مدير عام شرطة محافظة حجة العميد/ أمين الحجوري لـ«أخبار اليوم»

الميليشيات أوصلت الأمن لوضع كارثي ونعمل لإعادة الاستقرار للمواطنين

2019-01-26 02:44:27 أخبار اليوم/ حوار خاص


كشف مدير عام شرطة محافظة حجة العميد/ أمين الحجوري، عن عبث ميليشيات الحوثي الانقلابية بالوضع الأمني بالمحافظة، واصفاً إياه بـ"الكارثي"، لافتاً إلى أن جرائمهم بحق أبنائها فاقت كل التصورات وجسدت بشكل عملي مشروعها التدميري في اليمن والمنطقة بشكل عام، لافتا إلى أن أول خطوة أقدمت عليها الميليشيات الحوثية للعبث بحياة المواطنين تمثلت في تقويض المؤسسة الأمنية؛ ليسهل عليها تمرير بقية مشروعها الإرهابي والتخريبي .
و استعرض مدير شرطة حجة -في لقاء خاص مع "أخبار اليوم"- جملة من التحديات التي تواجه مهامهم الأمنية وخطتهم لهذا العام، وغيرها من القضايا المتصلة بأمن المواطنين .... إلى تفاصيل اللقاء:
- إلى أي مدى عملت ميليشيات الحوثي على زعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة ؟ وما أبرز مظاهر عبثها بأمن المواطنين واستقرارهم ؟
* للأسف الشديد عملت الميليشيات الانقلابية على زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وأوصلتها إلى وضع كارثي، كما أن تلك الأعمال تشير إلى أن الميليشيات تعيش عصر ما قبل التاريخ، وأن مشروعها تدميري للأرض والأنسان، ولا يمكن أن يتحمل المجتمع قيامها بقتل ذلك المواطن المسكين بدم بارد، أو تفجيرها للمرافق والمنشآت العامة والخاصة .
ومن أبرز ملامح عبثهم بالأمن والاستقرار، قيامها بحملات الاختطافات والمداهمات للقرى والمنازل، وإفراغ المؤسسة الأمنية من محتواها، وجعل أمن المواطن واستقراره في هامش أولوياتها، ما تسبب في إلحاق الضرر في حياة الناس بمختلف المجالات .
- برأيك لماذا تعمد الميليشيات الانقلابية إلى إفراغ المؤسسة الأمنية في مقدمة أعمالها الإجرامية ؟
* هذا ديدن كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، دائماً ما تبدأ بهدم الجانب الأمني الذي يعتبر ركيزة التنمية الأساسية، ودعامة العدل، ولكي تمرر مشاريعها التدميرية تسعى لزعزعة الأمن في مقدمة أعمالها الإجرامية، ومن ثم يكون سهلا عليها العبث ببقية جوانب الحياة ، واذا ما ظلت المؤسسة الأمنية فعالة لا يمكنها تنفيذ مشاريعها الهدامة.

- زعزعة أمن المواطنين في حجة كان له تبعات وأضرار لحقت بأبنائها .. ما أبرز تلك الأضرار؟ وكيف يمكنكم معالجتها في المناطق المحررة ؟
* بالفعل ألحقت الميليشيات الحوثية أضراراً كبيرةً بالمجتمع ولا محدودة، بل مارست أعمالاً وجرائمَ لم يعهدها أو يشهد مثيلها اليمنيون في تاريخيهم الحديث، كاقتحام المنازل وقتل أصحابها وتفجيرها، ومثل هذه الجرائم لم يعرفها أبناء المحافظة بين الخصوم السياسيين، أو حتى في الأعراف القبلية، ما بالك بالقوانين والأنظمة المحلية والدولية .
ولذا سنعمل جاهدين على إعادة اللحمة المجتمعية، ومعالجة الآثار التي تركتها أعمال الميليشيات العبثية على السلم الاجتماعي، إلى جانب توعية المجتمع وتحصينه ضد هذه الجرائم المخلة بأمنهم واستقرارهم، والعمل على ربط المواطن بالأمن والاستقرار والمصلحة العليا للوطن .

- ما الإجراءات الأمنية التي قمتم بها في المناطق المحررة لأمن واستقرار المواطنين ؟ وهل أنتم راضون عما قدمتموه حتى الان ؟
* رغم كل التحديات والظروف الصعبة التي نمر بها إلا أننا تواجدنا في المناطق المحررة بشكل جيد، وذلك بتعاون السلطة المحلية بالمحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة ومساندة الاشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وإن شاء الله سترون خلال الأيام القادمة ما يسركم في هذا الجانب، وكما تعلمون نحن لازلنا في البداية ولن نرضى إلا بيمن خال من التطرف والإرهاب والخراب .

- ما طموحاتكم لهذا العام ؟ وما أبرز الصعوبات التي تواجهكم؟ وكيف ستعالجونها ؟
* بلا شك لدينا خطة أمنية مهنية للعام الحالي مبنية بحسب الأولويات، وتكاد تكون شحة الإمكانات المادية أبرز الصعوبات التي تواجهنا، وكون الأمن مسؤولية الجميع، لذا فلابد من تظافر الجهود والتعاون بين كافة الجهات لتحقيق الأهداف المرجوة .

- فيما يتعلق بالألغام و مخاطرها على المدنيين .. كيف تتعاملون مع هذه القضية ؟ وما رؤيتكم تجاهها لتأمين حياة المواطنين ؟
* بلاشك أن الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بالمحافظة جريمة بشعة بحق المواطنين حاضراً ومستقبلاً، خاصة وأن خطرها يمتد لأجيال متتابعة، وهذه الإشكالية تتطلب التعاطي معها بجدية والعمل على تطهير كافة المناطق من الألغام، بما يكفل تأمين حياة المواطنين .
وخلال الفترة الماضية تمكنت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني، من انتزاع أكثر من خمسة عشر ألف لغم، ولا زالت هناك الآلاف منها لم يتم انتزاعها، وقد تعرض عدد من المواطنين لانفجار بعضها، كما ألحقت الضرر بالمواشي، وهذا كله بشكل تحدي كبير أمام استقرار حياة الناس .
- كيف تقيم مستوى تعاون الأهالي في المناطق المحررة معكم ؟ وما رسالتكم لهم ؟
* بالنسبة لأهالي المناطق المحررة هم الأساس في تعزيز الأمن ودورهم محوري في هذا الجانب، ونثمن دورهم الإيجابي وتعاونهم معنا خلال الفترة الماضية، ورسالتي لهم بأن حافظوا على أمنكم واستقراركم ولا تتهاونوا لأنكم أنتم المستفيد الوحيد من ذلك، وأعتقد أن ما عاشوه خلال سيطرة الميليشيات على مناطقهم يعتبر درساً كافياً لهم ولغيرهم .

- ما مدى اهتمامكم بجانب تأهيل منتسبي الأمن في الجوانب القانونية والأمنية ؟ وما رسالتك لهم ؟
* هذا الجانب يكاد يكون من أكثر الجوانب التي نهتم بها، كونه الركيزة الأساسية والقاعدة الأساسية التي نبني عليها جهازاً أمنياً قوياً قادراً على مواجهة التحديات الراهنة .
ورسالتي لمنتسبي الأمن بالمحافظة، بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وتنفيذ مهامهم بالشكل المطلوب بما يكفل تحقيق طموحات المواطنين في الاستقرار، ونحن كمسؤولين عنكم لن نألوا جهداً في توفير مستحقاتكم المادية والمعنوية، وإن شاء الله سيتم في القريب العاجل إطلاق مرتبات أكثر من ١٥٠٠ من منتسبي الأمن بالمحافظة، كما أدعوا من تبقى من موظفي الأمن للالتحاق بصف الشرعية ومساندة إخوانهم لتنفيذ المهام المنوطة بهم .

- ما الدور المناط بالمشائخ والوجهاء لتعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة ؟
* دور المشائخ والوجهاء مهم لتعزيز الأمن والاستقرار، ولذا عليهم أن يحافظوا على سلامة مجتمعاتهم، وأن يكونوا جنباً إلى جنب إخوانهم في الجهات الأمنية .

- واجهت ولاتزال قبائل حجور ميليشيات الانقلاب الحوثية التي تحاول أن تجعل من مناطقهم ساحة حرب مفتوحة .. ما تعليقكم على ذلك؟ وما موقفكم من القبائل إزاء ما يواجهونه؟
* في الحقيقة مواقف حجور ثابتة ولم تتغير إزاء الميليشيات، منذ أن واجهتهم خلال ٢٠١١م، وانتهت بهزيمة الحوثيين ، وهذا يؤكد بأنه لا يوجد للميليشيات أي قاعدة شعبية تستند إليها، وإنما تفرض سلطتها بقوة السلاح، ونحن نثمن موقف قبائل حجور المساند للجمهورية والرافض للميليشيات، ولا يمكن أن يتم تجاهل أو إهمال مثل هذه المواقف المناهضة للمشروع الطائفي الحوثي .

- كلمة أخيرة تود قولها ؟
* أشكركم على هذه الاستضافة وتسليط الضوء على الجانب الأمني في المحافظة، وإن شاء الله سنعمل على النهوض بهذا الجانب وإعادة الثقة للمواطنين في مؤسستهم الأمنية، بتعاون السلطة المحلية، وقيادة الوزارة، والأشقاء في التحالف العربي الذين لن ينسى لهم أبناء الشعب اليمني وقفتهم التاريخية لمواجهة عصابات التمرد الحوثية المدعومة من ايران، وإيقاف مشاريعهم الإرهابية ضد دول المنطقة كافة.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد