أثارت التقدمات الميدانية التي تحققها مليشيا الحوثي في جبهات وسط البلاد، استياء واسعاً أوساط الشرعية، سيما وأنها جاءت على إثر الهدن التي توافق عليها الحكومة وتستغلها المليشيا الانقلابية.
وفي السياق كشف مصدر حكومي عن توجه عدد من وزراء الحكومة وأعضاء مجلس نواب وقيادات سياسية تحميل الرئاسة والتحالف العربي مسئولية تمكن مليشيا الحوثي من إسقاط مواقع كان قوات الجيش تسيطر عليها في الحديدة غربي البلاد وكذلك سقوط مواقع الجيش في محافظات؛ اب والضالع والبيضاء بيد مليشيا الحوثي.. وذلك من خلال موافقتها المستمرة للتمديد للهدن الهشة التي يتم الالتزام بها من طرف واحد هو طرف الشرعية، فيما جماعة الحوثي تستغلها في ترتيب صفوفها وتنطلق منها لاستعادة المبادرة لتنفيذ هجمات في كل الجبهات.
وتلكأت جماعة الحوثي في تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة والذي يقضي بانسحابها من المدينة وموانئها واستغلت توقف المعارك بالحديدة والتزام القوات الحكومية بعدم الزحف لفتح جبهات جديدة حسمتها لصالحها.
وباشر الحوثيون عملياتهم في مناطق الوسط (إب والضالع والبيضاء) للتأثير على وضع جبهات المناطق الساحلية (جنوب وغرب)، واتخذوا قرار الحسم في تلك المدن للضغط وإجبار قوات مناطق الساحل على الانسحاب وإحداث فجوة هناك.
وتمكنت المليشيا من إسقاط بلدة حجور في محافظة حجة غربي البلاد بعد أن حاصرتها عدة أسابيع بقوات استقدمتها من مدينة الحديدة بعد أن ضمنت توقف المعارك هناك.
كما تمكنت المليشيا من إسقاط مركز مديرية الحشاء بمحافظة الضالع جنوبي البلاد.
وخلال أيام قليلة، سيطر الحوثيون على مديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء ومنطقة العود في محافظة إب (وسط البلاد).
وعمل الحوثيون لأكثر من شهرين على حشد التعزيزات العسكرية (مقاتلين ودبابات وأسلحة ثقيلة) وتمكنوا من السيطرة على جبل حلموس، وهو أحد المواقع الإستراتيجية في مديرية ذي ناعم بالبيضاء.
وسيطرت على مواقع في جبهة عزاب وبيت الشرحي والشوكي وقمة جبل المشمر غرب الازارق.
واعتبر أعضاء مجلس نواب الهدن وخاصة اتفاق السويد الذي أوقف تحرير الحديدة جاءت لتلبي تطلعات مشبوهة ولتفتح طريقا لإنقاذ مليشيا الحوثي بعد ان كان ضاق الخناق بها، وفقا للمصدر الذي تحدث لـ"أخبار اليوم"، وطلب التحفظ عن اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الاعلام.
وأشار النواب إلى أن أجندة اتفاق السويد كانت غير يمنية ولَم تعير المصلحة اليمنية أية اهتمام كما انها لا تلبي تطلعات اليمنيين.