تعز.. توتر وانتشار ينذر بصراع جديد بين رفقاء السلاح..

لجنة التهدئة تطالب كتائب أبو العباس بمغادرة المدينة الى جبهة الكدحة..

2019-04-09 02:57:24 أخبار اليوم/ تقرير خاص


يبدو أن تعز باتت على موعد جديد من الصراع المسلح بيد رفقاء السلاح وأشقاء المقاومة وأبناء المدينة الحالمة، ليتكرر مشهد العنف المأساوي وصور الضحايا ومعايشة أوجاع هذا السقوط إلى مستنقع صراع وقتال الأخوة الأشقاء ورفقاء السلاح في هذه المدينة التي تعاني الأمرين منذ سنوات.. كانت الحملة الأمنية الأخيرة التي أقرتها السلطة المحلية ونفذتها القوات الأمنية تحت مسمّى "ضبط الخارجين عن القانون والمتهمين بالاغتيالات وجرائم القتل" قد أحدثت مواجهات مسلحة بين الرفاق إذ حدثت مواجهات بين الحملة الأمنية وعناصر تابعة لكتائب العباس، تطورت إلى اشتباكات عنيفة واقتحام لمنطقة المدينة القديمة، حيث المقر الرئيسي لكتائب "ابو العباس" وبعد أيام من الصراع المسلح وإيقاف الحملة الأمنية تم الاتفاق على إنهاء الحملة المنية وفتح الحصار المطبق على المدينة القديمة والتزام قيادة كتائب "ابو العباس" بتقديم العناصر المطلوبة للجهات الأمنية والخضوع لسلطات الدولة وعاد الهدوء للمدينة بعد أيام عصيبة وقاسية عاش فيها السكان الخوف والقلق من استمرار الاشتباكات وتعرض المدنيون للخطر والإصابات وتوقف الحياة تماما..!!
مهلة لـ"ابو العباس"
أعادت لجنة التهدئة المشكلة من محافظ تعز/ نبيل شمسان، الأزمة إلى الواجهة من جديد ولتحدث لغطاً كبيراً وتوتراً بين أوساط أبناء المدينة وذلك عبر توجيه مذكرة شديدة اللهجة إلى قائد كتائب" ابو العباس" عادل عبده فارع، وذلك بأن عليه مغادرة مدينة تعز خلال مدة أربعة أيام.. وحسب المذكرة- حصلت الصحيفة على نسخة منها- فانه يتم نقل القوة المسلحة التابعة لكتائب "ابو العباس" من داخل المدينة إلى القطاع المحدد في جبهة الكدحة- حسب قرار اللجنة الأمنية- وذلك خلال أربعة أيام ابتداء من يوم الاحد 7 _10 /4/ 2019م..
وأضافت المذكرة.. يتم رفع أي متارس أو تحصينات أو قطع أي شارع في المدينة وكذلك ترفيع نقطة البيرين من الخط الرئيسي إلى الخط المتجه إلى الكدحة.. وأشارت الرسالة إلى أنه تم موافاة قيادة كتائب "ابو العباس" بأسماء المطلوبين أمنيا التابعين للكتائب ولم يتم الرد وحددت المذكرة بأنه يتحمل مدير قسم باب موسى ومدير قسم الباب الكبير مسئولية أمن المدينة القديمة، أسوة بالأحياء الأخرى..
وأكدت المذكرة أن اللجنة ستلتزم بتطبيع الأوضاع في المدينة القديمة ومنع أي مداهمات أو ضبط إلا بالطرق القانونية وحددت المذكرة بأن على قيادة كتائب "أبو العباس" تنفيذ كل الخطوات وحسب ما تم الاتفاق عليه وموافاة اللجنة بما تم تنفيذه.. وفي حال لم تلتزم قيادة "ابو العباس" بتنفيذ الخطوات، ستتحمل المسئولية عن التقصير وسيتم الرفع إلى محافظ المحافظة لأجل اتخاذ الإجراءات القانونية حيال من تخلف عن تنفيذ الاتفاق..
وتكونت لجنة التهدئة من اللواء/ عبدالكريم الصبري- وكيل المحافظة لشئون الدفاع والأمن- والشيخ/ عارف جامل- وكيل المحافظة- واللواء/ محمد المحمودي- وكيل وزارة الداخلية- والعميد/ عدنان رزيق- قائد اللواء الخامس حماية رئاسية.
توتر شديد وانتشار مسلح
وتشهد المدينة توتراً شديداً وانتشاراً مسلحا لعناصر مسلحة تابعة لكتائب "ابو العباس" في المناطق التابعه لها..
وأمس الأول حدثت اشتباكات مسلحة في منطقة الجمهوري بين مسلحين والنقطة الأمنية التابعة لقسم شرطة الجمهوري.
وحسب مصادر خاصة فإن كتائب" ابو العباس" تقوم بعملية حشد واستعداد لعناصرها في منطقة المدينة القديمة ما ينذر بموجة جديدة من الصراع المسلح مع القوات الأمنية.
وهذه التحركات المريبة والخطيرة لكتائب "ابو العباس" تتنافى وتتناقض مع الالتزامات والاتفاقات التي وقعتها قياداتهم مع لجنة التهدئة التي شكلها المحافظ لنزع فتيل الأزمة ومنع حدوث اشتباكات بين الكتائب والقوات الأمنية.
ومع حرص لجنة التهدئة على نزع فتيل الأزمة والقيام بخطوات باتجاه ذلك، بيد أن قيادات تابعة للكتائب تحاول تفجير الموقف وعدم الانصياع لصوت العقل أو تنفيذ الاتفاقات التي تمت مع لجنة التهدئة.
وفي ضوء ذلك تبرز علامات استفهام حول ما يخطط له من وضع قادم في ضوء هذا التعنت والإصرار من كتائب "أبو العباس" لتفجير الموقف وعدم تقدير الموقف للصالح التعزي والرغبة في جعل مدينة تعز ساحة لتصفية الحسابات وتنفيذ أعمال لحساب جهات خارجية لا تريد الخير او الأمن لهذه المدينة.
وفي وقت تبدو الصورة قاتمة حول قادم الأيام وما يخفيه القدر لتعز، يتعين على أبناء تعز وقادتها المخلصين أن يكونوا أكثر حرصاً وحباً لمدينتهم وعدم الزج بها في أتون صراع وتصفية حسابات خاصة لجهات خارجية وتحويل تعز إلى نموذج من مدينة عدن وتقسيمها إلى مربعات تابعة لمليشيات مسلحة، ليست تابعة للسلطات أو الدولة الشرعية!
ضرورة إنهاء الصراع
قال تقرير مجموعة الأزمات الدولية "إن مسألة إنهاء الصراع الداخلي في تعز، خطوة لها الأولوية على طريق بناء السلام على مستوى اليمن بأكمله".
وسلط التقرير الضوء على الوضع في مدينة تعز وترجمه "يمن شباب نت" وقال بأن اتصالات أجرتها مجموعة الأزمات الدولية، كشفت عن مخاوف من أن افتتاح طريق" عدن ـ تعز" السريع، ربما يسمح للمجموعات المختلفة بالتعاون مع حلفائها، وإثارة الشكوك في أوساط خصومهم حول قيامهم بالتخطيط لتهجير منافسيهم في المدينتين.
وأشار التقرير "على نطاق واسع فقد بات سكان تعز، أكبر مركز صناعي في اليمن قبل الحرب والعاصمة الثقافية الواقعة في المرتفعات الوسطى في البلاد، يعتبرون مدينتهم منسية".
ولفت التقرير إلى ضرورة أن تتضمن أي تسوية سياسية مستقبلية آلية لإنهاء الصراع من أجل تعز، مضيفا "إن الخلاف الداخلي الذي تشهده بين القوى المعادية للحوثيين قد يقف عائقًا أمام التقدم بقدر خصومتها مع الحوثيين".
ولكونها مسرحاً لبعض من أعنف المعارك التي دارت على خط المواجهة في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، تعرضت تعز لحصار تحالف الحوثي ـصالح منذ عام 2015 حتى عام 2017، ومنذ ذلك الحين واتصالها بالعالم الخارجي يجري فقط من خلال طريق جبلي متعرج وعر يربط المدينة بمنطقة التربة.
وبتعداد سكاني بلغ قبل الحرب 600000، يعتقد بتناقصه إلى ثلث العدد نفسه طيلة فترة النزاع، فإن تعز بنفس حجم مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، من حيث عدد السكان قبل الحرب وحالياً، على حد سواء. وتعد منطقة الحوبان الصناعية الواقعة إلى الشمال الشرقي من تعز، والتي تقع تحت سيطرة الحوثيين، مركزًا أساسيًا لتجهيز وتعبئة وتوزيع المواد الغذائية، والتي يقول التجار إنها تلعب دورًا مهمًا في إطعام البلاد.
واستدرك التقرير بالقول بأن تعز "باتت أيضًا تمثل كارثة إنسانية لها تداعياتها المتعاقبة على باقي البلاد.
وإلى جانب خطوط المواجهة الرئيسية الأخرى في النزاع الأوسع، يؤكد التقرير بأن الاتفاق بخصوص مدينة تعز والمحافظة الأوسع " سيشكل مكونًا رئيسيًا ضمن أي تسوية سياسية لإنهاء الحرب، لأسباب ليس أقلها وجود الكثير من الفصائل والأحزاب اليمنية المتحاربة هناك".
ويعتقد الكثير من المراقبين اليمنيين أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي أحد أكثر المؤثرين في عدن القريبة، وخصم الإصلاح، تعارض مسألة أن تؤول السيطرة في المدينة الى القوات التابعة للإصلاح، حيث يلعب وجود أبو العباس في المدينة دورا في كبح جماح تعزيز سيطرة الإصلاح على السلطة هناك، تماما كالدور الذي يلعبه وجود اللواء 35، وهو التشكيل العسكري الذي تدعم الإمارات والتي، في العلن، يشكل رجال أبو العباس جزءًا منه.
دعم حكومي
قال رئيس الوزراء الدكتور/ معين عبدا لملك، إن الحكومة تدعم- بكل السبل الممكنة والمتاحة- قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز لاستعادة وتفعيل كافة مؤسسات الدولة والقيام بدورها بشكل فاعل ومؤثر في تطبيع الأوضاع وبسط الأمن والاستقرار، وتحقيق سيادة القانون على الجميع دون استثناء.
وشدد معين- خلال لقائه محافظ تعز نبيل شمسان- على لجنة التقصي القضائية المكلفة بالتحقيق في الأحداث الأخيرة والمؤسفة التي شهدتها مدينة تعز مؤخراً، سرعة إنجاز عملها والرفع بنتائج التحقيق لاتخاذ الخطوات اللازمة على ضوء ذلك لتحقيق تطلعات المواطنين في العدالة وسيادة دولة القانون.
ودعا الدكتور/ معين عبدالملك، كافة القوى السياسية والمجتمعية إلى ضرورة رص الصفوف ومضاعفة الجهود وتوحيد الكلمة والالتفاف الوطني خلف الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- لاستكمال مشروع استعادة الدولة وإجهاض المشروع التدميري لمليشيات الحوثي الانقلابية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد