بالوثائق.. "أخبار اليوم" تفتح ملف الفساد..

جمعية الهلال الأحمر اليمني بإب.. نهب منظم.. وفساد لا محدود!

2019-03-07 03:01:18 أخبار اليوم/ خاص


تحولّت جمعية الهلال اليمني بمحافظة إب، إلى وكر للفساد وفيه تمارس عصابة الفساد النهب المنظم والسرقة المشهودة والاستغلال السيئ لإدارته في تمرير صفقات مشبوهة بملايين الريالات.
وباتت هذه الجمعية الإنسانية مطمعاً للطامعين وهدفاً للنافذين ولأموالها.. فتم السيطرة عليها من قبل الحوثيين وعينوا لها تابعين لهم في الإدارة التنفيذية والمالية والحسابات وتم معرفة كل ما يخص عملها، وبدأت عمليات النهب لمخصصاتها المالية سواء المحلية أو المنح الدولية من المنظمات الدولية والطبية المعروفة!
من المؤسف أن تتحول جمعية تحمل اسم "الهلال الأحمر اليمني".. هذا الاسم النبيل والمرتبط إنسانياً بالعمل الإنساني والطبي والصحي ومساعدة الفقراء صحياً وطبياً، حيث ارتبطت الجمعية- منذ زمن- بالمواطنين وذلك بما تقدمه من خدمات رائعة جعلتها تحظى بالتقدير من قبل من تعاملوا معها وفي أي مكان داخل اليمن!
كانت هناك مبادئ معروفة للهلال الأحمر- بشكل عام- مرتبطة بهذا الكيان والاسم الكبير، تتمثل في "الإنسانية- الحياد- التطوع- التضحية- عدم الانحياز- العالمية" وهي المبادئ التي تسير عليها الجمعيات في كل العالم، بما فيها بلادنا، لأنها تظل قيماً أخلاقية وإنسانية.
لكن من المؤسف أن يتحول فرع جمعية الهلال الاحمر اليمني بإب إلى وكر للفساد والسرقة بوضوح وبلا خجل أو حياء.
لكننا- فعلاً- في زمن الحوثي اللص ومسيرة اللصوص.. فمن سرق ونهب دولة بكاملها- أموالها وسلاحها- فلن يعجز عن سرقة جمعية مثل الهلال الاحمر اليمني وتسخيرها لعصابة محددة من أتباعه وشلة فساد مسيطرة على الجمعية، فيما يكتفي رئيس الفرع وأعضاء الهيئة الإدارية بالفرجة والصمت وليس بعيداً مشاركتهم في تقاسم الغنائم والأرباح
أكثر من 100 وثيقة- وصلت للصحيفة- بالإضافة إلى تسجيلات صوتية. كلها تكشف عن مخالفات مالية وتجاوزات خطيرة وفساد مرعب ونهب منظم للملايين من أموال الجمعية تحت يافطات ومشاريع وهمية وأخرى غير مطابقة للمواصفات، وأخرى لم تكتمل وصرفيات مهولة للقيادات الحوثية!
فساد بلا حدود!
ما يحدث في فرع الجمعية بإب ليس فساداً أو نهباً أو سرقة، بل أكثر من ذلك بكثير، يصعب توصيفه. .ذلك أن الوثائق تكشف المثير والمثير عما ظهر من الفساد الذي حدث وحصل في أعمال الجمعية طيلة سنوات ماضية ومنذ انقلاب الحوثي وسيطرته على مؤسسات الدولة وفرض أتباعه على كل المؤسسات والإدارات، ليضمنوا بذلك تحقيق الانتصار في نهب موارد الدولة بشكل كامل..
إن فساد جمعية الهلال الاحمر اليمني بإب تجاوز الحدود، باستغلال المنح والمساعدات المالية الدولية المقدمة للجمعية وصرفها في نفقات غير صحيحة واعتماد مكافآت شهرية بالآلاف للقيادات الحوثية وبالمخالفة للقانون!
السيطرة على الجمعية
أولاً: تمت السيطرة على الجمعية عبر عدة طرق بفرض أتباع الحوثي في أكثر من مكان، وتمرير ما يريدون وذلك عبر المدير التنفيذي للجمعية أبو الطيب/ علي إسماعيل المتوكل.. و(أبو الطيب) موظف صيدلي في مكتب الصحة بإب، بالإضافة إلى كونه مشرفاً حوثياً على فرع شركة النفط بالمحافظة.
يمتلك أبو الطيب مدارس طيبة الأهلية بالمدينة.. وأيضا يمتلك صيدلية الطيب، كل هذا للمشرف الحوثي أبو الطيب ويعتبر مديراً تنفيذياً للجمعية ما يعني أنه "الكل في الكل"، مع صمت رئيس الجمعية الدكتور/ إسماعيل الشويطر.. والأمين العام وبقية أعضاء الهيئة الإدارية!
ثانياً: عبدالله أحمد علي السادة- مسؤول حسابات الجمعية- وهو- أيضاً- موظف بشركة النفط.. ومحاسب مشروع الصمود.. ومحاسب اللجنة الدولية!
ثالثا: أكرم يحيي سعيد- مسؤول الإعلام والنشر بالجمعية- وهو- أيضاً- موظف بمكتب الصحة، ومنسق مكتب الصحة والتثقيف الصحي بالجمهورية، ورئيس المتطوعين للجمهورية بالهلال الأحمر..
رابعاً: عبدالله محمد العواضي- منسق الكوارث- وهو أيضاً موظف بمكتب الصحة وأمين المخازن!
وهناك أسماء عدة تم فرضها الحوثي بالجمعية لتظل الجمعية تحت إشراف الحوثة المهيمنين والمسيطرين ليعملوا ما يريدون، ولا يستطيع أحد من قيادة الجمعية أو أعضائها أن يعترض أو يقول شئياً حيال ما يجري من عبث وفساد وإفساد.
تكشف الوثائق- التي حصلت عليها الصحيفة- أن فرع الجمعية اليمنية للهلال الأحمر اليمني بإب يتحصل على دعم مالي كبير، ينقسم إلى دعم داخلي يتمثل في مبالغ شهرية يتم تحصيلها وجمعها من المكاتب الحكومية بالمحافظة كإسهام منها لدعم الجمعية.. وأيضا دعم خارجي من المنظمات الدولية يصل إلى ملايين الريالات.
الجهات الداعمة
بعد رصد للجهات التي تدعم الجمعية استطعنا أن نقف على هذه الجهات ومنها:
-الاتحاد الدولي للصليب الأحمر.
-اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
-الصليب الأحمر الدانماركي.
-منظمة اليونيسيف.
-المركز الرئيسي لجمعيات الهلال الأحمر اليمني.
بالإضافة إلى الدعم المالي الشهري الذي يتم جمعه من المكاتب الحكومية بإب.
أرقام الدعم:
ثلاثة ملايين ريال شهريا، مقدار ما يتم جمعه من المكاتب الحكومية بإب لصالح الجمعية ويورد لها شهرياً.
تسعة ملايين ريال.. كل ثلاثة أشهر هو الدعم المقدم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
16 مليون ريال كل ثلاثة أشهر، يقدمها الصليب الأحمر الدانماركي.
ستة ملايين ريال كل ثلاثة أشهر، الدعم المالي المقدم من الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر.
كروت صحية ومبالغ مالية بحدود أربعة ملايين تقدمها منظمة "اليونيسيف" كل ثلاثة أشهر..
استغلال المنح الدولية
وكشفت الوثائق أن الجمعية بإب تتلقى منحاً مالية كبيرة لأعمال تتعلق بإعادة تأهيل بعض المراكز الطبية في القرى والأرياف.. وأيضاً لمشاريع وبرامج الصحة المجتمعية، وإصلاح وتأهيل شبكات المياه لبعض القرى، وكذا منح ومساعدات مالية كبيرة ترصدها الوثائق.. لكن بعضها لم يكتمل أو غير مطابق للمواصفات وأعمال غير سليمة.. لكن المؤلم أن الجمعية تتجاهل كل الأخطاء والتجاوزات وتسلّم الأموال والملايين لمن تعاقدت معهم لتنفيذ المشاريع بالمخالفة للقانون وقانون المناقصات!
المشاريع كثيرة والتجاوزات كثيرة- أيضاً- والفساد ملأ السمع والبصر واستغلال المنح والمساعدات الدولية يسير بوتيرة عالية ونشاط مكثف.
هروب من المحاسبة
يعمد الحوثيون في الجمعية بإب إلى عدم إظهار الموازنات المالية والصرفيات والتصفيات المالية للمشاريع والبرامج على الجهات الرقابية لفحصها ومراجعتها تحت أعذار دائمة بأنه يتم إرسال الموازنات والتصفيات إلى المركز الرئيسي للجمعية..
ولماذا يتحايلون على الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.. ويتهربون من الضرائب؟
كروت صحية
والمؤلم أن يقوم الحوثيون في جمعية الهلال الأحمر اليمني بإب بتوزيع الكروت الصحية المجانية على أتباعهم والمحسوبين عليهم والموالين لهم وحرمان الآخرين من هذه الكروت، خاصة الفقراء والمحتاجين.. في وقت يتم مراضاة أعضاء الهيئة الإدارية بهذه الكروت المجانية ليلزموا الصمت.. ويتم تجاهل طلبات الفقراء والمحتاجين والنازحين في صورة قبيحة قاسية أن تمنع عن المحتاج فرصة علاج وتمنحها لمن لا يحتاجها.. فقط لأنه من المحسوبين عليك ويؤدي صرخة الموت في وجوه الفقراء والمحتاجين!
فتح ملف الفساد
فتحنا ملف جمعية الهلال الأحمر اليمني بأب.. وهذه ستكون أولى حلقات كشف فساد الجمعية..
وسنواصل في الأيام القادمة كشف الفساد وكيف تنهب الملايين وأين تصرف، ولمن؟؟ وبالوثائق والأرقام والتفاصيل الكاملة إن شاء الله..
تابعونا

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد