ظهر رئيس ما يسمى برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عيدروس الزُبيدي، في البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء، بعد تصريحات مثيرة عن الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن واصفاً إياه بـ"الشراكة".
قال الزُبيدي إنه حضر بدعوة رسمية من مجلس العموم البريطاني! واحتفل أنصار المجلس بتلقي الدعوة المزعومة خلال اليومين الماضيين.
وفي الواقع أن الزُبيدي لم يحضر بدعوة رسمية من مجلس العموم البريطاني ولا من الحكومة البريطانية، وكان حضوره ضمن ندوة أقامها مركز السياسة الخارجية البريطاني بعنوان "الصراع المنسي في اليمن: الانقسامات الطائفية والأزمة الإنسانية ومسألة الجنوب".
يُقدم المركز نفسه على أنه منظمة غير حكومية وغير ربحية تتلخص مهمته في "توفير مساحة مفتوحة وسهلة الوصول للأفكار والمعارف والخبرات من الخبراء والأكاديميين والناشطين من جميع أنحاء العالم، بحيث يمكن سماع أصواتهم من قبل جمهور عالمي من المواطنين وصناع القرار من أجل إيجاد حلول للتحديات الدولية اليوم".
ويعتبر المركز واحداً من جماعات الضغط التي تحاول التأثير في صناعة القرار في البرلمان والحكومة البريطانيين، يديره منذ 2017، آدم هوج وهو مستشار في مجلس مدينة وستمنستر (هيئة الحكم المحلية).
قام المركز باستئجار إحدى قاعات البرلمان البريطاني لإقامة الندوة التي حضرها منظمو الفعالية وآخرين بما في ذلك وسائل الإعلام بدعوة من مركز الدراسات.
تملك دولة الإمارات العربية المتحدة ارتباطاً وثيقاً بجماعات الضغط في المملكة المتحدة، خلال السنوات الأربع الماضية كشفت الصحافة البريطانية عن شبكة واسعة من جماعات الضغط في البرلمان والحكومة بما في ذلك أشخاص مقربين من رئيس الحكومة السابق ديفيد كاميرون.
تملك دولة الإمارات مجموعة خاصة في البرلمان البريطاني تدعم القضايا التي تثيرها في البرلمان، كما أن من مهمة جماعات الضغط والعلاقات العامة تأمين وصول العملاء إلى مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية.
ويشير طبيعة عقد استئجار جماعة ضغط في الولايات المتحدة إلى عمل مكاتب العلاقات العامة الاستشارية والتنفيذية مع المجلس الانتقالي الجنوبي؛ ونشر تفاصيل العقد "يمن مونيتور" في يناير/كانون الثاني2018 مع شركة (غروسروتس بوليتيكال كونسولتينغ) -Grassroots Political Consulting- بقيمة 180 ألف دولار.
وبموجب الاتفاق يدفع المجلس الانتقالي الجنوبي 15000$ شهرياً للشركة الأمريكية مقابل الاستشارات وتنظيم لوبي إعلامي يضغط على جماعات الضغط في واشنطن.