اعتبر سياسيون هجمات ميليشيات التمرد على العديد من المواقع التابعة للشرعية وإشعال معارك ضارية في أربع محافظات- في وقت واحد- وتحقيق تقدم ملفت في جبهات "البيضاء وإب والضالع".. يؤكد- من حيث الجانب الإداري للعمليات العسكرية- بأن الانقلاب الحوثي قد تمكن من إعادة ترتيب قواته من حيث المعدات العسكرية والقوات البشرية، مستفيدا من توقف القوات العسكرية التابعة للشرعية في مواقعها التي سيطرت عليها منذ سنوات، دون أن يكون لديها أي خطط عسكرية للتقدم نحو السيطرة على مواقع جديدة يسيطر عليها العدو الحوثي وخاصة في جبهات صرواح والبيضاء وجبهة العود ومريس ودمت..
وأكد السياسيون بأن الانقلاب الحوثي تمكن اليوم من انتزاع زمام المبادرة في تحديد مكان وزمان المعركة، وأن ذلك يعود للحسابات الخاطئة التي اعتمدتها قيادات عسكرية مع التحالف العربي أدت إلى توقيف إمداد أغلب الجبهات بالسلاح والذخائر..
وأوضح السياسيون بأن المناطق التي تتساقط ويسيطر عليها الحوثي في الشمال أو تلك التي تتساقط ويسيطر عليها المجلس الانتقالي في محافظات الجنوب، الواضح بأنها تخضع لعوامل سياسية لدى جهات قيادية في الشرعية والتحالف العربي، والتي تأخذ طابع التصنيف أنها جبهات تابعة لحزب الإصلاح اليمني وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين والسياسيين، بأنه تقييم قاتل من الناحية الاستراتيجية وبأن هذا التقييم والاستمرار في البناء عليه في التعاطي مع جبهات المواجهة يعتبر دعما استراتيجيا لجماعة الحوثي الانقلابية..
وحذر السياسيون قيادة الشرعية وفي مقدمتها الرئيس هادي ونائبة اللواء/ علي محسن، من خطورة استمرار سياسة غض الطرف ما تتعرض له الجبهات من منع متعمد لمدها بالسلاح والذخيرة لمواجهة مات الانقلاب الحوثي..
وإن نتائج ذلك ستكون كارثية وأن على قيادة الشرعية والقوى السياسية أن تأخذ تبعات هذه الأحداث ببعدها السياسي الذي يبدو أنه ينساق وفق مخطط يتجاوز مسألة استهداف فصيل سياسي إلى استهداف مشروع الدولة اليمنية وشرعيتها وترك اليمن لمسارات كارثية وحروب مناطقية وطائفية، بعد أن كانت الحرب محصورة بين الدولة الشرعية والانقلاب الحوثي وحلفائه المتمثل في الدعم الإيراني..