غادرت ميليشيات كتائب العباس وكرها الرئيسي وسط المدينة القديمة تعز وخرج المسلحون- مساء أمس- من المدينة وذلك إلى منطقة الكدحة- الواقعة خارج المدينة وتعتبر مسرح عمليات لهذه الكتائب..!!
ووسط حماية أمنية كبيرة تكفلت بها قوات اللواء الخامس حرس رئاسي، خرج العباسيون من المدينة على متن أكثر من أربعين طقماً ومدرعتين وسيارتي صالون حملت المسلحين والمقاتلين- الذين حولوا مدينة تعز إلى محرقة خلال الأيام الماضية..!!
وجاء انصياع قادة كتائب "أبو العباس" لهذا الخروج النهائي من المدينة إلى مسرح عملياتها في منطقة الكدحة، بعد مفاوضات طويلة ومع لجنة التهدئة المشكلة من قبل محافظ تعز.. وكانت برئاسة وكيل المحافظة/ عارف جامل، ومعه عدد من الشخصيات الحكومية جلسوا مع الشيخ/ مؤمن المخلافي- نائب أبو العباس- وتوصلوا إلى هذا الاتفاق وذلك لإنهاء ملف المواجهات وإغلاقه نهائياً وحقناً لدماء المواطنين ولمصلحة المحافظة ولإعادة الحياة اليها وإيقاف هذا الصراع الدامي بين أبناء المدينة ورفقاء السلاح..
وحسب مصادر خاصة، فإن الاتفاق بين اللجنة وقادة كتائب "ابو العباس" تم على أساس مغادرتهم المدينة بحماية اللواء الخامس حرس رئاسي وهو الذي يتولى- أيضاً- حماية المدينة القديمة والانتشار الأمني فيها..

وأفادت المصادر أن الاتفاق- الذي تم برعاية وحماية من رئاسة الوزراء ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية- نص على عدم القيام بأي مداهمات للمنازل في المدينة القديمة وأن يقوم قسما باب الكبير وباب موسى بحل كل المشاكل والقضايا والبت فيها..
وانتشرت قوات اللواء الخامس حرس رئاسي في منطقة المدينة القديمة وأغلب المربعات التابعة لكتائب "ابو العباس" مع انسحاب المسلحين العباسيين من مواقعهم المتمترسين فيها ومنها كانوا يهاجمون القوات الأمنية..
وتسلمت القوات، كل المواقع وتمركزت فيها للحماية الأمنية وترافق ذلك مع توقف تام لإطلاق النار والالتزام بذلك في وقت قامت لجنة التهدئة والوكيل/ عارف جامل، بإنهاء كافة الإجراءات اللوجستية لمغادرة أفراد ومسلحي "ابو العباس" المدينة وإكمال الاتفاق وإيصالهم لمنطقة الكدحة لإغلاق ملف الصراع الدامي الذي عاشته المدينة الحالمة طيلة الايام الماضية.. وليتم طوي صفحة العباسيين ومسلحيه ومشاكلهم وحوادثهم المتعددة والمتكررة..!!
تعز تحرق

و عاشت تعز، الأيام الماضية، أسوأ اللحظات والساعات بعد الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بين القوات الأمنية التابعة للحملة الأمنية ومسلحي "أبو العباس" والعناصر المطلوبة أمنيا والخارجين عن القانون وذلك في عدة مناطق بالمدينة تركزت حول منطقة المدينة القديمة التي يقع فيها المقر الرئيسي لكتائب أبو العباس..
وتمركز المسلحون العباسيون في هذه المنطقة "ووادي المدام وباب الكبير وباب موسى وقامت بمواجهة الحملة الأمنية واعتدت على أفراد قسم الجمهوري بإطلاق الرصاص عليهم- ومنذ فجر الأربعاء وحتى مساء الأمس الجمعة تسبب مسلحو "أبو العباس" بالكثير من المآسي لسكان المدينة وذلك بتفجير الموقف واندلاع الاشتباكات ورفضهم تنفيذ الاتفاقات السابقة بتسليم المطلوبين أمنيا والخروج إلى منطقة الكدحة..
ومع توقف الحملة الأمنية بناء على توجيهات المحافظ/ نبيل شمسان، تلاعبت ميليشيا "ابو العباس" بالاتفاق ولم تقم بتنفيذ أي بند فيه بل قام العباسيون بترتيب صفوفهم والتمترس في مواقعهم استعداداً لمواجهة قادمة وهو ما حدث إذ قام المسلحون بأكثر من اعتداء على أفراد قسم الجمهوري وأفراد الحملة الأمنية ومحاولات استفزاز كبرى، ما أدى إلى قيام الحملة الأمنية بالرد وملاحقة المسلحين والقبض عليهم وتنفيذ قرارات اللجنة الأمنية وحينها كان مسلحي "ابو العباس" اكثر استعدادا وجاهزية لمواجهة القوات الأمنية فاخرجوا الأسلحة ووجهوا آلياتهم ورصاصاتهم باتجاه رجال الأمن وأطلقوا الرصاص على رؤوس وبيوت المدنيين واستخدموا بيوت المدنيين في المدينة القديمة كأماكن للاختباء فيها والمواطنين كدروع بشرية..
وفعلاً فقد عمل العباسيون على إحراق مدينة تعز، وخلال يومين عاش المواطنون حالات رعب كبرى بفعل عمليات القنص والقصف الكبيرة.. ما يدعونا لتذكر أحد أفراد "ابو العباس" ويدعى محمد نجيب إذ سبق وصرح عبر فيديو بانه سيحرق تعز وذلك ما حدث وحصل فقد احرق العباسيين تعز بصورة لم يعهدها ابناءها وساكنيها.. كما تعرض المواطنين لكل صنوف العذاب وتوقف حياتهم وتهديدهم بالموت..
الضحايا المدنيون
الآن بعد خروج مسلحي أبو العباس من المدينة.. من سيتوقف امام الضحايا المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا بسبب هذه المعركة.. الطفل العيزري أو أسرة الوصابي الكاملة التي قتلت وطفلة صاحب عربية البطاط.. والكثير من المصابين الذين تتوزع إصاباتهم.. عداً عن تدمير بيوت وممتلكات المواطنين.. كل هذا واكثر من هذا الملف الإنساني الكبير من سيعالجه ويتكفل به هل سيقوم المحافظ نبيل شمسان بالاعتناء بهذا الملف الهام وتعويض الضحايا وجبر الضرر كون ما حصل يتطلب موقفا إنسانيا ومسئولا من الرجل الأول في المدينة تجاه هؤلاء الضحايا المدنيين..!!