فيما تشهد المنطقة هدوءاً حذراً عقب انكسار الميليشيات ودحرهم من عدة مواقع

قبائل حجور تجني أولى انتصاراتها وتملي شروطها على الحوثيين

2019-02-03 04:10:42 أخبار اليوم/ تقرير خاص:


كسرت حجور، شوكة ميليشيات الحوثي الانقلابية بعد أيام من المواجهات سبقتها وسائل ترهيب وترغيب لاستمالتهم والسماح للحوثيين التمركز في مناطقهم، دون جدوى، ليجدد أبناء حجور موقفهم الثابت من الميليشيات منذ تسع سنوات عندما حاول المتمردون السيطرة عليها في ٢٠١١م انتهت بهزيمتهم.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة حجور شمال محافظة حجة ،كشفت سوءة الحوثيين وعرت التحالف الذي ظل ولا يزال يمارسه، لعبة الحرب مع الانقلابيين، يدفع ثمنها الشعب اليمني من دمه وقوته وأمنه، إلا أن هذه اللعبة إذا ما استمرأها التحالف فستنقلب على دول المنطقة وتمتد مأساة اليمنيين الى شعوبها.
"أخبار اليوم" تستعرض في هذا التقرير مستجدات الأحداث في حجور بين القبائل والميليشيات، والسيناريوهات المحتملة على أكثر من مستوى... الى التفاصيل :
هدوء حذر
شهدت منطقة حجور- منذ فجر أمس السبت- هدوءا حذرا بين القبائل وميليشيات الحوثي الانقلابية بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة خلال الايام الماضية منيت فيها الميليشيات بخسائر باهظة في الأرواح والعتاد.
الا أن الوضع لاتزال مرشحا للانفجار في اي وقت، وبحسب مصادر مقربة من الميليشيا أكدت بأنهم يعملون حاليا تجميع مسلحيهم، وإعادة ترتيبهم على مداخل حجور، لتنفيذ هجوم أكبر على القبائل وسط استعدادات قبلية مكثفة لمواجهة اي هجمات على قراهم.
القبائل تنتصر
وتمكنت قبائل حجور ومن ساندهم من القبائل المجاورة طيلة الأسبوعين الماضيين من صد الميليشيات وكسر محاولاتها اقتحام مديرية كشر خاصة العبيسة التي تقع على الخط الرابط بين عمران وحرض، وآخر ما سطره القبائل من انتصارات كانت مساء الجمعة الماضية من خلال دحرهم لعناصر الحوثيين المتمركزة في جبل المنصورة ومنطقة قرعة الاستراتيجية، والتي كانت تتخذها الميليشيات مركزاً لقصف منطقة العبيسة.
تلك الهزائم التي تعرض لها الحوثيون دفعت بهم لاستخدام الوساطات.
والميليشيات تزرع الألغام
وإزاء عجزها في اقتحام حجور وبسط نفذوها عليها عمدت الميليشيات الى محاصرة المنطقة عبر تفخيخ مداخلها من عدة جهات بمئات الألغام والعبوات الناسفة، والتي تهدد حياة المواطنين على المدى القريب والبعيد.
كما وزعت عددا من قناصاتها في مواقع بأطراف حجور شرقا باتجاه عمران وغربا مع عاهم، الا أنها لاتزال عاجزة عن إحراز أي تقدم أو سيطرة جزئية رغم فارق الأسلحة التي تمتلكها الميليشيات في مواجهة القبائل.
القبائل تملي شروطها
من المعهود عن الحوثيين انهم كلما وجدت انفسهم في مأزق وحالة انكسار دائما ما يلجأؤون لاستخدام لجان وساطة، وعقد اتفاقات والتي تنتهي في الأخير بنكثها، وهو ما تنبهت له قبائل حجور التي باشرت هي بإملاء شروطها على الميليشيات، رافضين اي مطلب للحوثيين.
وأكدت مصادر قبلية بأن لجنة الوساطة التي أرسلها الحوثيون الى قبائل حجور قبل يومين، قد عادت الى مركز المحافظة صباح امس السبت حاملة معها جملة من الشروط التي وضعها القبائل على الميليشيات.
و تضمنت شروط القبائل التالي :
1- إيقاف إطلاق النار من الطرفين.
2- إنزال الأرتاب من المتارس.
3- إخلاء منطقة العبيسة من المليشيات الحوثية.
4- إطلاق جميع السجناء لدى المليشيات من أبناء قبائل حجور.
5 تعهد المليشيات بعدم اختطاف أبناء حجور في المناطق المسيطرة عليها.
6- رفع جميع نقاط المليشيات داخل وعلى مداخل المديرية في الطرق الرئيسية والفرعية.
7- تأمين الطريق من منطقة حوث الى مثلث عاهم.

اختطاف الوجهاء
ولإخضاع القبائل شنت الميليشيات حملة اختطافات نهاية الأسبوع الماضي على عدد من وجهاء ومشائخ حجور الذين يسكنون العاصمة صنعاء، بعد ان رفضوا اللقاء بمهدي المشاط، الا ان تلك الاعمال الاجرامية زادت من حدة التفاف القبائل وتكاتفهم مع بعضهم لمواجهة العنجهية الحوثية التي لا تعرف ابناء حجور، ولاتدرك بأن نهايتهم ستكون على ايدي هذه القبائل الأبية.

أين التحالف والشرعية ؟
و طيلة ايام المواجهات مع الميليشيات ظلت القبائل تحارب بمفردها وبسلاحها الخفيف وامكانياتها البسيطة امام اسلحة الحوثيين المختلفة والمنهوبة من مخازن الدولة، كما لزم التحالف العربي وقوات الشرعية الصمت ميدانيا والحرب اعلاميا، عدا غارات لا تكاد تذكر تم اطلاقها على استحياء او ربما اسقاط واجب.
وبينما تقف قوات الشرعية على بعد عشرين كيلوا متر من حجور، واقل من عشرة كيلوا على منطقة المندلة التي تتمركز فيها الميليشيات بمستبأ، وتقصف قرى العبيسة ومن جاورها، لم تحرك قوات الشرعية ساكنا، وبحسب مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة بأن منتسبي وقيادة المنطقة على استعداد لدعم القبائل و التقدم نحو مواقع الميليشيات الا انهم ينتظرون التوجيهات من عمليات القوات المشتركة، والتي بالطبع يتم إدارتها من قبل التحالف العربي، رغم ان القبائل قدمت للشرعية ومن بدعمها فرصة ذهبية في توسيع نفذوها بالمحافظة والتسريع في تحرير ما تبقى منها، الا ان ما يجري يثير كثير من التساؤلات ابرزها "لصالح من يتم خذلان حجور ؟".

لماذا العبيسة ؟
منذ انقلاب الميليشيات في ٢٠١٤م لم يتمكن الحوثيون من السيطرة على الخط الاستراتيجي الرابط بين عمران وحرض، حيث كانت منطقة العبيسة وسط كشر عقبة في مرور اي تعزيزات مسلحة للميليشيات، ولذا كانت تتجنب المرور منها في معظم الأحيان.
وبحسب مصادر مطلعة فإن عشرات الأطقم والأسلحة تم نهبها على الحوثيين من قبل القبائل، والتي كان السبب فيها اختطاف عدد من أبنائها لدى الحوثيين ما اضطر القبائل للتقطع واحتجاز مسلحين مقابل الإفراج عن أبنائهم.
ولذا تتعمد الميليشيات ان تصب غضبها على منطقة العبيسة لما تكبدته من خسائر وتبعات اخرى لازالت حتى اليوم تعانيها.
وتكثف الميليشيات جهودها حاليا للتمركز في جبال حجور خاصة مع تقدم قوات الشرعية نحو مستبأ التي تقع اسفل تلك الليلة الجبلية، ويسعى الحوثيون للسيطرة عليها حتى يعيقوا اي تقدم للجيش الوطني.
تحذيرات 
وحذر مراقبون عسكريون وسياسيون من مغبة خذلان قبائل حجور -سبق لـ" أخبار اليوم" تناولها في تقارير سابقة- مؤكدين بأن الحوثيين اذا ما تمكنوا من السيطرة على جبالها فإن مهمة استعادتها ودحرهم منها ستكون مكلفة للغاية.
كما دعوا الى استغلال فرصة انتفاضة القبائل ومواجهتها للميليشيات للإطباق على الميليشيات وتوسيع مساحة نفوذ الدولة الشرعية.
سيناريوهات متعددة
ويتوقع مراقبون محليون بأن فشل الحوثيين في اقتحام المنطقة لن يثنيهم عن إعادة المحاولات حتى يصلوا الى مبتغاهم، وأول الوسائل التي بدأوا في استخدامها "لجان الوساطات"، وكما يرى البعض فإن الحوثيين لن يقبلوا بشروط القبائل التي طرحت على اللجنة، وإنما دفعوا بها لإلهاء أبناء حجور بلعبة التحاور، في الوقت الذي يواصلون فيه عمليات التحشيد للمقاتلين والتمركز في مواقع عدة، حتى تحين اللحظة المناسبة.
ومن ابرز السيناريوهات المتوقعة ان التحالف وقوات الشرعية يعملون حاليا على مراقبة تحركات الميليشيات وسيتم ضرب تجمعاتهم المسلحة قبل ان تهاجم القبائل، خاصة وان هناك معلومات تؤكد وجود استعدادات مكثفة لقوات الخامسة ومحور حرض بالتنسيق مع أبناء حجور لمواجهة المتمردين.
ويعيش أبناء حجور بين الخوف من الخذلان والرجاء في المساندة خاصة وانهم محاصرون منذ اشهر من قبل الحوثيين، وسط نقص ان لم يكن انعدام للدواء والمؤن من غذاء وسلاح، ما ينذر بوصولهم الى مرحلة الضعف والاستسلام ان لم يتم تلافي الوضع، كما -سبق للصحيفة ان حذرت منه -.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد