نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر منخرطة في مفاوضات السلام اليمنية، أن تنفيذ اتفاق السلام في مدينة الحديدة توقف مجدداً على ما يبدو، رغم جهود الأمم المتحدة لإنقاذ الاتفاق الذي يمهد لإجراء مفاوضات أوسع.
واعترف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش- يوم أمس الثلاثاء- أثناء مؤتمر للمنظمة الدولية في جنيف، ببطء التقدم في تنفيذ سحب القوات من الحديدة التي تمثل شريان الحياة للملايين الذين يواجهون الجوع.
وكان من المقرر بموجب الاتفاق إعادة الانتشار بحلول السابع من يناير كانون الثاني.
ولم يتم أيضاً الالتزام بجدول زمني أُعلن الأسبوع الماضي كان من المقرر بموجبه بدء انسحاب قوات الحوثي من مينائي الصليف ورأس عيسى.
وقال المصدر "ليس واضحاً تماماً لماذا ألغوا الانسحاب رغم أن زعيم الحوثيين نفسه قال إنهم على استعداد لسحب القوات من جانب واحد".
وذكرت مصادر أخرى "لرويترز" أن انعدام الثقة بين الجانبين لا يزال يمثل العقبة الرئيسية أمام تشكيل سلطة محلية لإدارة المدينة والموانئ، وفقا لاتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه أثناء محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول.
وقال مسؤول في حكومة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، لرويترز إن الحوثيين لا يريدون السلام.
وفي جنيف، عبّر مايكل آرون- سفير بريطانيا لدى اليمن في تصريح لرويترز- عن أمله في أن يتم الانسحاب هذا الأسبوع.
وقال "يتعين حدوث ذلك... إذا لم يتم تنفيذ اتفاق ستوكهولم، لن نعود إلى المربع رقم واحد بل إلى المربع سالب واحد".
إلى ذلك قالت مصادر ميدانية في محافظة الحديدة إن مليشيا الحوثي الانقلابية قصفت مستشفى 22 مايو بعدد من القذائف.
وذكرت المصادر أن القصف تزامن مع مرور الموكب الأممي من أمام المستشفى.
كما جددت مليشيا الحوثي قصفها واستهدافها لمواقع قوات العمالقة ومنازل المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة.
يأتي هذا تزامناً مع استمرار عرقلة مليشيا الحوثي لعملية الانتشار في الحديدة.
وعلى صعيد متصل بتعثر تنفيذ خطة الانتشار وتوقف تنفيذ الاتفاق وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث- أمس الثلاثاء- إلى العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، في ثالث زيارة له إلى المدينة خلال شهر.
وذكر مصدر ملاحي بمطار صنعاء إن غريفيث وصل عبر طائرة تابعة للأمم المتحدة، قادماً من العاصمة الأردنية عمان.
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي قيادات في مليشيا الحوثيين، ضمن جهوده الساعية إلى تحقيق تقدم في تطبيق اتفاق السويد، المتعلق بالانسحاب من الحديدة وتبادل الأسرى.
وتأتي هذه الزيارة بعد تلويح زعيم مليشيا الحوثي، أمس الأول الاثنين بخيار الرد العسكري، عقب تعليق المليشيا انسحابها من محافظة الحديدة غربي اليمن، وتعثر تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أن زيارة المبعوث الأممي السريعة إلى صنعاء تأتي بعد عدم تمكن كبير المراقبين الدوليين لوليسغارد من ضمان التزام الحوثيين بأي اتفاق أو التنفيذ المزمن، لافتين إلى أن الزيارة ربما تنقذ جهود لوليسغارد عقب وصول اتفاق ستوكهولم على المحك وإلى ريق مسدود بعد طلب مزيداً من الوقت الإضافي.