بعد «حجور».. معاقل المقاومة تتهاوى على عروشها.. قصة سقوط آخر لأهم معقل للشرعية في البيضاء..

تتهاوى المدن على أعقابها في قبضة المتمردين الحوثيين، والسبب واحد هو تخاذل الحكومة الشرعية التي تتخذ من فنادق الرياض ملجأ لها.

2019-04-22 08:20:27 أخبار اليوم/ خاص


إطلالة مقاومة شعبية كانت هنا، وقصة سقوط أخرى لأهم معقل للمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وسط اليمن سنتناولها في هذا الذي يشرح سقوط مديريات "ذي ناعم" عقب السيطرة عليها بشكل كامل من قبل جماعة الحوثي الانقلابية.
مع سقوط «حجور»- معقل المقاومة في كشر حجة شمال اليمن- توالت الضربات الموجعة على المقاومة الشعبية والقوات الحكومية، كان آخرها سقوط مدينة ذي ناعم في البيضاء في قبضة مليشيا الحوثي الانقلابية.
سقوط أثار غضباً شعبياً واسعاً ضد حلفاء إعادة الشرعية في اليمن، والسياسة المتبعة من قبلها التي تستند على اللا مبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية، والتهديد، الذي يعنيه سقوط هذه المديرية الإستراتيجية بقبضة المتمردين الحوثيين.
انتزعت منطقة "ذي ناعم" من قبل المتمردين الحوثيين عقب سقوط جبل «حلموس» الاستراتيجي أعلى قمة جبلية في ذي ناعم، مطلع الأسبوع الماضي لتتهاوى مناطق هذه المديرية الواحدة تلو الأخرى في قبضة الانقلابيين.
هذه المكاسب الميدانية التي تصب في صالح المتمردين جاءت بعد معارك دامية مع فصائل المقاومة الشعبية مطلع الأسبوع الماضي، سبقها قصف بالدبابات وصواريخ الكاتيوشا بشكل جنوني.
معركة دفع فيها الحوثيون بأسلحة ثقيلة مكنتهم من دحر المقاومة الشعبية من ذي ناعم في حادثة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الاشتباكات في البيضاء قبل خمسة أعوام، بحسب معلومات حصل عليها مراسل صحيفة «أخبار اليوم».
تفيد المعلومات الواردة من محافظة البيضاء أن الحوثيين قاموا، نهاية الشهر الماضي، بشق طريق مؤدية إلى الجبل وتعبيدها عبر منطقة (قربة) التابعة لذي ناعم، كما عززوا قواتهم في المنطقة طوال الأسبوع الماضي بعتاد عسكري بينها دبابات ﻷول مرة.
سقوط كان خارج حسابات المقاومة الشعبية في البيضاء، التي اتهمت فيها قيادات في المنطقة العسكرية بالتواطؤ مع الحوثيين وخذلانها في معركتها الأخيرة في منطقة «ذي ناعم».
*أهمية جبل «حلموس»
تنبع أهمية جبل «حلموس» بأنه أعلى قمة بمديرية ذي ناعم ويطل على كافة المناطق المديرية وأجزاء كبيرة من مديرية الزاهر المحاذية "بآل حميقان" والقريبة من "يافع" من جهة الشمال.
يقول خبراء عسكريون إن سيطرة المتمردين الحوثيين على جبل «حلموس» الاستراتيجي ومديرات ذي ناعم يسهّل وصول مليشيا الحوثي إلى مناطق الحد «يافع» بـ "لحج"، لأن الجبل يسيطر نارياً على الخط الأسفلتي إلى محافظة لحج من الشرق، ومن الشمال عن طريق الزاهر وآل حميقان.
ويمكنهم من ربط جبهات القتال في مديرية ذي ناعم بالزاهر وآل حميقان، أكثر الجبهات استنزافاً للحوثيين في محافظة البيضاء.
ويرى الخبراء أن ربط هذه الجبهات الثلاث من خلال سيطرة المتمردين الحوثيين على جبل «حلموس» سيخفف الخسائر والضغط على مقاتلي جماعة الحوثي الانقلابية في هذه الجبهات التي تكبدت خسائر كبيرة نتيجة اعتماد المقاومة الشعبية فيها على إستراتيجية مخيفة تعتمد على النفس الطويل وتبث الرعب في أوصال المتمردين، وتستند على الهجمات المباغتة، وتنتهج أسلوب الاستدراج والاستنزاف، باستخدام الكمائن والاقتحامات المفاجئة.
ويضيف الخبراء إن العملية العسكرية التي بدأتها مليشيات الحوثي، مطلع الأسبوع الماضي، بمديرية ذي ناعم والتي تكللت بالسيطرة على جبل «حلموس» الاستراتيجي ستمكن الحوثيين من الزحف نحو أولى مناطق «الحد يافع بالحج».
سقوط من شأنه أن يقطع خط الإمداد للمقاومة الشعبية من الجنوب من مناطق الحد بيافع، ويمكن المتمردين الحوثيين من إغلاق جميع المنافذ البرية لمحافظة البيضاء ذات الموقع الجغرافي الحساس، الذي يتوسط اليمن، ويفصل بين الشمال والجنوب، والذي يطل على منابع الطاقة في الشمال الغربي بمحافظة مأرب والجنوب الشرقي ممثلاً بمحافظة شبوة.
وبحسب خبراء عسكريين فإن سيطرة الحوثيين على البيضاء، وبتر تحركات المقاومة الشعبية والقوات الحكومية ستفتح لهم أكثر من ثلاثة أبواب للعبور منها نحو مدن الجنوب، فضلاً عن كونها تؤمّن لهم إحكام السيطرة في مناطق تواجدهم.
إلى ذلك يكون الجيش الوطني قد خسر الممر الوحيد نحو محافظة ذمار- بوابة صنعاء الجنوبية -مع سقوط مقاومة ذي ناعم وجبل «حلموس» وسيطرة الحوثيين على جميع المنافذ البرية لمحافظة البيضاء.
*استنفار قبلي في يافع
في المقابل استنفرت قبائل الحد يافع والتي لا تعترف كثير منها بالوحدة اليمنية وتطالب بالانفصال عقب سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية على جبل «حلموس».
ودفعت هذه القبائل بالمقاتلين لإسناد رجال المقاومة الشعبية في ذي ناعم، فيما تستعد مجاميع قبيلة أخرى لتأمين حدهم القبلي.
خطوة يقول مراقبون إنها نابعة للحيلولة دون تقدم مستقبلي للمتمردين الحوثيين نحو الجنوب اليمني وليس نابعة من مبدأ التخلص من المتمردين الحوثيين وتخليص مدينة البيضاء من هذه المليشيا الكهنوتية.
ويقلل الخبراء من فكرة الزحف العسكري للحوثيين نحو مناطق يافع- جنوبي البيضاء- والتي تعد مناطق نفوذ لحلفاء الإمارات- الشريك الثاني في التحالف- ممثلاً بالمجلس الانتقالي، لاعتبارات والتزامات سياسية بين حلفاء الإمارات في المناطق الجنوبية والمحاذية للبيضاء تلزم المتمردين الحوثيين بعدم التمدد نحو الجنوب وضرب معاقل المقاومة الشعبية فقط.
فريق آخر يرى أن تحالفات مشبوهة بين الإمارات والمتمردين الحوثيين لضرب معاقل المقاومة الشعبية في البيضاء والتي لها موقف من التواجد الإماراتي في المحافظة ومن القوات التي تنوي حكومة أبو ظبي تشكيلها في البيضاء تحت مسمى «النخبة البيضانية».
ويستند رواد هذا النظرية على الخذلان المتعمد للقوات الحكومية ممثلة باللواء الثالث في إسناد المقاومة الشعبية في ذي ناعم، والتجاهل المتعمد للتحالف العربي في ضرب العتاد العسكري للحوثيين الذي تم الحشد له من قبل 30 يوماً في المديرية.
وبحسب هذا الفريق فإن الحوثيين لديهم ارتباطات إقليمية تمنحهم الضوء لخوض حرب شرسة ضد المقاومة في البيضاء فقط وتضغط- في الوقت نفسه- لمنع الحكومة اليمنية وقيادة التحالف من إسناد رجال المقاومة الشعبية في البيضاء.
وتتيح هذه الارتباطات الإقليمية للمتمردين الحوثيين من نسج تحالفات مع حلفاء للإمارات وبعض الجماعات المتطرفة والمصنفة في قوائم الإرهاب في جبل «كساد» بمنطقة الزهر لعرقلة أي تقدم أو تحرك ميداني للمقاومة الشعبية، وضربها تحت ذريعة الإرهاب في محاولة لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.
سقوط الأقنعة
مع سقوط حجور في كشر بمحافظة حجة ومنطقة ذي ناعم في البيضاء- وسط اليمن- اهتزت صورة الحكومة الشرعية والتحالف العربي وانتزع ذلك القناع الذي يتمترس خلفه حلفاء إعادة الشرعية في اليمن لدى الشارع اليمني الرافض للحوثيين.. يقول مختصون في الشأن.
ويحذرون من أن اعتماد التحالف على سياس إنهاك القبيلة اليمنية، التي تمثل الذراع الرئيسي في المقاومة الشعبية، والتي ظهرت جلية في معركة حجور شمال اليمن ومريس لولا تدارك رجال المقاومة للموقف في الوقت الأخير وظهرت مؤخراً في ذي ناعم بالبيضاء بخذلان المقاومة والقبائل في معاركهم ضد المليشيات الانقلابية.
إلى ذلك يستغرب المختصون من التي التحركات العسكرية التي يتنقل بها المتمردون الحوثيون بأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة في جبهات القتال المحتدمة بمرونة سلسة دون رقابة من قبل التحالف العربي المسيطر على جميع الأجواء اليمنية وقوات الجيش الوطني.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد