استكملت الميليشيات سيطرتها عليها ونكّلت بأبنائها الأحرار بوحشية

حجور .. آخر قلاع الجمهورية تغتالها خيانات الشرعية والتحالف والقبائل تدفع ثمنها غالياً

2019-03-11 20:09:41 أخبار اليوم/ تقرير خاص


سقطت حجور بيد عصابات الحوثي الإرهابية بعد قرابة شهرين من الصمود والثبات لقبائلها أثخنت في الميليشيات ما لم تفعله الشرعية والتحالف طيلة السنوات الماضية، ولم يكن لآخر قلاع الجمهورية "حجور" أن تسقط لولا خيانات ضعفاء النفوس في الداخل وخذلان الشرعية والتحالف الذين جعلوا من أبطال حجور لقمة صائغة للحوثيين.
فقد استكملت الميليشيات- أمس الأحد- بسط نفذوها على ما تبقى من قبائل مديرية كشر وسط حجور، حيث تدور المعارك، غير أن الحوثيين لم يتركوا جريمة إلا ومارسوها بحق أبناء المديرية، من قتل وتدمير للمنازل وعبث بكرامة المواطنين، بصورة انتقامية فاقت كل جماعات الإرهاب في العالم.
"أخبار اليوم" تابعت- عبر هذا التقرير- أحداث كشر وجرائم الميليشيات المنافية للقيم والأخلاق الإنسانية، إلى جانب العوامل التي ساهمت في سيطرة الحوثيين عليها وإخماد انتفاضتها التي كانت الأمل المتبقي لليمنيين في نهاية معاناتهم .... إلى التفاصيل:
استكمال السيطرة
استكملت الميليشيات الحوثية سيطرتها على مديرية كشر بعد اقتحامها العبيسة ومركز المديرية قبل يومين، حيث واصلت حشد مقاتليها إلى الجهة الجنوبية (مزرعة) والغربية من جهة عاهم المئآت من عناصرها بشكل كبير جداً مصحوبين بمختلف أنواع الأسلحة.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد توجهت المليشيات، بكل قوتها، إلى كل من الجحاشة والزعاكرة بني السعيدي وبني عمر وغيرها من القبائل المجاورة لها و مارست بحق أبنائها أبشع الجرائم.
تنكيل بوجهاء حجور
وفي مقدمة كوكبة الشهداء انتقل القيادي الميداني الشيخ/ أحمد الزعكري (المكنى أبومسلم) إلى جوار ربه، مقبلاً غير مدير، بعد حياة حافلة بالكفاح والنضال ضد عصابات الحوثي الإرهابية، ومعه عشرات الشهداء من أبطال حجور الأحرار.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد قتلت الميليشيات القيادي أبومسلم الزعكري بعد أن تمكنت من القبض عليه جريحاً، كما لم تكتف بقتله وإنما عبثت بجثته ومثلت بها.. فيما أوضحت المصادر بأن القيادي/ علي فلات، لم يعرف مصيره حتى لحظة كتابة التقرير، وأصيب الشيخ/ زيد عرجاش- رئيس الحزب الناصري بحجة ووكيل المحافظة- وهو يواجه الميليشيات إلى جانب قبائل حجور.
الجرحى مختطفون
وضمن سجلها الإجرامي، أقدمت الميليشيات على اختطاف عشرات الجرحى من أبناء حجور. وأوضحت المصادر بأن من بينهم عشرون جريحاً اختطفتهم من منزل زيد عمير النمشة، الذي كانوا فيه.
وحولت الميليشيات، المستوصف الصحي في العبيسة، إلى سجن، حيث وضع فيه بعض المختطفيين، فيما لا يعرف مصير آخرين.
تفجير المنازل


تفجير المنازل جريمة ارتبطت هي الأخرى بميليشيات الحوثي، حيث أقدمت على تفجير عشرات المنازل، خاصة منازل القيادات الميدانية منها منازل "أبومسلم الزعكري وعلي فلات، وزيد عمير، وفهد النمشة، وعبد الخالق النمشة، ومحمد أحمد النمشة، ومحسن قرفط ريبان، ومحمد الهادي " وذلك بتفخيخها والعبوات الناسفة، فيما دمّرت منزل الشيخ/ محمد العمري بقذيفة دبابة.
كما فجّر الحوثيون قلعة النمغة، وهي قلعة كبيرة مكونة من ثلاثة طابق وملاحق، تعود لجد بني الزعكري..
وحتى كتابة التقرير وعمليات التفجير لازالت مستمرة بحق المقاومين من قبل عصابات الحوثي.
التحالف يستهدف المدنيين
وبينما يتحدث التحالف العربي عن تنفيذه عدة غارات على مواقع الميليشيات منذ صباح السبت، بينما الميليشيات لم تتوقف عن زحوفاتها حتى استكملت سيطرتها على ما تبقى من القبائل في كشر.
وبحسب مصادر محلية فقد تعرض مدنيون من أبناء كشر لغارات التحالف.
ويتساءل أبناء حجة.. كيف تمكن الحوثيون من بسط نفوذهم على كشر، بهذه السرعة في الوقت الذي يتباهى التحالف بقصف مواقعهم؟ واين جاءت هذه الغارات التي لو كانت فعلية لما تمكنت الميليشيات من البقاء في حجور، بل لما تجرأت قياداتها المعينيين محافظين لحجة والمحويت والحديدة أن ينفذوا زيارات ميدانية إلى منطقة العبيسة السبت المنصرم؟..
كشف الحقيقة 
سيطرة الميليشيات على حجور، ستكون سيفاً ذا حدين- إن جاز التعبير- حيث ستكشف الأيام القادمة، حقيقة أنهم أعداء للمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، أم أنها -أي الميليشيات - متحالفة مع السعودية التي باتت مدنها في مرمى الحوثيين.
و بالعودة الى أحداث دماج قبل دخول الميليشيات الى عمران قبيل انقلابهم، فقد ساهمت المملكة في سيطرتهم عليها وأقنعت حيذاك الرئيس/ عبدربه منصور هادي بأنهم متفقون معهم، وقال هادي- حينها لأبناء دماج- بأن عليهم الخروج منها وأنه "لا يستطيع حمايتهم"، بما تمتلكه الدولة من جيش وأسلحة وعتاد وقوة، فما بالك والشرعية اليوم تعيش وضعاً لا تملك فيه القرار .
حادثة دماج وما شابها من ملابسات وما تلاها من أحداث، أثبتت- وبلا شك- بأن ميليشيات الحوثي شكلت أهم وأكبر حليف للسعودية والإمارات.. فكل طرف منهم يحقق أهداف الآخر، عملياً، بينما يذرون الرماد على العيون بالتصريحات العدائية، كما هو حال شعار الحوثيين الذين يدعون الموت لأميركا ويستجدون الدعم منها بمختلف المستويات.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد