تقرير: "الدرونز" الأميركية ترتكب انتهاكات خطيرة وتقتل المدنيين بتواطؤ الحكومة

2019-03-31 02:34:54 أخبار اليوم/ متابعات


حذرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، من استمرار الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها الطائرات الأميركية بدون طيار في اليمن، والتي تواصل قتل واستهداف المواطنين المدنيين الآمنين بتواطؤ من الحكومة اليمنية.
وأضافت اللجنة الوطنية- في تقريرها السادس- إن اللجنة رصدت وحققت في واقعتي ادعاء بانتهاكات قامت بها طائرات أميركية بدون طيار (الدرونز) وأسفرت عن سقوط 8 ضحايا جميعهم مدنيين، منهم سبعة قتلى، أحدهم طفل ومصاب وأحد.
وقال التقرير إن طائرات الدرونز، استهدفت بصاروخين في 9 سبتمبر 2015، سيارتين نوع هيلوكس موديل 2009 وعلى متنها 6 أشخاص، في مديرية عين محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن)، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً.
وحسب التقرير فإن نتائج التحقيقات الميدانية، وما تم التقاطه من صور لبقايا الحطام المتناثرة وشهادات الشهود وإفادات ذوي الضحايا، تؤكد أن جميع الضحايا الستة «من عائلة واحدة (عائلة الذبئ) كانوا يعملون في تربية النحل وبيع العسل وأثناء ما كانوا يقومون بنقل النحل على سياراتهم تعرضوا للقصف من قبل طائرة بدون طيار كانت تحلّق على علو منخفض وقامت بإطلاق صاروخين يفرق بينهما لحظات بسيطة ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على السيارتين وعددهم 6 أشخاص جميعهم من المدنيين ولا علاقة لهم بأي تنظيم إرهابي، كما أدى القصف أيضا إلى تدمر السيارتين وإحراق جميع خلايا النحل التي كانت عليها».
وفي عام 2012 شنت طائرة بدون طيار أميركية أولى عملياتها في اليمن، مستهدفة سيارة تقل نائب محافظ مأرب علي بن جابر الشبواني، ما أسفر عن مقتله و4 آخرين من عائلته ومرافقيه.
والتزمت الحكومة في عهد علي عبدالله صالح بالصمت إزاء تكرار المجازر التي ترتكبها الطائرات الأميركية بدون طيار في اليمن، لكن الرئيس/ عبدربه منصور هادي، أشاد بها خلال زيارته في سبتمبر 2012 للولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً- في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»- بموافقته شخصياً على كُلّ ضربات الطائرات دون طيار الأميركية، وإنها تتم بالتنسيق مع الحكومة.
وأشار تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إلى واقعة أخرى، استهدفت فيها طائرات الدرونز سيارة نوع هيلوكس غمارتين، يوم 5 مارس 2018م، في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أخر.
وذكر التقرير أن نتائج التحقيق وإفادات الشهود وذوي الضحايا ونتائج المعاينة، تشير إلى أن الضحيتين كانا على متن السيارة عائدين من زيارة أقرباء لهم في منطقة العبر وعند مرورهم بجانب النقطة العسكرية في طريق العبر قامت طائرة أميركية بدون طيار باستهدافهما ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر إصابات بالغة و«كلا الضحيتين من المدنيين الذين لا علاقة لهم بأي تنظيمات إرهابية» والقتيل طفل يدعى عامر محمد علي حريدان (13 عام) والمصاب حسين صالح حسن حريدان (19 عام).
وخلصت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، في نتائج التحقيق في الحالتين السابقتين، وعدد من الحالات الأخرى المتعلقة بقصف الطائرات الأميركية لمواطنين يمنيين، إلى «مسؤولية القوات الأميركية، بالشراكة مع الحكومة اليمنية التي سمحت بمثل هذه التدخلات، وارتكاب هذا النوع الخطير من الانتهاكات».
وسبق أن أشارت اللجنة الوطنية- في تقاريرها السابقة- إلى سقوط ضحايا مدنيين في معظم الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية بدون طيار في اليمن، مشددة على ضرورة وقف تلك الغارات باعتبارها تمثل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في اليمن.
وحذرت اللجنة الوطنية- في تقريرها- من «مغبّة استمرار مثل هذه الضربات، ومواصلة قتل واستهداف المواطنين المدنيين الآمنين».
وشددت على ضرورة التزام الحكومة اليمنية «بنصوص الدستور والقوانين الوطنية والتي تؤكد على وجوب حماية المواطنين من كل اعتداء وتوجب تقديم المتهمين بأي اتهامات إلى القضاء».
ورغم تكرر قول الرئيس اليمني للإعلام إنه يوافق على كُلّ غارة أميركية على حدة. لكن في اجتماع مع هيومن رايتس ووتش في 28 يناير/كانون الثاني 2014 لم يؤكد موافقة اليمن على التوقيت المحدد للغارة. بل إنه على حد قوله، «يسمح بشكل عام» بالغارات بناءً على اتّفَاق وقّعه الرئيس السابق/ علي عَبدالله صالح مع الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11/9، وإنه اتّفَاق مُلزم، على حد قوله.
وتشير التقارير الدولية إلى مقتل ما يربو عن 2000 مواطن يمني أغلبهم مدنيون، في غارات لطائرات الدرونز في اليمن خلال الفترة بين 2002 وإلى غاية 2013.
وكثفت الولايات المتحدة الأميركية من ضرباتها الجوية، بعد انقلاب المليشيات الحوثية في 21 سبتمبر 2014م، حيث زاد نشاط القاعدة والتنظيمات الإرهابية وفق تصريحات الحكومة اليمنية والإدارة الأميركية.
وفي عام 2017م، قال الجيش الأميركي إنه نفذ أكثر من 120 غارة في اليمن، أي أكثر بثلاث مرات من عدد الغارات في عام 2016م. لسنوات عديدة.
وفي يناير وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب- بعد أيام من وصوله للسلطة- عملية إنزال جوية لقوات أميركية في محافظة البيضاء وسط اليمن، ما أسفر عن مقتل 14 مدنياً منهم 9 أطفال. وطالبت حينها المنظمات الدولية الولايات المتحدة بالتحقيق في الحادثة، إلا أنه جرى تمييع الحادثة كسابقاتها.
وكانت محكمة ألمانية، قضت بضرورة التزام برلين، بمنع مشاركة قاعدة «رامشتاين» الجوية، في أي ضربات تنفذها طائرات أميركية في اليمن، مهدية انتصارا جزئيا لمنتقدي الضربات وضحاياها، وذلك في حكمها ببطلان دعوى استئنافية، رفعها أقارب يمنيين استشهدوا في غارات أميركية بدون طيار في اليمن ضد الحكومة الألمانية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد