وصل أمس الاثنين، محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان إلى المدينة، بعد غياب استمر نحو 30 يوما، منذ أن غادرها إلى العاصمة المؤقتة عدن أواخر مارس الماضي.

وكان محافظ تعز قد غادر المدينة في الـ29 من مارس الماضي، بعد أن وصلها منتصف ذات الشهر، للمرة الأولى منذ تعيينه في 31 ديسمبر من العام الماضي، واستمرت مدة مكوثه بالمدينة 12 يوما فقط.

وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت حينها أن مغادرة المحافظ جاءت احتجاجا على عدم تنفيذ أوامره وبسبب نشوب خلافات بينه وبين قيادات أمنية وعسكرية، بخصوص الحملة الأمنية التي خرجت لضبط مطلوبين امنيا، إلا أن مستشار المحافظ علي الاجعر نفى صحة هذه المعلومات جملة وتفصيلا.

وقال الأجعر في تصريح لـ" أخبار اليوم" أن أي أحاديث عن خلافات غير صحيح، والسلطة المحلية والجيش الوطني وقيادة أمن المحافظة عبارة عن أعضلاع مثلث، إذا اكتسر ضلع انتهى المثلث، وكل هذه القيادات تتعامل بتكاملية رائعة.

وأضاف " مع هذه التكاملية الا أن هذه القيادات ليست نسخ مكررة، وكل قيادي لديه خلفية بناء على موقعه، فرجل الامن يستنتج أشياء كونه رجل بالميدان ويعرف ما هي الأولويات الامنية، وكذلك رجل الجيش يظل له مهامه، ورجل السلطة المحلية على اعتبار انه رجل مدني لا يريد أن يرى أي مظالم هنا أو هناك لان كل الموطنين تحت مسؤوليته.

وحول ما ان كانت عودة المحافظ إلى المدينة نهائية، وسيستقر فيها، قال الأجعر، إن تواجد المحافظ داخل المدينة وخروجه منها يأتي بناء على حسب حاجة المدينة، ومقر عمله هو داخل المحافظة، والمدينة محتاجة له أكثر من عدن، ومن أي مكان أخر، لكن إن دعت الضرورة بان يكون في مكان أخر لمصلحة تعز فسيكون.

وأوضح أن المحافظ عمل خلال تواجده في عدن على إنجاز العديد من المشاريع، منها الطرقات واستكمال مستحقات بعض الموظفين، وغيرها من المشاريع التي تخدم تعز، ورغم ذلك تبقى تعز منتقصة الحقوق.

وعن احتمالية إعلان المحافظ عن عملية عسكرية لاستكمال التحرير والوصول الى الحوبان، قال مستشار المحافظ أن الأولوية حاليا هو استكمال التحرير غرب المدينة، وهدفنا الأكبر كيف نصل إلى شواطئنا غربا، ونسيطر عليها من باب المندب إلى ذباب، باعتبار ذلك مكانا حيويا، وعبره ستدخل كل المواد الاغاثية والأساسية التي تحتاجها المحافظة.

وجاءت عودة المحافظ عقب أحداث وتطورات كبيرة شهدتها المدينة، أبرزها الاشتباكات التي جرت بين الحملة الأمنية وبين الخارجين عن القانون بالمدينة القديمة الذين حظوا بحماية من قبل كتائب أبو العباس.

وعقب عشرة أيام من المواجهات التي سقط فيها أكثر من مائة بين قتيل وجريح أغلبهم مدنيون، خرجت لجنة التهدئة المشكلة من المحافظ باتفاق مع قائد الكتيبة الخامسة باللواء 35 مدرع، عادل عبده فارع، المعروف بـ “أبو العباس” وتحت إشراف مباشر من وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، قضى بمغادرة مجاميع الكتائب إلى مسرح عملياتها في الكدحة غرب المدينة، وتسليم المطلوبين أمنيا للشرطة، بالتزامن مع استلام قوات من الحرس الرئاسي والأمن للمدينة.

وكان وكلاء المحافظ قد وقعوا عريضة تطالب محافظ المحافظة بالعودة الى المدينة، ومزاولة أعماله من مقر المحافظة، خاصة أن الأوضاع التي تمر به المدينة خطيرة، وتستدعي تواجده فيها، كما طالب تحالف القوى السياسية بالمدينة المحافظ بالعودة، ومزاولة مهامه من داخلها وحل مشاكلها.

في سياق منفصل، عثرت الأجهزة الأمنية في المحافظة على مقتنيات أثرية داخل مجمع هائل سعيد التربوي(مقر أبو العباس سابقا)" بالمدينة القديمة.

صناديق من الأثار الثمينة في مقر أبي العباس

وقالت مصادر عسكرية، إن الاستخبارات العسكرية عثرت على صناديق تحوي كمية كبيرة من الآثار والمقتنيات الثمينة في أحد الفصول بمجمع هائل، الذي كان يتخذه أبو العباس مقر له في المدينة القديمة بتعز، وتم تسليمها لمكتب الثقافة بالمدينة>

وكانت كتائب أبو العباس، أعلنت في مارس الماضي، تسليم الدفعة الأخيرة من الآثار التي لديها، وقال حينها مدير مكتب الثقافة عبد الخالق سيف إنه اختتام المرحلة الأخيرة المتمثلة بحصر وجرد وتوثيق واستلام وتسليم مقتنيات الآثار التي تم الاحتفاظ بها من قبل كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع .

وعقب إعلان العثور على الآثار، أعلنت كتائب العقيد أبو العباس أنها وفي سياق تسليمها لمقتنيات المتحف الوطني التي قامت بتحريزها قد سلمت كل المقتنيات إلى اللجنة المكلفة من وزارة الثقافة وقد تم استلامها.

وأوضحت في بيان لها، أن بعض المقتنيات بقيت في إحدى الغرف في مكتب القيادة (مجمع هائل التربوي)، وتم إبلاغ الوزارة بذلك كما زعم البيان الذي أخلت فيه الكتائب مسؤولياتها عن القطع التي نهبت، تحت ذريعة الأحداث الأخيرة، وادعت أنها نهبت من قبل أفراد الحملة الأمنية.

الشرطة تنفي مزاعم الكتائب

شرطة تعز نفت ادعاءات كتائب أبو العباس، وقالت إن الكتائب أعلنت قبل فترة تسليمها مقتنيات المتحف إلى مكتب الثقافة، وأعلنت أنه لم يعد لديها أي قطع أو مقتنيات.

وقال مساعد مدير الأمن العقيد سمير الأشبط في تصريح لـ" أخبار اليوم" أنه وطالما أن الكتائب أعلنت انه لم يعد لديها أي قطعة، نحن نسأل كيف جاءت هذه القطع التي تم العثور عليها؟ ولماذا لم تسلم مع القطع الأولى التي سلمت للجنة المكلفة بالاستلام؟

وأوضح أن مدير الثقافة بالمحافظة صرح بأن الكتائب أكدت له بأن الدفعة التي استلمها سابقا هي أخر ما لديها من مقتنيات، ونجن تفاجئنا اليوم بوجود دفعة أخرى وقطع لازالت موجودة مع أصحاب أبو العباس وهي التي تم العثور عليها اليوم".

من جهته قال مدير مكتب الثقافة بالمحافظة عبد الخالق سيف، انه تم إبلاغ المكتب من أبو العباس عقب أحداث المدينة القديمة السابقة للأحداث الأخيرة وقبل الخروج إلى الكدحة، أنهم وجدوا بقية مقتنيات تخص المتحف الوطني وأنها مجموعة البومات وصور وملابس قديمة وتمثالين وأنه يريد أن نعود لاستلامها منه.

وأضاف سيف" أخبرنا أبو العباس عن أسباب عدم تقديم هذه المقتنيات للجنة السابقة لتقوم بواجبها وفق إجراءاتها المتبعة والمحافظة على هذه المقتنيات، فرد بأنه لا يعلم كيف لم يتنبه أفراده لها، لكنه يريد تلافي هذه المشكلة ويريد استلامها منه بأسرع وقت خوفا من بعض أفراده وخوفا من غيرهم في أي اقتحام لمقرهم في المدينة القديمة.

وأوضح انه أبلغ وزير الثقافة ومحافظ المحافظة على هذه التفاصيل وظهور مقتنيات بعد انتهاء عملية الجرد والحصر، وهو الأمر الذي استنكره الوزير والمحافظ إذ كيف ظهرت هذه المقتنيات بعد انتهاء عمل لجنة الجرد والحصر السابقة، وأكدوا ان هذا تصرف غير مسؤول تجاه مقتنيات واثار لاتقدر بثمن.

وقال مدير مكتب الثقافة أنه تفاجأ بأن هذه المقتنيات القليلة، تحولت إلى فصل دراسي كامل يحتوي على بقية مقتنيات المتحف الوطني وهي كمية ليست قليلة، خاصة أنها ظهرت بعد عمل جرد وحصر استمر شهرين ،وجرى استلام 3 فصول وصندوق كبير في بدروم وهي المقتنيات التي تم تحريزها وترقيمها ونقلها لخزانات البنك حماية لها.

مدير المتاحف يتهم أبو العباس

بدوره أتهم مدير المتاحف بمحافظة تعز، أبو العباس بإخفاء المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها اليوم في أحد فصول مجمع هائل ( مقر أبي العباس سابقا).

وقال رمزي الدميني في تصريح له، إن ابو العباس أخفى هذه المقتنيات عن اللجنة المشكلة من السلطة المحلية ووزارة الثقافة ، وأنهم لم يكونوا يعلمون بها، وعندما تم العثور على هذه المقتنيات اتصل أبو العباس بوزير الثقافة وأخبره بوجود مقتنيات أثرية" .

الناشط محمد مهيوب، تساءل عن السبب الذي منع مكتب الثقافة والآثار وغيرهم من الجهات المعنية أن يعلنوا أيام الحملة الامنية بأنه لايزال تتواجد أثار ومقتنيات بالمجمع ويدعون لحمايتها حتى لا تتضرر.

ادانات لوزارة الثقافة ورفض لتبريرات أبو العباس

وأضاف مهيوب في منشور له على الفيس بوك" ثلاث ايام منذ يوم دخول الاجهزة الامنية الى المجمع ولم يذهب احد من مكتب الثقافة او الاثار لاخذ المقتنيات، الا اليوم، حتى مدير الثقافة قال انه لا يعلم شيئ وانه تفاجأ بوجود هذه الدفعة، ان كانوا يعلمون لماذا لم يذهبوا لاستلامها؟

واستنكر محاولة سرد التبريرات الواهية التي قال لن يصدقها عقل ، مشيرا الى ان المرة السابقة تم استلام بعض المقتنيات من داخل مقر قيادة ابو العباس ، وهو نفس المكان الذي وجدت فيه الاثار اليوم ، فلماذا لم يسلموها كاملة ولماذا تم اخفائها وصرحوا بأنه تم تسليم كل شيئ؟

وأكد أن المقتنيات الاخيرة التي عر عليها اليوم هي الأهم وهي تاريخ لليمن، وما تم تسليمه من قبل هي سيوف وجنابي واشياء عادية ، مطالبا قيادة السلطة المحلية بفتح تحقيق عاجل بالأمر والتوضيح للرأي العام.