اعتبرها مراقبون سياسيون نتائج إطالة الحرب وعدم الحسم وأنها رسالة حدي من إيران

الانقلاب الحوثي يهاجم منشئات نفطية في المملكة بسبع طائرات مفخخة

2019-05-15 06:51:29 أخبار اليوم/ خاص


قالت السعودية، أن هجوما استهدف محطتي ضخ لخط أنابيب رئيسي ينقل النفط من شرق البلاد إلى غربها، تعرضاً لهجوماً إرهابي، وأعلنت المليشيات الحوثية مسؤوليتها عن الهجوم رداً على قيادة المملكة للتحالف الداعم للشرعية في اليمن، والتي انقلبت عليها المليشيات عام 2014م.

وأكدت الرياض، أمس الثلاثاء، تعرض محطتي ضخ لخط أنابيب رئيسي ينقل النفط من شرق السعودية إلى غربها، لهجوم بطائرات بدون طيار، ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط
وقال مراقبون أن هذا الحادث كنتيجة كارثية لعدم حسم المعركة في اليمن مع الانقلاب الحوثي وإطالة الحرب لتدخل في السنة الخامسة، واكد المراقبون أن إطالة بقاء الانقلاب يزيد من حجم التهديدات الأمنية للملكة كما انه أيضاً يضر بسمعة المملكة امام المجتمع الدولي، ويشجع أعداء المملكة في التجرؤ عليها.
من جانبه تحدث وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "تعرّضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي لهجوم من طائرات (...) بدون طيار مفخخة".
وتابع "قامت أرامكو السعودية بإيقاف الضخ في خط الأنابيب حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي"، مشددا في الوقت ذاته على "استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات بدون انقطاع".
وتقع المحطتان في محافظتي الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم من شرق العاصمة السعودية.
ويبلغ طول خط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل من المنطقة الشرقية الغنية بالخام إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر. ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ البحر الأحمر بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وبحسب الوزير السعودي فإن "هذا العمل الإرهابي والتخريبي، وتلك الأعمال التي وقعت مؤخرا في الخليج العربي ضد منشآت حيوية لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي". مشددا على "أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثيين الانقلابية في اليمن المدعومة من إيران".
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن استهداف المنشآت السعودية بطائرات مسيرة جاء للرد على "الجرائم والحصار" في اليمن. وكتب عبد السلام على حسابه في تويتر "عملية استهداف منشآت سعودية حيوية جاءت ردا على استمرار العدوان في ارتكاب جرائم إبادة وفرض حصار على شعب بأكمله"، وتابع "لا خيار أمام شعبنا العزيز إلا الدفاع عن نفسه".
وكانت المليشيات الانقلابية أعلنت في وقت سابق عبر قناة المسيرة المتحدثة باسمها، عن استهداف "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات بدون طيار، مشيرين إلى أن "هذه العملية العسكرية الواسعة ردا على استمرار العدوان والحصار على أبناء شعبنا".
وجاء الهجوم الإرهابي للحوثيين على المنشأة السعودية في ظل تصعيد للتوترات في المنطقة، تقوده إيران الداعم الرئيسي للمليشيات في اليمن، والتي تشير أصابع الاتهام إلى ضلوعها في الاعتداء التخريبي الذي تعرضت له أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الأمارات.
كما يأتي الهجوم بالتزامن مع تصاعد أزمة النووي الإيراني، والعقوبات التي شددتها الولايات المتحدة على تصدير نفطها، وما ترتب عليه من تبادل للتهديدات، دفع أمريكا إلى إرسال قاذفات وسفن قتالية حاملة لطائرات إلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
الا أن البيت الأبيض قلل من حجم التوترات رغم قواته التي أرسلها مؤخراً، للشرق الأوسط والتي تعتبر اكثر مناطق العالم حساسية.
وصرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الروسية "نحن لا نسعى مطلقا لحرب مع إيران".
وبينما لم تتّضح بعد ملابسات واقعة السفن الأربع، كان اعلان الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بمثابة، معززاً للمعلومات التي نشرت سابقاً عن تلويح إيران وتهديدها الولايات المتحدة، باستخدام مليشيات الحوثية المتحالفة معها، وعبر ضربها للمصالح الأمريكية في باب المندب والسعودية، هو ما تحقق حيث يصدر النفط عبر المحطات المستهدفة للولايات المتحدة.
وتقول المليشيات الحوثية أنها استهدفت المنشآت السعودية، بسبع طائرات من دون طيار، في هجوم وقع في خضم حرب نفسية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج من جهة، وإيران من جهة ثانية.
وتقود السعودية تحالفاً داعماً للحكومة اليمنية، التي تخوض منذ خمس سنوات معارك عنيفة ضد المليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران، والتي انقلبت على الشرعية المعترف بها، وأسفرت الحرب من مقتل وجرح قرابة 200 ألف أغلبهم من المدنيين، وتدمير المليشيات لمعظم المصالح الحيوية، إضافة إلى تسبب الحرب الذي بداءتها باجتياح صنعاء في أسوأ ازمة إنسانية يشهدها العالم ومجاعة تعصف بمعظم سكان الشعب اليمني.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد