مسلسل استهداف طيران التحالف للجيش الوطني بالغارات الخاطئة مستمر..

اتهام للإمارات وانتقاد للحكومة ومطالبات بالتحقيق وكشف المتسببين بقتل جنود بغارات في الجوف

2019-03-17 11:56:04 أخبار اليوم/ خاص


أثارت الضربة الجوية الخاطئة لطيران التحالف العربي، على موقع الجيش الوطني في مديرية برط العنان بالجوف، والتي تسببت في استشهاد وإصابة 30 من جنود الشرعية، استنكاراً واسعاً، ومطالبات بالتحقيق ومحاسبة المتسببين في الجريمة البشعة.
وتسببت عدة غارات لطيران التحالف العربي على سلسلة «جبال الربعة» بمديرية برط العنان، في مقتل وإصابة 30 جندي من منسوبي اللواء الأول حرس حدود التابع للجيش الوطني والحكومة الشرعية.
وتزامنت الغارات مع استعدادات لقوات الجيش لاستكمال السيطرة على جبل ضمن سلسلة جبال الربعة، ما زالت المليشيات الحوثية تتحصن فيه، كما تزامنت مع محاولات تسلل وهجوم للمليشيات الحوثية على مواقع للجيش شرق السلاسل الجبلية ذاتها وفق ما أفادت مصادر ميدانية.
وتمكن الجيش الوطني مطلع الشهر الجاري، من تحرير سلسلة جبال «الربعة» الاستراتيجية والمطلة على مناطق واسعة في محافظتي الجوف وصعدة المحاذية المعقل الرئيسي للمليشيات الحوثية، بعد معارك عنيفة، أسفرت عن مقتل العشرات من المليشيات واستشهاد وإصابة جنود من قوات الجيش الوطني.
ويوم الأحد الماضي أفشل الجيش الوطني محاولات تسلل للمليشيات الحوثية بمحيط الجبال المحررة، مستخدماً سلاح المدفعية الثقيلة في صد محاولات المليشيات واستهداف تحركاتهم.
واستنكر الشارع اليمني والوسط السياسي والإعلامي، الغارات الخاطئة التي نفذها طيران التحالف الخميس على تجمع للقوات الشرعية في الربعة، مؤكدين أن ما حدث جريمة ارتكبت بحق منسوبي الجيش الوطني، يجب أن يجري التحقيق فيها ومسألة ومحاسبة الجناة وقياداتهم.
ودعا الكاتب والمحلل السياسي/د. محمد جميح, لتشكيل لجنة تحقيق في الغارات التي أوقعت قتلى وجرحى من الجيش الوطني في الجوف، مشدداً على أن تكون لجنة التحقيق مشتركة من الحكومة والتحالف العربي.
واكد مستشار وزير الإعلام مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق/ مختار الرحبي، على ضرورة استيضاح ملابسات الحادثة وفتح تحقيق «حصل وإعلان نتائج ذلك بكل شفافية أمام وسائل الإعلام».
واعتبر المحلل السياسي عباس الضالعي، غارات التحالف الخاطئة، بمثابة الرد السريع من التحالف بقيادة السعودية، على تصريحات محافظ المحويت صالح سميع والتي طالب فيها بإعفاء الإمارات من التحالف العربي، والاستغناء عن خدماتها العسكرية.
وحمّل الناشط/ أكرم حجر، ‏ قيادة التحالف مسؤولية الغارات، مؤكداً أن الاعتذار والتبريرات التي تصدر عن الحكومة والتحالف لا يمكن قبولها، «وعليهم فتح تحقيق واضح وشفاف لكشف من قدم الإحداثيات وعمل عليها والتوضيح للراي العام بنتائج التحقيق ومحاسبة المتسببين».
ووصف الكاتب والمحلل السياسي د/ياسين التميمي، حادثة الغارات الخاطئة بـ«البشعة»، مؤكداً أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات مصرة «على إيقاع الأذى في الجيش الوطني الذي يقاتل معتقداً» أن دول التحالف تخوض حربها لاستعادة الدولة اليمنية لكن بمواصفات «لا تتحملها أحقاد الثورة المضادة ومخاوفها من رسوخ الديمقراطية في بلدان المنطقة».
وقال التميمي، إن استهداف الجيش الوطني من التحالف العربي والإمارات على وجه الخصوص، «لا تقتصر فقط على الضربات الجوية المباشرة أو القصف بالصواريخ وإنما أيضاً في الاستنزاف المعنوي لهذا الجيش وحرمانه من السلاح والمرتبات ومحاصرته بالاتهامات الباطلة».
وتعاني معظم قوات الجيش في الجوف ومأرب والبيضاء والمنطقة الخامسة، من نقص الإمداد الغذائي والتموين العسكري والذخيرة، والأسلحة.
واتهم قادة ألوية وضباط التحالف العربي، بتعمد استنزاف القوات الجيش والتضحية بجنوده في معارك جانبية بعيدة عن معركة التحرير، وهو ما أكده تقرير سابق لـ«أخبار اليوم» كشف جوانب من صرف التحالف الوطني والحكومة الجيش الوطني عن معركة التحرير إلى معركة البحث عن مرتب أو إكرامية أو غذاء أو سلاح.
وأضاف التميمي- في مقال له «يصعب التفكير بإزاء أحدث الاستهدافات التي تطال الجيش الوطني باحتمال الضربات الخاطئة، خصوصاً وأنها ثلاث ضربات وليست ضربة واحدة، وهو ما لا يتعرض له الحوثيون أنفسهم في الجبهات».
وأوضح أن المبررات التي قد يسوقها التحالف لشرح دواعي الضربات، وتوجيه اللوم لقيادة الجيش «بأنه هو من يوفر الأحداث لإلحاق الأذى بعناصره أو أن ضباطه لا يكترثون بحياتهم وحياة جنودهم، كما سبق وأن سمعنا عن ذلك في أكثر من مناسبة»، مؤكداً أن مثل هذه الاتهامات والتبريرات ليس مقبولة، وهي «حملة ممنهجة لتشويه الجيش الوطني وتحميله أوزار الخذلان الذي تعاني منه جبهات القتال الرئيسية أمام ميلشيا الحوثي الانقلابية».
ووجه الشيخ الشيخ/عبدالله العكيمي، اتهامات مباشرة للإمارات العربية المتحدة، بأنها تقف خلف الضربات الخاطئة وقتل جنود وضباط الجيش ساخراً من الاتهامات الإماراتية واتباعها المستمر على معزوفة «بعد هذا يجي لك واحد يقول لك ليش ما تحرر الجوف من الحوثي؟».
وسبق لطيران التحالف أن شن غارات خاطئة أودت بحياة المئات من جنود الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، أبرزها غارات خاطئة شنها الطيران في 7يوليو تموز على مقر قيادة اللواء 23 ميكا (المقر المؤقت لرئاسة الأركان اليمنية في منطقة العبر بحضرموت، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 90 جندي وعشرات المصابين.
وفي يناير ويونيو عام 2016 خلفت غارات خاطئة للتحالف أكثر من 25 قتيل من قوات الجيش والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف بين القتلى قيادي بالمقاومة.
وبعد كل غارة يعلن التحالف وقيادة الجيش تشكيل لجان تحقيق في الضربات الخاطئة، إلا أن تلك الإعلانات ظلت مجرد لامتصاص حالة الغضب في أوساط منسوبي الجيش، ولم تخرج أي تحقيقات بنتائج، مما ساعد في تكرار الغارات الخاطئة، ونفاذ المتسببين فيها من العقاب والمحاسبة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد