماضي 2018.
وكشفت المنظمة عن توثيقها مؤخراً لعدد من الانتهاكات بحق المختطفين في كثير من السجون التابعة للإمارات في اليمن، مشيرة إلى أنها ستصدر تقريراً بذلك في وقت لاحق.