وسط ترقب قبلي لنتائج الحرب وآمال بانتصار حجور

الميليشيات تواصل حشد مقاتليها إلى حجور بالتزامن مع توافد قبلي لمساندة أبنائها

2019-02-05 07:38:44 أخبار اليوم/ خاص


تشهد منطقة حجور بمحافظة حجة- منذ الليلة الماضية- هدوءً حذراً بين ميليشيات الحوثي التي تواصل حشد مقاتليها إلى مداخل المنطقة وبين القبائل التي توافدت إليها عشرات القبائل من المناطق المجاورة لمساندتها ضد الحوثيين.
"أخبار اليوم" تابعت الأحداث في حجور ومستجداتها لتنقل صورة عن مجريات الأحداث وتطوراتها، إلى جانب ترقب أبناء المحافظة ومعهم باقي قبائل المحافظات الذين ينتظرون- بكل شغف- أنباء تحطم الهيلمان الحوثي على أيدي أبناء حجور الأبية، لتبدأ نهاية التمرد منها وليمتد إلى باقي المحافظات، وغيرها من المستجدات.. إلى التفاصيل:
الميليشيات تهدد


أكدت مصادر قبلية ميدانية في حجور بأن المنطقة تشهد هدوءً وترقباً منذ أمس الاثنين.. وأشارت المصادر بأن القيادي الحوثي المدعو/ أبو أدريس -والمكلف مشرفاً لإقليم تهامة - وجّه تهديداً صريحاً عبر الهاتف لأحد وجهاء بني ريبان في كشر الذي قال له " إذا لم تسلموا الجبال فسوف ندخلها بالقوة خلال ثلاثة أيام".
وبحسب المصادر فإن تهديدات القيادي الحوثي جاءت بعد أن منع بني ريبان مجاميعهم من الحفر والتمركز في جبل قريات وطردهم منه، لافتا إلى أن أبناء حجور باتوا يدركون نوايا الميليشيات السيئة ما جعل القبائل جاهزة لكل الاحتمالات وفي أي وقت وسيتصدون للحوثيين، مؤكداً توعد القبائل بعدم دخول حجور سواء بالسلم أو الحرب.
تشييع العشرات من القتلى
وفي مشهد يكشف حجم خسائر هم البشرية جراء حماقتهم في فتح حرب مع قبائل حجور، شيعت ميليشيات الحوثي عشرات القتلى من عناصرها في عدد من المديريات، خلال اليومين الماضيين، وبحسب شهود عيان في كل من مديريات " المحابشة والشغادرة ونجرة والمدينة والشاهل وكحلان الشرف والمفتاح وأفلح اليمن " فقد تم تشييع عشرات القتلى من للميليشيات الذي لقوا مصرعهم في حجور.
كما كانت الميليشيات قد نعت مقتل أكثر من عشرين مسلحاً من أبناء محافظة عمران نهاية الأسبوع الفائت.
حشود حوثية
يأتي ذلك وسط استمرار الميليشيات في ﺣﺸﺪ المزيد من المقاتلين من عدة اتجاهات، أهمها من الجهة الشرقية في اتجاه ﻭﺍﺩﻱ ﻣﻮﺭ المحاد بمحافظة عمران بقيادة المدعو/ أبو إدريس، والذي أمهل قبائل حجور المحادة لعمران ثلاثة أيام لإفساح المجال أمامهم بالتمركز واقتحام المنطقة، الأمر الذي ترفضه القبائل حتى اللحظة.
وتوافد قبلي
وبالتوازي مع حشود الميليشيات توافدت عشرات القبائل المجاورة لحجور لنصرة أبنائها، ردا على الحوثيين بإثبات مبادئ التلاحم ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﺗﻒ القبلي ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﺯﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬﺔ.
وبحسب مصادر محلية فإن حجور استقبلت- خلال اليومين الماضيين- عشرات المقاتلين الذين توافدوا من قبائل عديدة أبرزها قبائل "جبهان، وذو مسلم، وذو كديس" والذين توافدوا لمساندة قبائل حجور، وشكلت جميعها طوقاً دفاعياً منيعاً للمنطقة التي تضم عدة مديريات.
لصالح من توقف الجبهات؟
ومع تحركات الميليشيات المكثفة في اتجاه حجور وأبنائها الأحرار، تشهد معظم جبهات القتال توقفا واضحا، خاصة القريبة من المنطقة المتمثلة في محور حرض وحيران، الأمر الذي يخدم الميليشيات في تركيز جهودها وجمع مقاتليها لكسر شوكة القبائل مهما كلفهم من ثمن، وسبق ان تناولت "أخبار اليوم " فتوى ما يسمى بمفتي الديار في صنعاء التابع للحوثيين "ما يجري في حجور تمرد ولابد من الضرب بيد من جديد حتى لا تنتقل العدوى لباقي القبائل ".
يأتي ذلك في الوقت الذي لم يتم تقديم الدعم والمساندة اللازمة لقبائل حجور من قبل التحالف والشرعية، ويتساءل أبناء حجور ومعهم مئات الناشطين "لماذا لا يتم تحريك الجبهات القتالية في محوري حرض وحيران على الأقل؟ خاصة وأنه من المعروف عن الميليشيات بأنها لا تستطيع المقاومة في أكثر من جبهة في وقت واحد وإنما سياستها في الحرب تعتمد على تجميع مقاتليها في جبهة واحدة حتى تتمكن من السيطرة عليها.
محاولات التصالح
وبالرغم من تحشيد الميليشيات لمقاتليها إلا أنها لم تهمل استخدام وسيلة الخداع بدعوة القبائل للتصالح، حيث وجهت رسالة عبر المتحوثين من أبناء حجور لمشايخها تدعو فيها للتصالح وتأمين المنطقة خاصة الطريق الاستراتيجية الرابطة بين عمران وحرض.
إلا أن القبائل -بحسب مصادر مطلعة- ترفض أي حوار مع الحوثيين، كما -سبق وأن أرسلوا شروطهم الحوثيين مطلع الأسبوع الجاري، والتي تضمنت إزالة المتارس وإيقاف الحرب ومنع أي استحداث لمواقع مسلحة في مناطقهم.
تدخلات خجولة للتحالف
ومنذ بدأت الحرب بين القبائل والميليشيات شنت قوات التحالف العربي عددا بسيطا من الغارات على مواقع للميليشيات، والتي وصفها البعض بالتدخلات الخجولة، ذلك أن القبائل كانت تأمل أن يتم ضرب المواقع التي يتم قصفهم منها، إلى جانب دعمهم بالمؤن والذخيرة والأدوية، عبر الأموال الجوي، بالتزامن مع تقدم للجيش الوطني المرابط في مثلث عاهم و تشكيل ضغط ميداني على الميليشيات، إلا أن ذلك كله لم يتم.
قبائل حجة تترقب
ووسط تطورات الحرب في حجور يعيش أبناء محافظة حجة بمختلف المديريات، حالة ترقب لما ستؤول إليه، ويبدي الكثير إن لم يكن معظم المواطنين أملهم في أن تنكسر شوكة الحوثيين على أيدي قبائل حجور، وبالمقابل يخشون من خذلانهم وتحقيق ما تريده الميليشيات من أجبار حجور للانصياع لأوامرهم والانقياد لتسلطهم.
وهو ما يخشونه، غير أن حجور وأبنائها الأشاوس أثبتوا حتى اللحظة صلابتهم وقدرتهم على مواجهة للميليشيات، وكشفت مدى الضعف والانهزامية التي وصلت اليها قوة الحوثيين التي أرهبت بها باقي المناطق المسيطرة عليها.. وإن غدا لناظره قريب..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد