وسعت من دوراتها العنصرية على مستوى العزل والقرى وفرضتها على القطاع العام والوجهاء

حجة... ميليشيات الحوثي تهدد السلم الاجتماعي وتُسَمِّم الأجيال بأفكارها الطائفية

2019-04-25 03:01:10 أخبار اليوم / تقرير خاص :


يوماً بعد آخر يتوسع الفكر الطائفي والعنصري لميليشيات الحوثي الانقلابية بين أبناء محافظة حجة التي تتسلط وتبطش بالسكان بشتى الوسائل، غير أن خطورة هذا التوسع تتجاوز الحاضر لتصل إلى المستقبل عبر بث سمومها الهدامة والبعيدة عن الفكر الوطني والديني الوسطي.
"أخبار اليوم" تابعت جانباً من أنشطة الميليشيات التي تستهدف بها في المقام الأول، قيادات الرأي والوجهاء والمشائخ الذين تستخدمهم لتنفيذ أهدافهم القريبة المتمثلة في الدفع بمزيد من المقاتلين وجمع المجهود الحربي، والبعيدة المتمثلة في تقديس زعيمهم وفكرهم العنصري.
كما يتناول التقرير، الآثار المستقبلية لتلك الأنشطة التي تشكل خطورة أكبر من الحرب الميدانية، والعوامل التي ساهمت في ذلك التوسع وكيف يمكن الحد منه... إلى التفاصيل:
الاستفادة من التركة/
شكل مقتل الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، فرصة كبيرة لميليشيات الحوثي للاستفادة من إرثه في توسيع قاعدتهم وحشد مزيد من المناصرين، فبدأت في تهيئة القيادات المحلية لما لها من تأثير على قواعد المؤتمر الشعبي العام، حيث ألزمتهم بحضور دورات طائفية لتلقينهم أفكار الحوثي العنصرية، والتي امتدت لأكثر من أسبوعين بمختلف المديريات، ولم يتخلف عنها سوى عدد محدود يعد بالأصابع، والأهم من ذلك أن الميليشيات ألزمت أعضاء المجالس المحلية بتنفيذ برامج تثقيفية على مستوى مناطقهم والانخراط في عمليات حشد المقاتلين لهم والانصياع كلياً لأعمالهم التدميرية، وما يؤسف له أن غالبية من شاركوا في تلك الدورات عادوا إلى مناطقهم والخوف يملأ قلوبهم وأصبحوا جزءا من فريق عمل الميليشيات.
الوجهاء والمشائخ/
تدرك الميليشيات الانقلابية- منذ وقت مبكر- أهمية ومدى تأثير الوجهاء والمشائخ على المجتمع القبلي، ولذا فقد دفعت بالمئات منهم للمشاركة في تلك الدورات العنصرية، مستخدمة مختلف الأساليب لإقناعهم بتلك السموم التي تهدد السلم الاجتماعي ومستقبل الأجيال.
وقد أثرت تلك الأنشطة- بشكل أو بآخر- في توجهات المشائخ ومستوى تفاعلهم مع برامج الميليشيات والتي استطاعت تجنيد أغلبيتهم لتنفيذ أهدافهم الإرهابية.
القطاع العام 


كان ولايزال القطاع العام هدفاً مهماً للميليشيات الحوثية في إعادة صياغة أفكار موظفيه التي يعتقد الحوثيون أنها غير سليمة ولا زالت متأثرة بالرئيس السابق "صالح"، ولذا فقد استهدفتهم طيلة السنوات الماضية وحتى اليوم بجملة من الدورات عبر مراحل وفترات زمنية متتالية.. فقد بدأت بإلزام مدراء العموم ثم مدراء الإدارات بتلك الدورات الطائفية التي تتركز في تمجيد زعيمهم المتمرد عبدالملك الحوثي، وانتقاد ونعت الماضي بالفساد والإفساد والظلم وغيرها، بالإضافة إلى استخدامهم أساليب عدة للضغط على الموظفين للمشاركة.
الخطباء والمساجد/
تمكنت الميليشيات- خلال السنوات الماضية- من إغلاق كافة نوافذ التوعية والإعلام والإرشاد والتثقيف، وحصرت كل ذلك في نوافذها الخاصة بها، من وسائل إعلامية وتواصل اجتماعي، وصولاً إلى منابر المساجد التي تعتبر الوسيلة المباشرة الوصول إلى غالبية المواطنين أسبوعيا. حيث عملت على تسخيرها الخدمة فكرها الخبيث، والذي له تأثيره مع الايام خاصة بعد إغلاقها كافة أنواع التلاقح الفكري أو منابع التثقيف، في ظل أوضاع اقتصادية سيئة جداً حالت دون قدرة السكان من اقتناء وسائل تمكنهم من فتح نوافذ فكرية عبر الأنترنت أو غيرها.
أساليب قذرة


التهديد بالفصل من الوظيفة، والاتهام بالعمالة مع ما يسمونه بالعدوان، والمساومة بالمساعدات الانسانية، وإثارة الفتن بين المواطنين في القرى وغيرها، أساليب قذرة تستخدمها الميليشيات للضغط على الفئات المؤثرة في المجتمع لسماع خزعبلاتهم، وأفكارهم الهدامة.
لتنتقل بذلك للمرحلة الثانية المتمثل في تكليف المشاركين بتنفيذ برامج التحشيد والمناصرة لاستخدام عملية المتابعة والرقابة عبر عناصرهم المزروعة في كل القطاعات والقرى والمحلات، فمن لم يستجب لهم بالسهل والإغراءات استخدموا معه أعمال الإرهاب والعنف أن تطلب الأمر.
سياسة النفس الطويل


وتعتمد ميليشيات الحوثي الانقلابية في بث سمومها الفكرية المختلفة على قاعدة النفس الطويل، خاصة وأنها تدرك بأنها تفتقد خاصة شعبية تسهل مهمة نشر تلك الأفكار الخبيثة، ومن لم يقتنع بفكرهم اليوم سيقتنع غدا، ومن كان معارضا لتوجهاتهم سابقا بات مستسلما لهم بعد أن فقد الأمل في الشرعية والتحالف واللذان ساهمت سياساتهم خلال فترة الحرب على ترسيخ تلك القناعات.
عواقب وخيمة 
وإزاء هذه البرامج الهدامة يحذّر مراقبون محليون من عواقب وخيمة على السلم الاجتماعي ومستقبل الأجيال الذين يعتبرون الهدف الرئيس من تلك الأنشطة، والتي تسعى لخلق فكر وثقافة العنف والعداء بين المواطنين، الأمر الذي بشكل خطراً أكبر من الحرب الميدانية.
ويرى المراقبون المحليون بأن إطالة أمد الحرب سيساهم بشكل كبير في خدمة الفكر العدائي ثقافة العنف بين المواطنين، كما أنه بات من الضرورة خلق وسائل تثقيفية بديلة وسهلة الوصول للمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، بما يكفل مواجهة هذه الثقافية الطائفية بفكر وطني وديني وسطي يحفظ أمن الحاضر والمستقبل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد