حملة أمنية واسعة لضبط الأمن وملاحقة العناصر المسلحة والخارجة عن القانون

تعز .. حرب الدولة ضد المليشيات الإرهابية وضبط المجرمين والقتلة

2019-03-23 04:54:46 أخبار اليوم/ تقرير خاص


أطلقت في مدينة تعز- خلال الأيام الماضية- حملة أمنية شاملة وموسعة، بمشاركة كافة الجهات الأمنية، وذلك بهدف ضبط الأمور الأمنية في المدينة وبسط نفوذ الدولة وضبط المجرمين والقتلة وملاحقة الخارجين عن القانون.. وتشهد مدينة تعز- منذ الأربعاء الماضي وحتى اليوم- استمرار الحملة الأمنية في تنفيذ المهام الموكلة إليها وذلك بملاحقة المجرمين والمتهمين بجرائم القتل وإحداث الفوضى في المدينة وإقلاق السكينة العامة وسكان المدينة..
الاجتماع الأول
كان محافظ تعز/ نبيل شمسان- بعد وصوله إلى المدينة ومباشرة مهامه من مبنى المحافظة- قد عقد الاجتماع الأول له باللجنة الأمنية وأقرت اللجنة اطلاق حملة أمنية واسعة لضبط الأمن في المدينة وبسط نفوذ الدولة في كل مربعات المدينة والقضاء على مظاهر الفوضى والاختلالات الأمنية..
وحددت اللجنة الأمنية أن يكون قوام الحملة الأمنية عشرين طقماَ تتكون من 5 أطقم أمن عام و5 أطقم أمن خاص و5 أطقم شرطة الدوريات و5 أطقم شرطة عسكرية..
وأكد المحافظ نبيل شمسان أن خروج هذه الحملة الأمنية كي تتولى ضبط الخارجين عن القانون والمتهمين بجرائم القتل وإحداث الفوضى داخل المدينة والقبض على من يعملون على إقلاق السكينة العامة..
ويشير المحافظ إلى أنه على كل الجهات المختصة وضع قائمة بكل القيادات والأفراد الضالعين بارتكاب الجرائم ومن يقفون خلف اختلالات الأمنية- خلال الفترة الماضية واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، مؤكداً أنه لن يكون هناك مربعات مغلقة أمام قوات الأمن أو لا تخضع لسلطة الدولة في المدينة.. وأن الدولة- ممثلة بالمؤسسة الأمنية- ستكون حاضرة في مختلف أحياء المدينة والوصول لكل شخص مطلوب أمنياً، بأدوات قانونية ومؤسسية..
وأشار المحافظ شمسان إلى أن قادة الألوية العسكرية مسئولون عن أخطاء أفرادهم وتوجيه أسلحتهم لإحداث فوضى وترويع المواطنين الآمنين!! ونوه محافظ تعز إلى أن هذه الإجراءات فيما يخص ضبط الأمن، ستتحول إلى قرارات.. لن يكون هناك أي تراجع وسيتم الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأرواح المواطنين ومخالفة القانون.. مؤكدا أن الجيش الوطني والأمن مؤسسات وطنية، لها أدوار بطولية مشهودة وتعتبر خطاً أحمر ولن نسمح لأحد بال‘ساءة لهذه المؤسسات والتي يعول عليها أبناء تعز لاستكمال التحرير والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حقوق المواطنين..
اغتيال وغضب تعزي
و كان مسلحون يتبعون القيادي/ يوسف الحياني، قد اغتالوا المقدم/ عبد الله مقبل- ركن إمداد اللواء 22 ميكا وهو على متن سيارته بعد خروجه من أحد مطاعم المدينة- في صورة وحشية وبعيدة عن كل الأخلاق والأعراف..
وحسب مصادر خاصة فإن القتلة سألوا الضابط الشهيد..هل أنت علومي.. فقال لهم لا لست علومي ومع ذلك باشروه بإطلاق الرصاص وأردوه قتيلاً.. ويزعم القتلة أنهم اشتبهوا بسيارة الضابط الشهيد واعتقدوا أنه علومي.. ليذهب الضابط/ عبد الله مقبل ضحية لمجموعة قتلة أغبياء.. في حادثة قتل أثارت الرعب في المدينة والاستياء والحزن والغضب لدى سكان المدينة لحادثة القتل وما صاحبها من أحداث وهذه الحادثة أشعلت فتيل الغضب في المدينة وأبدى المواطنون حزنهم واستياءهم لهذا الوضع الأمني المنفلت، مطالبين السلطة المحلية والمحافظ بضرورة وضع حد لهذا الوضع وملاحقة القتلة والمجرمين وعدم الصمت بعد كل جريمة وحادثة قتل..
وأحدثت حادثة قتل المقدم/ عبد الله مقبل، حالة غضب كبرى في الشارع التعزي وكانت وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بحالات الغضب والتعبير عن الحزن والقهر للحادثة.. وعبّر أبناء تعز عن مطالبهم للمحافظ الجديد بالتحرك لضبط الأمن وبسط نفوذ الدولة وملاحقة القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون..
ضبط مطلوبين
وتمكنت الحملة الأمنية من ضبط عدد من المطلوبين أمنيا فيما استشهد أحد أفراد الحملة وأصيب آخر.. وحسب الإعلام الأمني لشرطة تعز، فقد تم ضبط عدد من المطلوبين في منطقة صينة ونقيل الحقر ولا زالت مستمرة في ملاحقة آخرين وقامت العناصر المطلوبة أمنياَ بمساندة عناصر مسلحة قد قاومت الحملة الأمنية وقطعت عدداً من الطرق وتمركزت في عدد من المباني وذلك في محاولة لعرقلة الحملة وعدم ضبط المطلوبين أمنياً..
وأكدت شرطة تعز أنها ستواصل حملتها الأمنية حتى تطهير كافة مناطق المحافظة من العصابات الإجرامية والعناصر الخارجة عن القانون.. مؤكدة على تصديها لكل من يسعى لإثارة الفوضى وارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين وإقلاق السكينة العامة..
الحياني يسلّم نفسه
وحسب مصادر خاصة أفادت للصحيفة أن القيادي/ يوسف الحياني.. سلم نفسه للعميد/ عدنان رزيق- قائد عمليات محور تعز قائد اللواء الخامس رئاسي- وذلك بعد أن تمت محاصرته من قبل الحملة الأمنية ولم يجد مفراً للهرب إلى أي جهة..
والحياني هو المتهم الأول بحادثة قتل ركن إمداد اللواء 22 ميكا المقدم/ عبد الله مقبل المخلافي، وقام الحياني ومعه مجموعة مسلحة بمقاومة الحملة الأمنية والاشتباك معها بكل أنواع الأسلحة والتمركز في الحارات والبنايات السكنية وإطلاق النار.. ما أحدث حالة من الهلع والفزع في أوساط المدنيين، بيد أن الحملة الأمنية تعاملت مع الموقف بتأني وصبر وذكاء وعدم تهاون حتى تم التعامل مع المسلحين ومحاصرتهم والقبض عليهم.. ويسلم الحياني نفسه بعد مقاومته للحملة الأمنية لأيام، مرتكباَ عدة جرائم بحق مدينته وسكانها، محدثاً حالة من الرعب والهلع والخوف..!!
سيطرة أمنية
وبعد أيام من الاشتباكات وقطع الطرقات وانتشار المسلحين والخارجين عن النظام.. تمكنت الحملة الأمنية من بسط سيطرتها على أحياء "صينة والنسيرية ووادي المعسل" وانتشارها فيها وتخليصها من المسلحين الذين تمركزوا فيها وأقلقوا الساكنين وقاموا بإطلاق الرصاص على أطقم الحملة الأمنية وممتلكات المواطنين والتعدي على الحملة الأمنية ورفض قرارات السلطة المحلية..
وتسببت العناصر المسلحة بممارساتها الإجرامية بترهيب المواطنين وتعريض حياتهم للخطر.. وقامت- أيضاً- بإغلاق المحال التجارية بالقوة وانتشرت بقرب منازل المواطنين وهددت حياة المدنيين بإطلاق الرصاص على منازلهم..
وحسب مصادر أمنية فقد استشهد رجل وامرأة وأصيب آخرون واستشهد رجل أمن وأصيب عشرة أفراد من الحملة الأمنية.. وهاجمت عناصر مسلحة مبنى البحث الجنائي وانتشارها في محيطه واستخدمت في الهجوم مدرعة وقناصة وأسلحة.. وتمكنت الحملة الأمنية من التصدي للهجوم وتطهير المنطقة من العناصر الإجرامية المسلحة وسقط الجندي/ أحمد عبد الجليل القحطاني شهيداً وهو يؤدي مهامه في حراسة مقر البحث..
ملاحقة أمنية
كما نجحت الحملة الأمنية في تطهير بعض المناطق من العناصر المسلحة، حيثما زالت بعض المناطق تقاوم الحملة الأمنية.. وأكد مصدر أمني أن العناصر الإجرامية ترفض التسليم وتواصل مقاومتها للسلطات ونشر الخوف في أوساط المدنيين وتستهدفهم بطلقات نارية والتمركز في أحياء سكنية مكتظة بالسكان..
وأشار المصدر الأمني إلى أن سلامة المدنيين وحمايتهم من عبث العصابات الإجرامية هو الهدف الرئيسي للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية وأنه تم اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم..
وأضاف المصدر أن الحملة الأمنية تتعامل مع العناصر المسلحة الإجرامية المتحصنة في الأحياء السكنية، بحذر بالغ، حرصاَ على أرواح المواطنين وسلامة الممتلكات العامة وتدعو الحملة الأمنية، جميع المسلحين والمطلوبين على ذمة قضايا أمنية، تسليم أنفسهم والاحتكام للقانون والقضاء، مؤكدة أن اعتلاء المسلحين للبنايات السكنية وتحصنهم فيها واستخدامهم للقنص وإرهاب الساكنين يعتبر جريمة إضافية يعاقب عليها القانون، يستوجب التعامل معها بحزم..
من جهتها أهابت شرطة تعز بجميع المواطنين للمساهمة في إسناد جهود الحملة الأمنية وتدعوهم للإبلاغ عن أماكن تواجد العناصر المسلحة، حفاظا على أمن وسلامة المدينة..
وأكدت شرطة تعز أنها تبذل كل جهودها لتأمين حياة المواطنين وتحقيق الأمن في مناطقهم وإلقاء القبض على كافة العناصر الخارجة عن القانون والمطلوبة أمنياً..!!
إشادة مجتمعية بالحملة الأمنية
تنوعت مواقف ومشاعر أبناء تعز حيال الحملة الأمنية والموقف القوي الذي ظهر به المحافظ/ نبيل شمسان في تحريك الحملة الأمنية ودعمها ومساندتها واجتمعت الآراء حول موقف واحد وهو رغبة الجميع في بسط نفوذ الدولة في كل ـرجاء المدينة وضبط الحالة الأمنية والقبض على القتلة والمجرمين ومن يرتكبون الجرائم والمتهمين بإحداث الفوضى في المدينة.
وأبرزت الآراء أن كل أبناء تعز مع المحافظ والحملة الأمنية لملاحقة العناصر الإجرامية والقبض عليهم وتخليص المدينة من شرهم..
وتعود الدولة وسلطاتها لبسط سيطرتها وإنفاذ القانون على الجميع.. وهو ما ركز عليه كل الناس في تسطير مواقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية..
ويطالب أبناء تعز باستمرار هذه الحملة وتطهير المدينة من العناصر المسلحة والإجرامية والخارجين عن القانون وإعادة سلطات الدولة لكل المؤسسات وفرض هيبة الدولة وقرارها على مقاليد الأمور وعدم ترك المدينة ساحة للمسلحين للعبث بها وإيذاء المواطنين وتدمير مؤسسات الدولة، موكدين أن كل أبناء تعز عانوا كثيراً من ممارسات وتصرفات المسلحين طيلة سنوات وآن الأوان لتخليص المدينة منهم ومن عبثهم وممارساتهم وتصرفاتهم ..
أبو العباس والمطلوبين
تواصل المجموعات المسلحة التابعة لكتائب "أبو العباس" التحصن في منطقة المدينة القديمة بوسط تعز.. وتقاوم الحملة الأمنية فيما يخص تسليم بعض الخارجين عن القانون والذين يحتمون بمقر الكتائب في المدينة القديمة، ويرفض أبو العباس تسليمهم للجهات الأمنية,, ومع ذلك فقد مارست الحملة الأمنية ضبط النفس في التعامل مع مسلحي "أبو العباس" حفاظاً على أرواح المدنيين ومنازلهم وعدم وقوع ضحايا في منطقة المدينة القديمة..
ووجه المحافظ/ نبيل شمسان- رئيس اللجنة الأمنية- برقية إلى قائد محور تعز ومدير الشرطة وقائد الكتيبة الخامسة" أبو العباس" بتعليق الحملة الأمنية على أن يقوم أبو العباس بتسليم المطلوبين أمنياً ورفع المسلحين والنقاط المستحدثة ورفع نقطة البيرين..
وأضافت البرقية بأن تستمر الحملة الأمنية في ملاحقة وضبط بقية المطلوبين أمنياً في جميع القضايا، في أي منطقة بمدينة تعز وتم تشكيل لجنة من وكلاء المحافظة/ عارف جامل وعبد الكريم الصبري والعميد/ عدنان رزيق واللواء/ صادق سرحان ومؤمن المخلافي ومحمد نجيب ومحمد العامري.. للجلوس مع "أبو العباس" لتنفيذ قرارات اللجنة الأمنية العليا..
وحتى لحظة كتابة الخبر وصلت اللجنة إلى مقر كتائب أبو العباس في المدينة القديم.. وأكد الشيخ/ مؤمن المخلافي- في تصريح له- من قاعة الاجتماع بالقول (نبشر إخواننا في المدينة القديمة خاصة وتعز عامة بقرب الانفراج وحل الأزمة بإذن الله)..

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد