معاناة كبيرة يتجرعها المواطنون.. والمصلحة تتفرج والحكومة صامته:

رحلة البحث للحصول عن الجواز..!!

2019-05-20 17:09:05 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

شهور مرت والجوازات متوقفة بمبررات عدم وجود الدفاتر..!!
إتلاف 700 ألف جواز جديد بسبب خطأ مطبعي.. من يتحمل المسؤولية..!!
أين مصلحة الجوازات من هذا الفشل الذريع ولماذا تأخرت طباعة دفاتر جديدة لأكثر من 4 أشهر..!!
الجوازات معدومة في المصلحة وفروعها ومتوفرة في السوق السوداء ولدى السماسرة وقيمة الجواز وصل الى 200 ألف ريال..!!
ما حقيقة أن صراع نافذين ومسئولين على العمولات أدى لتأخر طباعة الدفاتر الجديدة..!!

يعاني المواطنون منذ شهور طويلة، من صعوبة الحصول على جواز السفر من مصلحة الهجرة والجوازات في المحافظات المحررة والخاضعة للشرعية.. وذلك بسبب عدم وجود الدفاتر وانتهاء الكمية المطبوعة في وقت سابق.. يتجرع المواطن معاناة كبيرة ويخسر أموالاً طائلة ويذوق الويلات والمرارات وهو في رحلة البحث عن الجواز الذي أصبح حلماً صعب المنال أو التحقق بفعل عديد أسباب جعلت الجواز اليمني يختفي من الصورة والمشهد ويرتفع سعره إلى مبالغ خيالية ضاعفت من معاناة المواطنين أكثر وأكثر..!!
ورغم حالة التوقف عن معاملات الجوازات وإقرار مصلحة الهجرة والجوازات بعدم وجود دفاتر جديدة، إلا أن الجوازات متوفرة في السوق السوداء وأيضا لدى السماسرة الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، حيث يضطر المواطنون إلى شراء الجوازات من سماسرة السوق السوداء بمبالغ وصلت إلى مبلغ 200 ألف ريال للجواز الواحد، مع أن سعره لا يتعدى سبعة آلاف ريال..!!
المعاناة كبيرة والمأساة لا تحاكى ولكنه القدر المكتوب في هذه المرحلة المتعبة لأبناء اليمن جميعاً، وعليهم أن يعانوها ويعيشوا تفاصيلها..!!
بداية الأزمة
تعود أسباب ومسببات أزمة الجوازات وصعوبة صرفها للمواطنين في أي حالات، إلى قيام مصلحة الهجرة والجوازات- قبيل أربعة أشهر- بإعلان توقف إصدار الجوازات، سواء في مركز المصلحة الرئيسي بالعاصمة المؤقتة عدن أو فروعها بالمحافظات المحررة وذلك بدواعي انتهاء الكمية الموجودة من الدفاتر المطبوعة والموجودة في المصلحة وفروعها وبذلك الإعلان المفخخ تم إعلان حالة الطوارئ لدى المواطنين في كل المحافظات، خاصة الأمراض والطلاب الذين أضحوا في ورطة كبيرة بإيقاف الجوازات وستكون الكارثة فوقهم أشد وأقوى وهو ما حدث بالفعل إذ اشتدت الأزمة أكثر وأكثر وتصاعدت المشكلة وأصبح الطلب أكبر على الجوازات، في وقت انعدامها، ومع كل يوم يزداد الوضع صعوبة وحالات المرض والأمراض من الرجال والنساء الذين يتوافدون الى مصلحة الهجرة تتضاعف وتتكاثر في صورة تثير الحزن والقهر على هذا الحال المأساوي المريع..!!
زيادة المعاناة
وزاد من حجم المعاناة واشتداد الأزمة واختلاقها، قرار مصلحة الهجرة والجوازات، بمنع وإيقاف التعامل مع الجوازات الصادرة من صنعاء بحكم أنها خاضعة لمليشيات الحوثي، وهذا القرار ساهم كثيراً في مضاعفة معاناة المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية إذ بات عليهم الآن- بعد القرار- تحمّل المعاناة بالسفر إلى العاصمة المؤقتة عدن أو محافظة مأرب أو إحدى المحافظات الجنوبية كي يقطع جوازاً جديداً، رغم ما يعنيه ذلك من تحمل تبعات مالية كبيرة ومضاعفات أثناء السفر وربما تصل إلى اعتقال أي مواطن تحت مبررات عديدة وهو ما يشكو منه كثير مواطنين تعرضوا لمضايقات وإهانات في السفر لرحلة الحصول على الجواز.
وعلى الرغم مما أحدثه القرار من مفاقمة للوضع، إلا أن المواطنين اضطروا للقبول والالتزام والبدء بمعاملة جواز جديد وتحمل الأعباء المالية، لكن لم تمر فترة بسيطة حتى اختفت الجوازات وباتت أشبه بالحلم المستحيل وصعب الوصول إليه..!!
انتظار


يسافر الآلاف من المواطنين- طيلة الشهور الماضية- إلى المحافظات المحررة، بحثاً عن الجواز.. يجتازون الصعوبات ويتحدون المعوقات ويتحملون الإهانات ويخسرون الأموال ويتحملون أوجاعهم وآلامهم حتى يصلون للحظة الحصول على هذا الجواز الذي بات يشكّل هماً على القلب لكل اليمنيين ويتكدس المواطنون في أروقة المصلحة في" عدن ومأرب وحضرموت وتعز وشبوة وأبين وسيئون" ينتظرون جوازاتهم.. تمر الأيام بلا فائدة كمن يترقب سراباً يحسبه الظمآن ماء، يسألون بلا إجابات، يستفسرون ولا مجيب، لا أحد يستطيع إقناع آلاف اليمنيين بأن حصولهم على الجواز أصبح شبه مستحيل وأن عليهم البقاء هكذا في حالة انتظار وانتظار حتى وإن طالت الشهور..!!
جوازات بالسوق السوداء
وفي وقت تختفي فيه الجوازات من مصلحة الهجرة والجوازات، لكنها متوفرة في السوق السوداء ولدى السماسرة الذين باتوا متحكمين في مشهد الجوازات، بصورة كبيرة وبتواطؤ مريب من قبل مسئولين في مصلحة الجوازات، إذ يلجأ المواطنون إلى السماسرة في السوق السوداء لشراء الجواز، رغم الأسعار الخيالية لكل جواز والتي وصلت إلى ما يقارب 200 ألف ريال للجواز الواحد.. اضطر عديد مواطنين يعانون أمراضاً وحالتهم الصحية حرجة تتطلب سرعة سفرهم للخارج، إلى الاستعانة بالسماسرة للحصول على الجواز ودفع قيمته حتى وإن كانت كبيرة، لكنها الحاجة الماسة لذلك وغير الأمراض هناك الطلاب والتجار لكنهم في الأول والأخير من يملكون المال الوفير وإمكانياتهم تسمح لهم بشراء الجواز، بهذا المبلغ الكبير.. في ذات الوقت هناك أناس لا يستطيعون شراء الجواز، بهذا المبلغ الكبير من السوق السوداء، فيضطر للانتظار والصبر حتى تأتي جوازات الحكومة.. وهناك حالات بالآلاف وحالتهم الصحية حرجة- ومع انتظارهم الذي طال- ربما تفتك بهم الأمراض قبل وصول الجواز إليهم..!!
جملة وأسئلة
وسط كل هذه المعاناة المريرة التي يعيشها المواطنون في رحلة البحث للحصول على الجواز، التي لامست كل بيت وكل أسرة وعلى امتداد محافظات اليمن، أطلق ناشطون وصحفيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج" أين الجواز"، تضامنا مع أوجاع وآلام المواطنين الذين يعانون الأمرين طيلة شهور ماضية، حيث طالبوا الحكومة بسرعة توفير الجوازات وحل هذه الأزمة التي طالت.. كما اتهموا رئيس مصلحة الهجرة والجوازات بعدم وضع حلول عاجلة لإنهاء هذه الأزمة وتوفير دفاتر الجوازات..
وثمة أسئلة مهمة يجب أن تطرح.. أين قيادة المصلحة من كل ما يحدث..!! منذ أكثر من أربعة أشهر والأزمة تتصاعد وتزداد ومسئولو الهجرة والجوازات يغطون في نوم عميق.. أم أنهم مساهمون ومشاركون في هذه الأزمة واستمرارها لأهداف شيطانية لها علاقة بالحصول على أموال حرام من وراء بيع الجوازات في السوق السوداء بأسعار خيالية..!!
وأيضاً لماذا تأخرت طباعة دفاتر جديدة طيلة أربعة أشهر حتى الآن، ورغم إعلان مصلحة الجوازات وصول دفعة جديدة من الدفاتر الشهر الماضي إلا أن ذلك اتضح أنه مجرد كلام في الهواء ولم يكن له وجود على أرض الواقع..
خطأ مطبعي
تناقلت وسائل إعلامية أنه تم إتلاف ما يقارب 700 ألف جواز جديد من الكمية التي تم طباعتها وذلك بسبب خطأ مطبعي على الجواز في مشهد يثير الألم والرغبة في الإجهاش بالبكاء ولطم الخدود وشق الجيوب..
هذا العدد الكبير من الجوازات تتلف هكذا أو ببساطة وبسبب خطأ مطبعي لا أحد يدري أو يعرف من هو المسؤول عنه أو المتسبب فيه؟.. كانت هذه الكمية كفيلة بحل الأزمة وإنهائها تماماً ومع هذا الخبر المؤسف يا ترى هل سيتم معاقبة المتسبب في هذه الكارثة التي أضرت بملايين اليمنيين وهل ستقوم الحكومة ووزارة الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة الفاعل والمتسبب وعقابه ومحاسبته..
يا حكومة..!!
أين الحكومة من أزمة الجوازات..!!؟ ولماذا لا تلتفت لهذه الكارثة التي يعاني منها الملايين وكيف تتجاهل ما يمس المواطن ولا تعمل على حلها أو وضع حد لكارثة ممتدة من أشهر..؟ ماذا تعمل إذن هذه الحكومة.. ما هي واجباتها.. مسئولياتها تجاه مواطنيها..!!؟
من المعيب أن تظل الحكومة تتفرج على اليمنيين وهم يعانون.. يتألمون.. يصرخون.. يتوجعون.. بدون أن ينظر إليهم أحد لانقاذهم ومساعدتهم..
يا رئيس الحكومة.. اليمنيون يموتون بحثاً عن الجوازات..!! هل سمعت بذلك أم لا..!!؟

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد