الرئيس يتحدى ويتمسك بالسلطة ويعلن قطع العلاقات مع أميركا ويمهل دبلوماسييها 72ساعة لمغادرة البلاد والجيش يسانده..

ماذا يحدث في فنزويلا؟.. نهاية مادورو ومظاهرات عارمة وتحرك متسارع لترامب

2019-01-24 09:59:31 أخبار اليوم/وكالات


برغم خروج الآلاف في شوارع فنزويلا، أمس الأربعاء، تأييدا لإعلان المعارضة بأن حكم الرئيس بات غير شرعيا، تمسك نيكولاس مادورو بالسلطة أمام حشد من مؤيديه في العاصمة كاركاس، فيما دعا الجيش إلى الحفاظ على الوحدة والانضباط.
وقال مادورو في خطاب ألقاه أمام حشود من مؤيديه قرب قصر ميرافلوريس الرئاسي: "أمرت بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع حكومة الولايات المتحدة".
ورفض مادورو إعلان رئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، توليه مهام الرئاسة، متهما المعارضة بمحاولة الانقلاب.
وقال: "سنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب"، مضيفا أن الشعب هو الوحيد من ينتخب ويقصي رئيسا دستوريا للبلاد.
وأعلن مادورو عن رفضه لما وصفه بـ "الخطة الأميركية لفرض حكومة عميلة على فنزويلا"، مشددا على أن بلاده لا تريد "العودة إلى عهد التدخلات الأميركية" في شؤونها.
ويأتي ذلك، بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا انتقاليا للبلاد، داعيا الدول الغربية إلى اتخاذ خطوات مماثله.
انقلاب رسمي
من جانبه أدى رئيس البرلمان في فنزويلا خوان غوايدو، أمس الأربعاء، اليمين رئيسا مؤقتا للبلاد، وذلك بعد أن اعتبرت المعارضة أن حكم نيكولاس مادورو غير شرعي، فيما سارعت واشنطن إلى الاعتراف بغوايدو.
وقد أدى رئيس الجمعية الوطنية في البلاد، غوايدو، اليمين أمام حشد كبير، فيما نزل مئات الآلاف من مؤيديه، ومناصري مادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس، وسط دعوات للجيش وقوات الأمن إلى دعم الديمقراطية وحماية المدنيين.
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأربعاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ردا على اعتراف دونالد ترامب بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة.
وقال مادورو أمام حشد من أنصاره تجمعوا عند القصر الرئاسي “قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الإمبريالية للولايات المتحدة. ليرحلوا من فنزويلا، هنا لدينا كرامة”.. ومنح الرئيس الفنزويلي ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية 72 ساعة لمغادرة البلاد.
اسرع ردة فعل دولية
وفي أسرع ردود الفعل الدولية، أعلن ترامب اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا انتقاليا للبلاد، داعيا الدول الغربية إلى حذو حذوه.
وردا على خطوة ترامب، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا والولايات المتحدة، معطيا موظفي السفارة الأميركية مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.
أعلنت كل من كندا والبرازيل والبارجواي وكولومبيا والبيرو، الاعتراف برئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا، خوان جوايدو، رئيسًا انتقاليًا للبلاد، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة "سكاي نيوز عربية".
وفي ذات السياق أعلنت السلطات المكسيكية، تأييدها للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعد إعلان زعيم المعارضة خوان جوايدو، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
اعتراف اميركا بالرئيس غوايدو
من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه يعترف بشكل رسمي بإعلان خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
كما هنأ لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية ومقرها واشنطن،يوم أمس، غوايدو، قائلا “تهانينا لخوان غوايدو، رئيس فنزويلا بالنيابة. نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد”.
وكان مصدران مطلعان قالا، في وقت سابق من أمس الأربعاء، إن ترامب قد يعترف بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيسا شرعيا للبلاد.
وأبلغ المصدران رويترز بأنه في ظل احتجاجات الشوارع في فنزويلا، تستعد إدارة ترامب لإعلان دعمها الرسمي لغوايدو.
“دعم” أمريكي للمعارضين
في الوقت نفسه، أبدت واشنطن تضامنها مع تظاهرة المعارضة. وأعرب بنس في شريط فيديو بث على تويتر، عن “الدعم الراسخ للولايات المتحدة، في وقت ترفع أنت شعب فنزويلا، الصوت للمطالبة بالحرية”.
وقال وزير الاتصال خورخي رودريغيز أن بنس أمر الجنود المتمردين بتسليم ناشطين معارضين أسلحة حتى يطلقوا النار، وهم يرتدون الثياب العسكرية، على الجموع خلال تظاهرة المعارضين لإسقاط الحكومة.
وقالت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز “عودوا إلى بلادكم أيها الأمريكيون، لن نسمح لكم بالتدخل في شؤون الوطن”، متهمة الولايات المتحدة بالدعوة “إلى انقلاب”.
وفي سياق تمرد العسكريين، سجل نحو ثلاثين تحرك شغب وقطع طرق ونهب مخازن وصدامات مع قوى الأمن في أحياء شعبية بالعاصمة وضواحيها، كما ذكرت منظمة “اوبسرفاتوريو دو كونفليكتيفيداد سوسيال” غير الحكومية
وقد حصل هذا التمرد الذي تمكن الجيش خلاله من وضع يده على أسلحة، ثم التحصن في ثكنة في حي كوتيزا، فيما استمرت المعارضة في دعوة الجيش الذي يُعتبر الداعم الأول لمادورو، الى قطع علاقاته بالنظام.
تحذيرات اميركية
إلى ذلك حذرت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، من أن “كل الخيارات” ستكون مطروحة إذا استخدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن فنزويلا وذلك بعد أن اعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا للبلاد ووصف حكومة مادورو بأنها غير مشروعة.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض عندما سئل إن كان يدرس إرسال الجيش الأمريكي إلى فنزويلا “لا ندرس شيئا لكن كل الخيارات على الطاولة”.
وفي وقت سابق، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة للصحافيين “إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف، وإذا اختاروا إيذاء أي عضو من أعضاء الجمعية الوطنية … فكل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالإجراءات التي يتعين اتخاذها”.
الجيش يعلن عدم اعترافه بالرئيس غويدو
من جانبه أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أمس الأربعاء، أن القوات المسلحة لا تعترف بزعيم المعارضة خوان جويدو رئيسًا للبلاد.
وأضاف بحسب قناة سكاي نيوز أن الجيش في فنزويلا لا يعترف بزعيم المعارضة رئيسا للبلاد.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، تصريحًا لوزير الدفاع قال فيه إن الجيش مستمر في الدفاع عن الدستور الفنزويلي والسيادة الوطنية، ولن نقبل برئيس مفروض على البلاد.
مظاهرات
وخرج مواطنو فنزويلا إلى الشوارع بدعوة من غوايدو، أمس الأربعاء، في مظاهرات تطالب باستقالة رئيس البلاد نيكولاس مادورو، وتولي الجمعية الوطنية، التي تهيمن عليها المعارضة، مقاليد السلطة في البلاد.
ورددت مجموعة من المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة كاراكاس “وستسقط.. ستسقط.. هذه الحكومة ستسقط”.
ودعا الحزب الاشتراكي بقيادة مادور إلى تنظيم مظاهرات موالية للحكومة في نفس الوقت.
وتأتي المظاهرات في الذكرى السنوية للإطاحة بالديكتاتور ماركوس بيريز خيمينيز في عام 1958.
سقوط قتيلين وإحراق تمثال لتشافيز
إلى ذلك أضرم المحتجون في فنزويلا الليلة الماضية النار في مركز للشرطة في مدينة بويرتو كابيلو بولاية كارابوبو، وأحرقوا تمثالا للزعيم الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز في مدينة سان فيليكس.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات تصور ارتفاع سحب الدخان فوق مبنى الشرطة المذكور، وتحدث السكان على إطلاق للنار في المنطقة.

وفي مدينة سان فيليكس بولاية بوليفار أحرق المتظاهرون مساء أمس تمثالا لتشافيز، حيث تتعرض تماثيله للتدنيس في مختلف مدن فنزويلا.
وكتب الصحفي الفنزويلي المعروف رومان كاماتشو على تويتر، أن عدد القتلى في فنزويلا خلال احتجاجات الليلة الماضية قد بلغ شخصين.
وبدأت حملة احتجاجات ضد الرئيس نيكولاس مادورو في العديد من مدن فنزويلا أمس الأول (الثلاثاء) ودعا معارضوه، لتنظيم مسيرات احتجاجية اعتبارا من اليوم المذكور في مختلف أرجاء في البلاد، فيما دعا أنصار مادورو لتنظيم مسيرات تأييد له.
ورد ديوسدادو كابيلو، رئيس الجمعية التأسيسية القوية، المؤلفة من مؤيدين للنظام، بالقول إن “الانتقال الوحيد في فنزويلا هو الانتقال نحو الاشتراكية”. ودعا أيضا أنصار الحكومة إلى التظاهر بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد.
ويُجرى تنظيم هذه التظاهرات في أجواء متوترة، بعد يومين على التمرد الوجيز لـ27 عسكريا في ثكنة شمال كراكاس، من خلال توجيه دعوات إلى العصيان.
وفي إشارته الأولى إلى هذا الحدث، بعد أكثر من 24 ساعة على توقيف العسكريين المتمردين، أعلن مادورو، الثلاثاء أن الجيش “قدم أدلة لا تحصى على انضباطه وتماسكه واستعداده لمواجهة أي تهديد من اعداء الوطن”.
وفي كلمة بثتها الإذاعة والتلفزيون، اتهم الادارة الأمريكية عبر نائب الرئيس مايك بنس بأنها أمرت “بانقلاب فاشي”. وردا على ذلك، طلب من وزير الخارجية خورخي اريازا البدء “بإعادة نظر شاملة للعلاقات” الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
عرض بالعفو
ووعد البرلمان بـ”العفو” عن عناصر الجيش الذين يرفضون الاعتراف بالولاية الجديدة لرئيس الدولة.
وقد وافق النواب، أمس الأول (الثلاثاء)، على هذا العرض، متحدين قرار المحكمة العليا التي يتهمها منتقدوها بأنها مرتبطة بالنظام الذي أعلن بطلان كل قراراتهم.
وأكد غوايدو “لا يستطيعون أن يعلنوا رغبة الشعب في التغيير غير دستورية”، موضحا أن تمرد الإثنين هو الدليل على استياء متزايد في صفوف الجيش.
وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية سيباستيانا باريز، إن العفو “قد نبه السلطة” و”يفتح بابا للجنود الذين ضاقوا ذرعا بما يحدث داخل” الجيش.
وستكون تحركات أمس الأربعاء، في بلد يزداد اختناقا بسبب الأزمة الاقتصادية، العودة الأولى إلى الشارع بعد التظاهرات العنيفة التي أودت بحياة 125 شخصًا في 2017.
وتحتج المعارضة على الولاية الجديدة لرئيس الدولة، وتتهم النظام بأنه مارس ضغوطا على الناخبين خلال انتخابات 20 مايو/ أيار، وتشير إلى امتناع قوي عن التصويت.
ولا تعترف بهذه الانتخابات أيضا الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي، الذي يأمل في إنشاء مجموعة اتصال دولية في فبراير/ شباط لمحاولة إيجاد مخرج من الأزمة، كما قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني.
وستعقد منظمة الدول الأمريكية التي يعتبر عدد كبير من أعضائها الولاية الثانية لمادورو غير شرعية، جلسة استثنائية، يومنا هذا الخميس، لمناقشة “الأحداث الأخيرة في فنزويلا”.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد