‬اليمنيون يتذكرون تضحيات شباب الكرامة:

شجاعتكم حاضرة في معركة استعادة الدولة ومواجهة المخاطر المهددة للسيادة والثوابت والعدالة

2019-03-20 07:47:26 أخبار اليوم/تقرير


رغم الحرب التي تعصف بالبلاد منذ خمس سنوات، ما زال اليمنيون يتذكرون جيدًا تلك «المجزرة الدامية» «جمعة الكرامة»، اليوم الذي شكّل منعطفًا حاسمًا في تاريخ اليمن، معجلاً برحيل علي صالح، الذي جثم على صدور الشعب ما يزيد من ثلاثة عقود من الزمن.
ولا ينسى اليمنيون، وهم يخوضون معركة مصيرية لاستعادة الدولة والكرامة المسلوبة منذ 21 سبتمبر 2014، عندما اقتحمت مليشيات الحوثي، صنعاء العاصمة وفرضت سيطرتها العسكرية على كل مفاصل ومؤسسات الدولة، مستبيحة دماء وحرمات اليمنيين، حتى حليفها رئيس النظام السابق، ناله من غدرها الكثير ليسقط قتيلاً في ديسمبر 2017، وينتهي تاريخه للأبد بتفاصيل كثيرة وجرائم كبيرة، في مقدمتها مجزرة الكرامة، وما تلاها من تحالف على جمعة الشر، قبل أن يفيق الرجل متأخراً ويكتب نهايته المؤثرة.
ذلك اليوم المشهود- والحديث هنا عن تاريخ 18 مارس/ آذار 2011- والذي مثل يومًا مفصليًا في مسار الانتفاضة الشعبية اليمنية، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام صالح، بعد أن ظل يناور ثمانية أشهر، قبل أن يخضع للوساطة ويضمن لنفسه الحصانة وفق ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المؤسسة للمرحلة الانتقالية.
واليوم- بعد ثمان سنوات- يستحضر اليمنيون تلك الليلة، مجددين مطالباتهم وتأكيدهم على استمرارية الثورة، وضرورة إنصاف الضحايا بإقامة الدولة المدنية، بعد استعادتها من المليشيات الإيرانية.
مطالبة بالعدالة ووقف الدماء
وفي هذا السياق يقول وزير الإدارة المحلية/ عبد الرقيب فتح، «إن مذبحة الكرامة ضد شباب التغيير، ستبقى وصمة عار على جبين كل من خطط لها ونفذها»، مضيفاً- في تغريدة على حسابه بتويتر - «إن تلك الجريمة الإرهابية بامتياز، مارس القتلة فيها القتل العمد والممنهج ضد الشباب الأعزل والداعي للتغيير السلمي»، لافتاً إلى أن مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب وحكم القانون طال الزمن أو قصر.
وجدد الناشط والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام/ يحيى العابد، المطالبة «بكشف جريمة جمعة الكرامة ومحاكمة المخططين والممولين والمنفذين.. والله على ما نقول شهيد».
وذهب القيادي الحوثي/ هاشم أحمد شرف الدين- وزير الدولة السابق- إلى أبعد من ذلك، بما يتناسب مع خطاب الانقلابيين، ليقول «إن من قتل الشعب اليمني في جمعة الكرامة قبل 8 سنوات، هو ذاته من يواصل قتل اليمنيين حتى اليوم».
بداية الفوضى والتغيير المنقوص


واعتبر الإعلامي/ حمود منصور، جمعة الكرامة «محطة في ثورة التغيير الشبابية، وأن دماء تلك الكوكبة من أبطال التغيير، وقودٌ لا ينضب، وأرواحهم مصدر إلهام لكل من واصل العمل على دربهم»، مشيراً إلى أن «التغيير تحقق وإن كان منقوصا، لكن الثورة المضادة، كانت ولا زالت عملية انتقامية مستمرة من الشعب اليمني».
بدوره أشار مراسل قناة الجزيرة/ سمير النمري، إلى تاريخ المجزرة، «كان علي عبدالله صالح يوجّه مجموعة محترفة من القناصة لقتل آلاف الشباب المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء للمطالبة برحيله».
وقال النمري إن «المجزرة التي ارتكبها "صالح" كانت إيذاناً منه ببدء مرحلة الفوضى والقتل والتدمير في اليمن ولا زالت تسير الى اليوم».
نهاية القاتل القتل
ورأى المحلل السياسي/ ياسين التميمي أن «من العجائب العظيمة ليوم الثامن عشر من مارس 2011 أن الذين دبّروا ونفذوا المذبحة أصبحوا اليوم أضعف وأذل وأقل شأنا؛ كبيرهم لقي حتفه بالطريقة نفسها لكن دون كرامة أو مجد».
وأضاف التميمي على صفحته بالفيسبوك «لليمن بعد ثمانية أعوام على جمعة الكرامة أعداء أشد فتكا وأكثر لؤما لكن أكثر انكشافا؛ أودع الله في شباب الكرامة كرامةَ المقاومة والتضحية لأجل الحرية والكرامة، فليس بعد تضحياتهم تضحية».
وشارك الباحث اليمني/ نجيب عبد الله شحرة، التميمي الرأي، إلا أنه أكد أن المعركة منذ جمعة الكرامة وحتى اليوم بعد ثمان سنوات، معركة واحدة مضيفاً «ما زال الشعب يخوض معركة الكرامة، كانت مع القاتل واليوم مع ممول القاتل» بإشارة منه إلى الإمارات العربية المتحدة وإيران التي مولت الانقلابات على الثورة الشبابية والسلطة الانتقالية المنبثقة عن التغيير.
وقال الناشط السياسي/ عيسى الشفلوت «في ذكرى مجزرة جمعة الكرامة التي أمر بها المخلوع صالح ونفذها طارق وعمار وأحمد ويحيى الراعي، وبعد المصير الذي حل به وبهم، فقد وصلت إلى اليقين التام أن دماء الأبرياء تحرق من أراقها وتهين وتخزي من أيده ولو بكلمة»، مضيفا: «لأن من خلق الخلق وحرم إراقة دمائهم توعد الظالم بالانتقام ووعده الحق».
عظمت الشعب ولؤم النظام
وأشار رجل الأعمال والبرلماني المحسوب على حزب الإصلاح/ حميد الأحمر، إلى الذكرى الثامنة لجمعة الكرامة «وهجٌ خاص، وذكرى متجددة»، مؤكداً- في منشور على صفحته- إن «ذكرى جمعة الكرامة"، تعيد تنشيط الوعي الجمعي بحقيقة عظمة ثورة ١١ فبراير٢٠١١، وبالقوى التي ساندت الشعب وأنضجت قدرتها على الصمود رغم التحديات».
وقال: إن جمعة الكرامة كانت الحدث الأبرز في سياقها الثوري، لأنها – حسب قوله - كشفت عن لؤم النظام وإجرامه وإدراكه لحقيقة القوة التي مثلت رافعة استمرار الثورة وبقائها في الساحات مهابة.
مضيفاً «ستظل جمعة الكرامة دائماً ينبوع دفق حر لثلة مؤمنة واجهت باقتدار وإباء آلة الموت العفاشية الفاشية، وكتبت فصلاً جديداً من فصول انتصار الثورة والإذن بترحيل النظام».
لا عفو للمجرمين إن لم يعتذروا
بدوره قال الدكتور/عبد القادر الجنيد، في تغريده مقتضبة « فقط ثكالى وأرامل وأيتام شهداء اليمن، يمكن أن يمنحوا العفو للقتلة، ١٨مارس، الذكرى الثامنة لمجزرة قتل المصلين في جمعة الكرامة».
وأشارت وزيرة حقوق الإنسان السابقة/ حورية مشهور «إلى أن من حق أولياء أمور ضحايا مجزرة الكرامة، أن يلجأوا للقضاء في إطار العدالة الجنائية إذا امتنع هؤلاء القتلة عن الاعتراف والاعتذار والالتزام بعدم التكرار، كما يلزم على الدولة تعويض الضحايا أو أسرهم».
وقال ياسر الرعيني -وزير الدولة لتنفيذ مخرجات الحوار- إن «ذكرى جمعة الكرامة دافعا وحافزا لتحقيق أهداف الثورة اليمنية والوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم»، مشيراً إلى انطلاق أعمال الحوار الوطني في 2013 في ذكرى المجزرة التي «ارتقى فيها خيرة الشباب في سبيل الكرامة والحريّة والعدالة والمواطنة، لتصبح هذه المناسبة مرتبطة بذاكرة اليمنيين جيدا، وعنوانا لفصل جديد خطه اليمنيون بدمائهم وبتضحيات خيرة الشباب».
وأشار وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، إلى شعلة الحب التي أوقدتها جمعة الكرامة في الناس وحررتهم من أغلال الاستبداد، مضيفاً «سلام على كل الدماء الغالية التي أزهرت حرية وعزة ورفعة لا يزال أثرها ساريا في شباب ورجال يقاومون الكهنوت المتخلف والمتجدد».
التضحية مستمرة
وقال مجلس شباب الثورة إن الحالة الحرجة التي يمر بها اليمن، «كان سببها انقلاب الحوثيين على السلطة، وتآمر أعداء الربيع العربي وأرباب الثورات المضادة، ماهي إلا مخاض عسير سيتجاوزه شعبنا بصبره وتمسكه بالمشروع اليمني الكبير».
وأضاف البيان -حصلت "أخبار اليوم" على نسخه منه - «إن مواجهة الانقلاب والمخاطر التي تهدد السيادة والثوابت الوطنية وتقوض الشرعية الدستورية، تبدأ باستلهام صمود وتضحيات شباب الثورة السلمية الأماجد، والإصرار على المضي في تحقيق مطالب شعبنا المشروعة ببناء الدولة الاتحادية المدنية، دولة الحرية والعدالة والمساوة، وعدم الانصياع والخضوع لأي مشاريع دون مشروع الوطن الكبير، مهما كانت مشاريع خارجية او محلية ضيقة».
وأشار البيان إلى الذكرى الثامنة للكرامة والتي تعود على اليمن والمشاريع الصغيرة السلالية والمناطقية- التي أفرزها نظام صالح- «تحاول اليوم، بانقلابها، الوقوف في وجه حركة التغيير والدولة المدنية الحديثة، التي أرادها الشعب في 2011 الدولة التي عمدتها دماء شهداء الثورة الشعبية السلمية».
وأوضح البيان إن استحضار ذكرى الكرامة وتضحيات الشباب تؤكد أن «حركة التغيير انطلقت لتحقق التغيير المنشود، ولن توقفها الانقلابات ولا الثورات المضادة ولا محاولات الالتفاف على الثوابت الوطنية بإثارة النعرات والمشاريع المناطقية والسلالية، فالشعب أراد وقال كلمته وما قاله الشعب قدر في أرضه».

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد