الوزير السابق عبدالسلام رزاز أمين عام اتحاد القوى الشعبية في حوار خاص مع «أخبار اليوم»

الحوثي امتداد لمدرسة إيران والقوى المنحازة لن تسمح بتعطيل مسار بناء الدولة

2019-02-10 02:27:25 حاوره: معاذ الشرعبي

 

 

عبد السلام رزاز هو الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية ووزير المياه والبيئة السابق في حكومة الوفاق الوطني، وأول مقرر لتكتل أحزاب اللقاء المشترك وناطقه الرسمي منذ إعلانه في 2001، حتى العام 2006، وعضو المجلس الأعلى للقاء المشترك حتى اللحظة.

إلى جانب ذلك فإن السياسي اليمني، عضو في المجلس الوطني لقوى ثورة فبراير 2011، وعضو الأمانة العامة للحوار الوطني الذي تبناه اللقاء المشترك منذ 2008، وحتى قيام ثورة فبراير 2011، وعضوا في مؤتمر الحوار الوطني.
كان رزاز من ضمن رجال المرحلة الانتقالية، وممن تحملوا المسؤولية في أصعب مراحل البلاد ربما، وبحكم اطلاعه ومعرفته على ما كان يدور في أذهان الأطراف السياسية بعد ثورة الشباب وأثناء المرحلة الانتقالية، بل وقراءته للمسارات التي سلكتها البلاد حتى اليوم، قررت صحيفة أخبار اليوم وضع التطورات الأخيرة التي دخل بها المشهد اليمني أمام الرجل في حوار شفاف يتطرق لكل الجوانب السياسية والعسكرية، وتحديدا تلك التطورات البارزة والمتمثلة باتفاق السويد والحديدة تحديدا.
وفي هذا الحوار يجيب رزاز على أسئلة "اخبار اليوم" والتي تتعلق بالعراقيل أمام السلام وعن الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق في الحديدة وعما إذا كانت مليشيات الحوثي جادة في صناعة السلام وإيقاف الحرب. إضافة إلى ذلك يجيب رزاز عن استفسارات اخبار اليوم المتعلقة بدور الأحزاب السياسية وبمدينة تعز ولماذا الانتقام من تعز من قبل مليشيات الحوثي.

 

نص الحوار

لو بدأنا معك أستاذ عبدالسلام رزاز من التطورات الأخيرة التي دخل بها المشهد السياسي والمتمثلة باتفاق الحديدة الذي تمخض عن اتفاق السويد .. دعنا أولا نسمع منك عن هذه الجزئية هل هو اتفاق حقيقي وتمت الموافقة عليه عن قناعة أم انه حصل ضغط على الأطراف للموافقة في اللحظات الأخيرة ولهذا لم تلتزم به أطراف الحرب خصوصا مليشيا الحوثي؟
الملاحظ أنه كلما تقدمت الشرعية في الجبهات القتالية في الساحل ظهرت الامم المتحدة للضغط من اجل ايقاف المعارك تحت مبررات انسانية، والمشكلة ان ايقاف المعارك تصب في صالح الانقلابيين ،والجميع يعرف بان الحوثي لا يحترم الاتفاقيات ولا يهتم للوضع الانساني..
دعونا نقيم اخر اتفاقية وهي اتفاقية السويد ..كم عدد الخروقات التي قام بها الحوثي في اطار هذه الاتفاقية ؟ الاحصائية تقول انها بلغت المئات من الخروقات ..لاشك ان اتفاقية السويد كان سببها هزائم الحوثي في الحديدة وهو الذي سعى اليها بهدف ايقاف زحف الجيش الوطني، والامم المتحدة تحركت للضغط على الشرعية والتحالف ليس لإنقاذ الحوثي وانما بهدف فتح باب نحو السلام والتسوية السياسية ،لكن الحوثي كالعادة يحاول الاستفادة من الوقت لإعادة ترتيب قواته واضاعة الوقت عبر المفاوضات ..بمعنى ان اتفاقية السويد الخاصة بتعزيز الثقة بين الطرفين سيعيقها الحوثي بمختلف الوسائل والمبررات ..فالحوثي لن يصدق ولن يلتزم بالاتفاقيات لأنه يرفض المشروع الوطني الذي جاء بفعل ثورة 11فبراير 2011.

جاء إلى اليمن فريق أممي دولي للإشراف على تنفيذ الاتفاق الذي يفترض أن يتم من خلاله وقف إطلاق النار والانسحابات من الميناء ومواقع الصليف ورأس عيسى ولكن الفريق لم يتمكن من إحراز أي تقدم في التنفيذ وتحمل الفشل رئيس الفريق باتريك كاميرت الذي لم يتمكن من الاستمرار .. برأيك أين يكمن الخلل هل هو في رئيس الفريق أم أن مليشيا الحوثي هي في الحقيقة من تعرقل الإتفاق؟
مليشيا الحوثي تدرك بان اي اتفاق سياسي لن يكون في صالحها ولا في صالح مشروعها الكهنوتي، ولهذا من تسعى لعرقلة عمل فريق الامم المتحدة ..لقد تعرض رئيس الفريق باتريك كاميرت للكثير من المضايقات الحوثية وتحدث عن ذلك بنفسه، ووصلت الأمور إلى إطلاق النار عليه وسرقة تلفونه وتهديد الفريق الحكومي بالقتل في الحديدة ..إن نقل المفاوضات إلى وسط البحر على متن سفينة استأجرتها الامم المتحدة دليل بأن المجتمع الدولي أقتنع بأن الحوثي هو المعرقل للمفاوضات إلى درجة أن حياة فريق الامم المتحدة وفريق الحكومة ليست في مأمن وأن هناك قلق من تهور المليشيا الحوثية التي قد تلجأ إلى تصفية المفاوضين واختلاق المبررات لأنها في الاول والاخير مجرد مليشيا لا تتمتع بأخلاقيات الدول.

إذا كان الخلل في مليشيات الحوثي وعدم التزامها بالاتفاق لماذا إذا المجتمع الدولي سعى إلى تغيير رئيس الفريق؟ هل هو إرضاء للحوثيين أم ماذا؟ ولماذا المجتمع الدولي متساهل الى هذه الدرجة؟
المجتمع الدولي يتعامل مع القضايا بمعايير تختلف عن معايير المتضرر المباشر. نحن نقرأ أسلوب الامم المتحدة وكانه متواطئ مع الحوثي وهذا غير صحيح ..الامم المتحدة مهمتها تعزيز السلام العالمي ونبذ الحروب ولهذا لا يهمها من يكون الحوثي وما مشروعه، العالم يتابع مصالحه ويهمه أن تكون هذه المصالح آمنة ..وفي كل الاحوال فالأمم المتحدة تتعرض للتهم في كل بؤر التوتر وساحات الحروب، والسبب منهجيتها في التعامل مع الازمات الدولية، فهي في الأخير ليست أفضل من الجامعة العربية سوى بالإغاثة ..بالنسبة لتغيير رئيس الفريق الاممي، فهو حسب مصادر أممية جاء تغييره بسبب انتهاء فترته، ولكن برأيي أن الرجل تعرض للمضايقات الميدانية من قبل الحوثي ويبدو انه وصل الى قناعة بأن الفشل هو الأبرز لاتفاقية السويد وأن مهمته لن تنجح بسهولة، ولهذا التزم بفترته المحددة، وغادر ولديه قناعة بان الحوثي لن يساعد على تحقيق السلام في اليمن.

ماذا تتوقع أن يفعله رئيس فريق المراقبين الدوليين الجديد؟ هل سينجح بما فشل به رئيس الفريق السابق؟ وكيف؟
إذا لم يتوفر المناخ المناسب لعمل رئيس الفريق الاممي الجديد لن ينجز شيء على الارض. واقصد بالمناخ التزام الحوثي ببنود اتفاق السويد، ولهذا إذا أراد رئيس الفريق الجديد تحقيق انجاز على الأرض، فعلى المجتمع الدولي أن يضغط على الحوثي بقوة لكي يمتثل للإرادة للدولية وبدون ذلك فلا تنتطروا أي نجاح للفريق ورئيسه ..التجارب امامنا واضحة منذ دخول الحوثي عمران وحتى اليوم ما الذي حققوه مبعوثي الامم المتحدة الى اليمن ؟ توسعت الحرب وزادت المآسي. فالمجتمع الدولي عبر المبعوثين لم يستطيعوا فرض القرارات الاممية على الحوثي، ليس لأن الحوثي قوي وليس لأن المجتمع الدولي ضعيف، ولكن تلك هي آليتهم في ادارة الازمات ..سوريا وليبيا نموذجا.. وللعلم بان الجيش الوطني مع المقاومة ودعم التحالف قطعوا اشواط مهمة في هزيمة الحوثي وبإمكانيات متواضعة وقادرين على استكمال الهزيمة بكل ثقة.

بعض المراقبين السياسيين يرون أن التحركات الأممية الأخيرة في الحديدة تكشف عن مدى عجز المنظمة الدولية أمام مليشيات الحوثي وان ادائها الهزيل ربما مقصودا وتريد ان تبقى فقط لمجرد الحضور ما رأيك انت؟
المنظمة الدولية تمثل دول ومدعومة منها والمتحكم بأدائها الدول الكبرى والجميع يعرف بان هذه المنظمة تتحرك بنفس الدول العظمى وهذه الدول مشغولة بمصالحها، فهناك صراع وتنافس اقتصادي وسياسي وعسكري بين الكبار في العالم، واليمن تأتي في ادنى سلم اهتمامهم الا في حالة ان مصالحهم اصبحت مهددة بشكل مباشر في اليمن، فالتعامل سيتغير، وطالما أن ممرات التجارة الدولية آمنة فالقلق منخفض ..ولهذا فأن سلوك واداء منظمة الامم المتحدة سيظل ضعيف وخامل وهزيل، والحقيقة أن الامم المتحدة لم تحل مشكلة في العالم منذ تأسيسها وحتى اليوم خارج رغبات الكبار ..ولهذا ستبقى منظمة شأنها شأن الجامعة العربية تندد وتقلق وتعبر عن اسفها..الخ. والحوثي يتعامل معها من هذا الفهم مستعينا بتجارب ورصيد ايران بهذا الشأن ..وموظفي الامم المتحدة ليسوا خسرانين شيء فالموازنة متوفرة وكلما طال الوقت زادت الاستفادة.

سياسيون يمنيون يرون أن أداء الأمم المتحدة الهزيل في الحديدة وراءه أجندات لأطراف دولية وأنه ليس هناك جدية في حسم الحرب؟
اليمن ليست اولوية لدى الاطراف الدولية الكبرى ..هناك صراع هيمنة اقتصاديا وسياسيا وغيره في مناطق اكثر اهمية ..اليمن استنفرت دول الاقليم التي هبت لمواجهة الانقلاب الذي هدد مصالحهم المباشرة لصالح ايران ولهذا حضرت هذه الدول في الازمة بقوة ..اما بالنسبة للمجتمع الدولي فان اليمن عبارة عن ورقة للمساومات اليومية في طاولاته ضمن صراع المصالح في منطقة الشرق الاوسط، وهذا ينعكس على اداء الامم المتحدة.

ما الذي تتوقعه أن يحدث في هذا المسار؟ وما هو مصير السلام طبقا لهذه المؤشرات وطبقا للمعطيات على الأرض؟
لو عدنا الى عام 2011 م ،عندما خرج الشعب اليمني الى الساحات حصل تحرك اقليمي ودولي سريع نتج عنه المبادرة الخليجية التي حولت العملية الثورية الى سياسية ازاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح وابقت على الدولة بيده مما ادى إلى قيام ثورة مضادة تحالف فيها صالح مع الحوثي وانقلبا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ومشروع الدستور.. ودخلنا في حرب لازالت قائمة حتى اللحظة، فرضها تحالف صالح والحوثي بهدف الالتفاف على منجزات الثورة السلمية ..ما أريد قوله بان الحوثي اليوم يريد وضع اخر ادناه تقاسم الدولة والابقاء على السلاح بيده لدورة حرب جديدة وبهذا يكون حقق نجاح في اسقاط ومحو منجزات الثورة السلمية لصالح مشروع اللادولة كما هو الحال في لبنان الذي لم يسمح بتحقيق السلام وبناء الدولة لكل اللبنانيين..وبحسب الواقع في اليمن فان القوى المنحازة للشرعية لن تسمح بتعطيل مسار بناء الدولة لكل اليمنيين وسوف تستمر المقاومة بكل الوسائل ..فالسلام مقابل الدولة وفقا لمخرجات الحوار الوطني.

انتم الأحزاب السياسية في اليمن أين هو دوركم في مواجهة كل هذا العبث لماذا لا يكون لكم موقق واضح بهذا الشأن؟
فيما يتعلق بدور الاحزاب حول ما يجري في مسار المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة، فالأحزاب لها مواقف ودائما تلتقي بالمبعوث الاممي وتطرح رأيها بكل وضوح وقوة، ومواقف الشرعية تعبر ايضا عن مواقف الاحزاب .. يجب ان لا تقيس دور الاحزاب اليوم بدورها قبل 2011. فمن بعد هذا التاريخ اصبحت الاحزاب مكون من مكونات المرحلة الانتقالية، وجزء أصيل في الشرعية ومتواجدة في خطوط القتال ضد الانقلاب ولها مواقفها السياسية ضمن الشرعية .. فالشرعية ليست فقط الرئيس المنتخب بل تشمل كل المكونات السياسية التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني ..وفي كل محطات الحوار كانت الاحزاب حاضرة بقوة واخرها حوار الموفنبيك بصنعاء الذي انتهى بسبب اجتياح الحوثي للعاصمة وبقية المحافظات بقوة السلاح ..فعندما فرضت الحرب على اليمنيين من قبل الحوثي اضطرت الاحزاب ان تنظم الى المقامة المسلحة لدحر الانقلاب ولم يغيب دورها مطلقا فهي موجودة في المعركة السياسية والعسكرية ..صحيح ان الدور السياسي انخفض ولكن الاحزاب لازالت تمارس دورها في مختلف المعارك ..وعندما تنتهي الحرب سيختلف الوضع بالتأكيد وستعود الاحزاب الى الفضاء السياسي بقوة.

هل تتوقع أن تعود الحرب الى واجهة التصعيد؟ كيف يمكن للحرب أن تنتهي أم أنه قد كتب لها الاستمرار بهذا الشكل ومعها يموت اليمنيين دون مبالاة؟
خلال اكثر من خمسة العقود واليمن تعيش صراعات وحروب انهكت اليمنيين وعطلت بناء الدولة، وجاءت ثورة فبراير 2011 جمعت كل الاطراف على طاولة حوار وجها لوجه وخلال عشرة اشهر من الحوار والعصف الذهني توصل الجميع الى حل دائم لتلك الصراعات العبثية تمثل بمخرجات الحوار الوطني التي وضعت صيغة الدولة الاتحادية الحديثة كحل للجميع ، وتفاجئنا بالانقلاب المسلح على هذه المخرجات من تحالف الحوثي وصالح وفرضت الحرب على الجميع ..ولا يمكن ان تنتهي الحرب الا بتسليم الحوثي للسلاح وتحوله الى كيان سياسي وطني والعودة الى العملية السياسية لاستكمال ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية التي تم الانقلاب عليها بقوة السلاح في 21 سبتمبر 2014.

ما هو تقييمك لأداء حكومة الشرعية؟
بالنسبة للحكومة ..نحن الان في الحكومة الثالثة التي يراسها الدكتور معين .. مرت الحكومة الاولى بظروف قاسية امنية ومالية وغيره ، وجاءت الحكومة الثانية وحققت خطوات تشكر عليها في وسط ظروف ايضا مرتبكة لكنها استطاعت ان تستعيد الاوضاع المؤسسية من الصفر ووفرت الحد الادنى من الاستقرار في المحافظات المحررة بدعم رئيس الجمهورية والتحالف ..وجاءت الحكومة الثالثة لكي تواصل من حيث انتهى السابقون وطالما هي حديثة عهد فلا نستطيع تقييمها ومع ذلك هناك مؤشرات ايجابية لرئيس الوزراء الجديد الدكتور معين تنبئ باداء اكثر مؤسسيا وانضباطا وحرصا ونتمنى له كل التوفيق مع الشكر لسابقيه .
بشكل عام عندما عادت الشرعية الى عدن عام 2015 بعد دحر الحوثيين منها كانت اوضاع الدولة بمختلف مؤسساتها صفراً لا مقرات ولا مال ولا خدمات ولا أمن ..الخ .لقد كانت البداية من الصفر في كل شيء ..ومقارنة بين البداية واليوم هناك انجازات تحقق خلال الاربع السنوات لا نستطيع حجب الشمس عنها ..اليوم هناك كهرباء ومرتبات ومؤسسات امنية ومقرات للوزارات ومدارس ومستشفيات عادت الى عملها وغيرها من الخدمات، طبعا كان لدول التحالف ومازال يد في هذا التحسن وخصوصا المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ..لا شك ان المواطن ينتظر الاكثر وهذا من حقه، فالذي فقده منذ الانقلاب وحتى اليوم ليس بالقليل ..اتمنى التوفيق للأخ رئيس الوزراء في كل مهامه الحكومية ..فالناس يأملون مزيد من التنظيم المؤسسي وتقوية الامن بالدرجة الاولى في مختلف المحافظات المحررة بدءا بالعاصمة عدن وتفعيل مؤسسات القضاء وتعزيز الشفافية والقضاء على اية عشوائية في الجانب المالي والاداري وتحقيق العدالة في الحقوق وتفعيل الرقابة والمحاسبة .

ما رأيك بملف الأسرى والمعتقلين هل تتوقع أن يتم تنفيذ الاتفاق بهذا الملف؟ أم أنه ورقة أخرى للمناورة؟
فيما يتعلق بالأسرى والمعتقلين اتوقع ان يمارس الحوثي الكثير من التحايل في هذا الملف وقد يمارس الابتزاز خصوصا على الامم المتحدة ..فمنذ ان بدأ الحديث عن هذا الملف قام الحوثي كما نسمع ببعض ممارساته وتحايلاته من خلال احالة ملفات بعض المعتقلين إلى المحاكم التابعة له بحيث يخرج من يريد من الاشخاص من قائمة الاسرى والمعتقلين الى قائمة القضايا الجنائية ..كما اتوقع ان يقوم الحوثي باختلاق العراقيل واضاعة الوقت من خلال اللعب بهذا الملف. ربما يطالب بأسماء مقاتلين قضوا في المعارك على اساس انهم مازالوا أسرى مع الاحياء وهكذا. فالحوثي امتداد لمدرسة ايران في الحيل والاكاذيب، إلا إذا كان بحاجة لمقاتلين فانه سيحرص على التسريع بهذا الملف ومع ذلك قد يتعامل معه كورقة للمناورة كما تفضلت.

بماذا تنصح حكومة الشرعية والرئيس هادي؟
انصح حكومة الشرعية والرئيس هادي باستكمال اعلان تحالف الاحزاب الداعمة للشرعية وهي اجمالا كل الاحزاب في اليمن ..وانصحهم الاهتمام بالملف الامني في كل المحافظات المحررة وتحسين الرسالة الاعلامية في جميع القنوات التابعة للشرعية بما يخدم المعركة الوطنية ضد الانقلابيين ويعزز الوعي الوطني ويفضح المشروع الحوثي الايراني ويرفع معنويات كل اليمنيين لمواجهة هذا المشروع الكهنوتي ..كما انصحهم بتعزيز نماذج الدولة في كل المناطق المحررة والمزيد من استقطاب الكفاءات لتأسيس النموذج في كل اجهزة الدولة ومؤسساتها، وتسهيل الادارة اليومية لحل قضايا الناس، والتخلص من التعقيدات البيروقراطية والروتينية ..وتحسين الخدمات بقدر المستطاع واستئناف المشاريع الممولة من الخارج في المجالات الخدمية وما اكثرها، وضبط وادارة الموارد المحلية وتنميتها في المناطق المحررة من خلال هذه الاجراءات سوف تتحسن سمعة اليمن خارجيا وسيبعث الامل عند المواطن.

ماذا تقول عن ملف تعز؟ لماذا تعز يتم اقصاءها في كل الأحوال والظروف؟
اذا ذهبت جنوبا وشرقا وغربا في المناطق المحررة سوف تسمع نفس الكلام ..تعز اليوم افضل من تعز بالأمس المرتبات تصرف، الامن يتحسن، المدارس مفتوحة، الحركة والتجارة والعودة اليها تزداد كل يوم. أما اذا كنت تقصد بالإقصاء في مجال التحرير فهذا الامر يتعلق بسياسة التحالف وتقديرات القيادة والخطط العسكرية وربما هناك بعض العوامل المحلية في تعز تعيق عملية التحرير ومنها المناكفات ذات الطابع الحزبي داخل تعز التي ادت الى الانقسامات ..ومع ذلك تعز هي جزء من اليمن واذا تقرر استكمال تحرير اليمن لن تتخلف تعز عن التحرير.

ماذا تتوقع أن يفعله محافظ تعز الجديد؟ ما الذي تحتاجه تعز الآن؟
بالنسبة للأخ محافظ تعز الاستاذ نبيل شمسان ادعو الله ان يوفقه في مهامه ثم اتمنى ان يحصل على موازنة من الحكومة ومن المانحين بما يساعده على معالجة وانجاز متطلبات الامن والخدمات بشكل ..فالمحافظة تنتظر منه تعزيز الامن وتحسين التعليم والصحة وخدمات المياه والصرف الصحي وتنظيف المدينة من القمامة وتحسين الشوارع وتفعيل القضاء والرقابة والمحاسبة وتحسين التعليم الجامعي وتعزيز الشفافية، وهو رجل ادارة عرفناه في حكومة الوفاق ولا تنقصه الخبرة، وعلى الاحزاب في تعز ان تتخلى عن المناكفات المضرة وتكون عونا للمحافظ وتفعل الرقابة الشعبية التي تعزز النزاهة وتحارب الفساد وتحترم الكفاءة الحقيقية.

لماذا الانتقام من تعز بإطلاق القذائف عليها باستمرار؟
الحوثي ينتقم من تعز ومن اليمن كلها ..هو ينتقم منها لأنها رفضت انقلابه على الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني ..هو ينتقم منها لأنها كسرت مشروعه الكهنوتي ..تعز عانت تاريخيا من الحكم الامامي ومن الطبيعي ان ترفض مشروع الحوثي باعتباره امتدادا للإمامة في احتكار السلطة والثروة ..الحوثي ينتقم من تعز لأنه هزم فيها وينتقم من الجنوب والشرق والغرب والشمال، ايضا لانهم رفضوا مشروعه في قتل اليمنيين وتجهيلهم وتجويعهم ومصادرة حقوقهم وانقلابه على منجزهم التاريخي ممثلا بمخرجات الحوار الوطني ..هو ينتقم من كل الاحرار في اليمن لانهم وقفوا ضد مشروعه الذي استمده من التاريخ الاسود لأجداده ومن نظام الملالي في ايران النظام الذي دمر سوريا ولبنان والعراق وانتقل الى اليمن ويستهدف كل العرب. ينتقم من تعز لان تعز واجهته بوعيها المدني المعاصر وفاجأته برجال اشداء صدوا جحافله الواهمين بأبسط وسائل المقاومة ..وكلما استمر الحوثي بقصف المدنيين في تعز يتزلزل مشروعه عند كل قطرة دم يسفكها في تعز.
رسالتك الأخيرة ولمن؟
لكل اليمنيين جنوبا وشمالا شرقا وغربا اقول لهم ان مشروع الكهنوت الحوثي مهزوم ..لقد هزم بإرادتكم وبوعيكم ولم يتبقى سوى القليل، اصبروا ورصوا صفوفكم خلف الرئيس هادي فهو قائد مشروع اليمن الجديد ..لا تضيعوا الفرص فهي لا تتكرر بسهولة ..اليوم العالم معنا في استعادة واستئناف بناء مشروعنا الدولة الجديدة دولة الحقوق والمواطنة المتساوية، مشروعنا الذي انجزه كل اليمنيين برعاية العالم هو مخرجنا ومستقبل اولادنا واحفادنا ..رصوا صفوفكم خلف الرئيس هادي ولن تندموا.

  

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد