أكد مصدر حكومي أن تعذر انعقاد المؤتمر الأول التأسيسي للائتلاف الوطني الجنوبي اليمني، الذي كان مقرراً انعقاده في القاهرة- الخميس الماضي- قد تم بتدخل مباشر من السلطات المصرية التي أبلغت السفير اليمني مباشرة عدم سماحها بقيام هذه الفعالية..
وأشار المصدر الحكومي- نقلاً عن السفير مارم- إلى أن تدخل السلطات الإماراتية على مستويات عالية كانت وراء تغيير السلطات المصرية موافقتها بانعقاد المؤتمر..
وفي السياق ذاته، حمّل مستشارون للرئيس هادي، اللجنة التحضيرية، مسئولية فشل انعقاد المؤتمر وتغيير السلطات المصرية موقفها وذلك نتيجة تعاملها مع انعقاد المؤتمر بصورة مغايرة لأهميته، نظراً للحساسية التي ستثير حفيظة دولة الإمارات، كونها تعتبر إنشاء هذا الائتلاف موجهاً لتحجيم نفوذها على الجنوب، وأنه كان المفترض إحاطة السلطات المصرية بمستواها الأعلى وهو مالم يعطه المسئولون عن انعقاد المؤتمر أي أهميه، خاصة وأن من يرأس اللجنة هما أحمد العيسي والوزير نايف البكري، حيث كان يجب- حسب كلام المستشارين للرئيس- عدم ظهورهما بصورة علنية..
هذا وقد تطابقت وجهات نظر مستشاري الرئيس- الذين تم التواصل مهم من قبل الصحيفة وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم- بأن غالبية الأدوات السياسية التي يعتمد عليها الرئيس، قد فشلت في كل مهامها في الحفاظ علي الجنوب وعدن خاصة وأنها تعتبر أدوات فاشلة بامتياز..
من جانب آخر- وحسب ما أفاد بيان عن اللجنة التحضيرية- قال مصدر حكومي إن السلطات المصرية سحبت موافقتها ومنعت إقامة الاجتماع ، لكن البيان قال إن سبب التأجيل يعود "لأسباب إجرائية خارجة عن الإرادة".
وحسب المصدر الحكومي فإن الإمارات- التي تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي- طلبت من السلطات المصرية وقف المؤتمر، والتي طلبت من اللجنة التحضيرية عدم عقده.
وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي/ هاني بن بريك، كتب على تويتر محرضاً السلطات المصرية على وقف المؤتمر.
وقال "بن بريك" إن أجهزة الأمن المصرية لن تكون بعيدة عن تحركات شخصيات بارزة في الشرعية اليمنية التي وصفها بـالتابعة للإخوان المسلمين، الجماعة المحظورة في مصر والإمارات.
وقال بن بريك إن هدف المؤتمر تفريخ مكونات جنوبية جديدة.
جدير بالذكر أن الشخصيات المشاركة في الائتلاف تمثل معظم التكتلات ضمن الحراك الجنوبي والفعاليات الجنوبية المختلفة، وكانت ستمثل المحافظات الجنوبية الثمان ما يقطع الطريق عن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من "أبوظبي" الذي يقدّم نفسه كسلطة موازية.